حصيلة زيارة بايدن للضفة الغربية... وعود بتسهيلات اقتصادية دون اختراق للملف السياسي

د ب أ- الأمة برس
2022-07-15

يرى المحلل السياسي الفلسطيني إيهاب بسيسو أن زيارة بايدن لم تحمل جديدا بالنسبة للقضايا الجوهرية للفلسطينيين (ا ف ب)

القدس المحتلة: أفضت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المقتضبة للضفة الغربية إلى الإعلان عن مساعدات مالية ووعود بتسهيلات اقتصادية لكن من دون اختراق بالملف السياسي.

وزار بايدن بيت لحم لعدة ساعات اجتمع خلالها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم توجه إلى كنيسة المهد التاريخية للصلاة، قبل أن يغادر الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل متوجها إلى السعودية.

وأبرز الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي مع عباس أنه عمل على استئناف تقديم مساعدات بلاده إلى الفلسطينيين وأن إدارته قدمت أكثر من نصف مليار دولار منذ عام 2021 لهذا الغرض.

وأعلن بايدن عن تقديم 200 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى جانب 100 مليون دولار إضافية لدعم قطاع الرعاية الصحية في فلسطين من خلال مستشفيات القدس الشرقية.

وأشار بايدن إلى أن واشنطن تنخرط في محادثات مع إسرائيل لتحسين الظروف الاقتصادية للفلسطينيين وتوفير تقنيات الجيل الرابع للاتصالات الخليوية ودعم مشاريع الطاقة المتجددة.

وفي المسار السياسي، أكد بايدن أن الشعب الفلسطيني يستحق أن تكون له دولة مستقلة وقابلة للحياة ومتصلة جغرافيا، في وقت حذر فيه عباس من خطر انتهاء فرصة تحقيق حل الدولتين.

وأعاد عباس عرض سلسلة مطالب من إدارة بايدن مثل إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، ورفع منظمة التحرير الفلسطينية عن قائمة الإرهاب وإعادة فتح مكتبها في واشنطن، غير أن الرئيس الأمريكي لم يتطرق إلى ذلك.

كما دعا عباس إلى جهد أمريكي فعلي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف الأعمال أحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين بما في ذلك الاستيطان ووقف طرد الفلسطينيين وهدم منازلهم.

من جهته، أكد بايدن ضرورة خلق أفق سياسي يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، لكنه لم يعرض أي آليات عملية لذلك باستثناء إعادة تأكيد التزامه بهدف تحقيق حل الدولتين على حدود عام 1967، مع تبادل للأراضي متفق عليه.

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني إيهاب بسيسو أن زيارة بايدن لم تحمل جديدا بالنسبة للقضايا الجوهرية للفلسطينيين وتندرج في إطار العلاقات العامة والتواصل معهم خلال زيارته إسرائيل.

ويقول بسيسو لـ "د.ب.أ"، إنه وضح من البرنامج المقتضب لتواجد بايدن في بيت لحم بالمقارنة مع إسرائيل، عدم رغبته بإجراء نقاش سياسي على مستوى جدي فيما يتعلق بحل القضية الفلسطينية.

ويضيف أن بايدن ركز على الجانبين الإنساني والاقتصادي وهو أمر يندرج في إطار الحلول المؤقتة والحفاظ على الوضع القائم بمنع التوتر الميداني بمعنى إدارة الصراع وليس السعي الفعلي لحله.

ويعتبر بسيسو أن بايدن "حرص على الظهور بنوع من الوسيط النزيه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بما في ذلك التأكيد على التمسك بحل الدولتين دون أن يصرح ما هي الدولة الفلسطينية التي تراها واشنطن قابلة للحياة وما هي آليات تحقيق قيامها؟".

وعقب اللقاء، أصدر عباس بيانا يعلن فيه الاتفاق مع بايدن للعمل مع إدارته في العديد من القضايا الحاسمة لدفع السلام والأمن والاستقرار والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني إلى الأمام.

وثمن عباس قرار الرئيس الأمريكي باستئناف المساعدات الأمريكية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك تقديم الدعم لوكالة أونروا والمستشفيات الفلسطينية في شرق القدس.

واستبق بايدن زيارته إلى بيت لحم، بجولة تفقدية لمستشفى المطلع الفلسطيني في شرق القدس تخلله الإعلان عن تقديم 100 مليون دولار، دعماً لشبكة مستشفيات المدينة.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أوقفت في عام 2018 دعم المستشفيات الفلسطينية في القدس، والذي كان بواقع 25 مليون دولار أمريكي سنويا.

وفي هذه الأثناء تحدثت مصادر فلسطينية عن أن خلافات حول المضامين واللغة السياسية حالت دون صدور بيان فلسطيني - أمريكي مشترك عقب اللقاء بين عباس وبايدن.

ونقلت صحيفة "الأيام" المحلية عن مسؤول فلسطيني قوله إن الجانب الفلسطيني طلب ضغطا أمريكياً للإجراءات التي تقوض حل الدولتين، وعلى رأسها الاستيطان الإسرائيلي، لكن واشنطن لم تقدم ردا إيجابيا على ذلك.

ويرى المحلل السياسي رجب أبو سرية أن بايدن أجرى زيارته لإسرائيل والضفة الغربية بـ "جعبة خالية الوفاض من الحل السياسي، بل حتى من الوعود على هذا الجانب".

ويقول أبو سرية لـ "د.ب.أ"، إن حديث بايدن عن الالتزام بحل الدولتين "لم يحمل أي معنى أو مضمون في غياب طرح مبادرة سياسية تكفل استئناف المفاوضات أو الضغط على إسرائيل من أجل تهيئة الأجواء لذلك".

ويضيف أن لقاء بايدن مع عباس بدا أنه لا يتجاوز هدف المجاملة السياسية، لاسيما أنه لم يستجب لأي من المطالب الفلسطينية، بما في ذلك إعادة فتح القنصلية الأمريكية في شرق القدس أو حذف منظمة التحرير من قائمة الإرهاب.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي