"لا نحتاج لربطة عنق : البشت".. إرث خليجي لا ينقطع وهوية للشخصية العربية

وكالات - الأمة برس
2022-06-30

البشت عبارة عن عباءة يرتديها الرجال العرب منذ القِدم، مازال يستخدم في دول الخليج (تواصل اجتماعي)الدوحة ـ بألوانه المتعددة وزخارفه المميزة يظل "البشت" التقليدي متربعا على رأس الزي الرسمي في دول الخليج العربي، ويتم ارتداؤه في مناسبات معينة رغم رواج البدل العصرية وربطات العنق الأنيقة.

والبشت عبارة عن عباءة يرتديها الرجال العرب منذ القِدم، مازال يستخدم في دول الخليج ويتميز بألوانه المختلفة مثل الرمادي والأسود والبني والبيج والأبيض. ويبدأ طول البشت من الكتف إلى القدم، وهو لباسٌ ليس له أكمام ولا يحتوي على أي نوع من الأزرار، ولكن له فتحتين من أجل إخراج اليدين.

ورغم التطور الكبير الذي تشهده دول الخليج في كافة المجالات، إلا أن الأزياء العصرية الحديثة لم ترغم الرجال على التخلي عن ارتداء البشت المُطرز بالخيوط الذهبية على الأطراف مع الثوب الأبيض.

ويأتي ذلك تمسكاً بالعادات والتقاليد، ومحافظة عليها حية في الذاكرة، فيما يُعد البشت رمزا للشخصية، وقد ارتبط بالإنسان العربي وأصبح سمة الخليجي عموماً.

عرف البشت منذ القدم، تمامًا كما عرف العقال مُكملًا للزي أو اللباس وجزءًا أساسيًا منه، وبالتالي هما رمزان للأصالة والهوية الوطنية نظرًا إلى قيمتهما التراثية، خاصة وأن الرجل يعتبر العِقال تاجًا على الرأس و”البشت” رمزًا للشخصية.

ولا يلبس البشت في الحياة اليومية المليئة بالمشاغل والالتزامات المهنية، بل له مناسبات محددة، فأصبح يقتصر استخدامه على المُناسبات الوطنية والاجتماعية والأعياد والأعراس.

ولابد أن يرتدي الرجل الغترة والعقال إذا لبس البشت، وليس من المقبول أن يلبس البشت إلا معهما، لأن هذا الإخلال بالقاعدة، في حال وقع، لا يعد نقيصة فحسب، بل استهانة بالبشت ومكانته في الخليج.

يقول أسعد حاج، مسؤول مبيعات في محلات “بشت السالم” في سوق واقف، إن “عملية خياطة البشت وتطريزه شاقة يعمل عليها 6 أشخاص، كل تطريزة في البشت لها صانع مُعين مُتخصص فيها، خاصة أن الذري (الخيط الذهبي اللامع) به 5 تطريزات”.

ويوضح، “التطريزة الأولى تسمى البرواز، والثانية تسمى التركيب، والثالثة هي السلسلة، والرابعة تسمى الهيلة وتكون في المُنتصف والتطريزة الخامسة والأخيرة تسمى المكسر، وكل واحدة من هذه التطريزات الخمس لها شخص مختص بها”.

وحول المدة التي تستغرقها خياطة البشت يقول، “إذا تواجد خمسة أشخاص لخياطة البشت فخياطته تستغرق من خمسة أيام إلى أسبوع، أما إذا قام صانع واحد بمهام الخمسة، وهذا نادر، فيستغرق البشت منه 20 يومًا”.

◙ رغم التطور الكبير الذي تشهده دول الخليج في كافة المجالات، إلا أن الأزياء العصرية الحديثة لم ترغم الرجال على التخلي عن ارتداء البشت المُطرز بالخيوط الذهبية

وحول نوع القماش الذي يدخل في خياطة البشت: “القماش 3 أنواع صيفي وهي اللندني (نسبة إلى بريطانيا)، والياباني (نسبة إلى اليابان) والنجفي (نسبة إلى النجف العراقية)”.

زي يبقى رمزا للشخصية الخليجية
وأوضح أن “القماش الياباني واللندني صوف خفيف، فيما النجفي كله غزل يد، لذلك البشت المصنوع من القماش النجفي يشغل كاملا كله باليد من الألف إلى الياء”.

أما قماش “البشت” الشتوي، بحسب حاج، فيصنع من وبر الجمل والصوف ومنه أنواع منها وبر مخلوط بالصوف وآخر مخلوط بالقطن. ويضيف “أما البشت الربيعي فهو عبارة عن صوف إنجليزي خفيف يُطلق عليه صوف مارينا ويأتينا من اليابان وبريطانيا”.

ويبدأ سعر البشت المصنوع يدويا بخياطته وتطريزه بناء على طلب الزبون من 410 دولارات ويصل إلى 1920 دولارا حسب نوع وجودة القماش والتطريز المستخدم فيه.

ويضيف حاج، “في كل عام نجد أن الإقبال متزايد على محلات بيع وتفصيل البشوت في سوق واقف قبل الأعياد والمناسبات مثل الأعراس”. ويوضح أن “الشعب القطري اعتاد منذ عهد الآباء والأجداد ارتداء البشوت في الأعياد وخلال المناسبات”.

ويلفت إلى أن “المحلات في سوق واقف تتوفر فيها أنواع من البشوت وهو ما يمثل مقصداً لشراء وتفصيل البشوت”. ويشير إلى أن “ارتداء البشت في الأعياد من العادات الخليجية المستمرة حتى الآن ويرتديه الآباء من مختلف الأعمار وكذلك كبار السن أيضاً”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي