
صدر مؤخراً كتاب جديد لنادية هناوي عن دار غيداء في عمان عنوانه «الطائر المكدود في البحث عن اليقين المفقود» وفيه اتخذت من قصيدة «تمرين على اليقين» للشاعر عبد الرحمن طهمازي مداراً للبحث والاشتغال. الكتاب يقع في أكثر من مئتي صفحة وفي خمسة فصول مع مقدمة وخاتمة وملحق بنص القصيدة كاملة. وتضمنت صفحات الكتاب لوحات تخطيطية بريشة الفنان العراقي يحيى الشيخ، استوحاها من أجواء هذه القصيدة التي عدتها المؤلفة عابرة أجناسيا على غيرها من الأنواع والأجناس الشعرية. ومضمون القصيدة فكري، جسَّد ظاهراتية عبد الرحمن طهمازي، وعن ذلك تقول هناوي: (لو صح القول إن البرهنة على قوة التجارب وأصالتها هي بالأساليب التي يتقن الشاعر توظيفها، أو بالابتكارات التي يبتدعها ويسير عليها الشعراء الآخرون من بعده، فإن هناك أمراً فيه تتوكد قوة التجربة الشعرية أيضا، هو إمكانية المداومة على التجريب في المباني، كأشكال أو أنواع أو أجناس، وهو أمر ليس باليسير، بل إن الشعراء الذين يشغلهم أمر التجريب في التجنيس قليلون بحكم التعقيد الذي تنطوي عليه العملية التجنيسية إبداعياً ونقدياً، ناهيك من صعوبة المداومة عليه أصلا. ومن هؤلاء الشعراء القلة الذي امتلكوا هذه المداومة على التجريب في كتابة قصيدة النثر الشاعر عبد الرحمن طهمازي).
والكتاب هو الثالث بعد كتابيّ هناوي «السونيت في شعر حسب الشيخ جعفر» و»غاليانو صياد الكلام والعبور الأجناسي» وبه تُؤكد المؤلفة مشروعها في التمثيل على نظريتها حول العبور الأجناسي التي طرحتها في كتابها «نحو نظرية عابرة للأجناس» 2019. وجاءت لوحة الغلاف تخطيطا للشاعر عبد الرحمن طهمازي بريشة الفنان علاء بشير.