هل يعود النفط الإيراني والفنزويلي إلى الأسواق في ظل أزمة الطاقة؟

أ ف ب - الأمة برس
2022-06-29

صورة نشرتها الرئاسة الفنزويلية تظهر الرئيس نيكولاس مادورو مع وزير النفط الإيراني جواد أوجي في طهران بتاريخ 13 حزيران/يونيو 2022 (ا ف ب)

يرى خبراء أن تخلي الغرب عن المحروقات الروسية يشكل فرصة لعودة إيران وفنزويلا العضوين في تحالف "أوبك بلس" إلى أسواق الطاقة الدولية، لكنهما ما زالتا حتى الآن تخضعان لعقوبات أميركية. 

يعتبر الخبير في شركة "أواندا" إدوارد مويا أن هذه فرصة ذهبية لطهران وكراكاس لطيّ صفحة الخلافات مع الغرب. 

يضيف مويا في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن "من مصلحتهما الاستفادة من تشديد العقوبات ضد الطاقة المستوردة من روسيا" العدو الأول الجديد للغرب. 

دعت فرنسا الاثنين على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا إلى "تنويع الإمدادات" بالتوجه خصوصا إلى إيران وفنزويلا من أجل الحد من ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا.

قفز سعر برميل برنت بحر الشمال المؤشر القياسي للذهب الأسود في أوروبا، بنسبة 20 بالمئة منذ بداية الغزو في 24 شباط/فبراير في حين ارتفع سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 22 بالمئة.

ومن بين العوامل الرئيسية للارتفاع الحظر الغربي على المحروقات الروسية خصوصا بعد الحظر الأميركي في آذار/مارس وقرار أوروبي مماثل في مطلع حزيران/يونيو. 

- "كمية كبيرة" -

في هذا السياق، يتعرض أعضاء تحالف "أوبك بلس" البالغ عددهم 23 دولة والذين يجتمعون الخميس لتعديل إنتاجهم، لضغوط دولية لانتاج المزيد وضمان سعر عادل لكل من المستهلكين والمنتجين.

استجابت دول التحالف في مطلع حزيران/يونيو جزئيا لدعوات زيادة الإنتاج، لكن المحللين يتوقعون إبقاء الوضع على حاله خلال الاجتماع المرتقب رغم تزايد الضغوط. 

ذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الإمارات التي يُنظر إليها عمومًا على أنها من أعضاء "أوبك بلس" القليلين القادرين على زيادة الإنتاج، أكدت أنها بلغت أقصى قدراتها الإنتاجية وأن السعودية متحفظة على الفكرة.

ويرى خبراء أن تحفظ السعودية على زيادة الإنتاج ليس مرده عجزها عن ذلك بل رغبتها في إبقاء العلاقات حسنة مع شريكتها روسيا التي تمثل إحدى ركائز تحالف "أوبك بلس". 

لذلك فإن إيران وفنزويلا هما الدولتان الوحيدتان القادرتان على زيادة إنتاجهما، لكنهما خاضعتان لعقوبات أميركية. 

يؤكد كريغ إيرلام من شركة "أواندا" أن هذين البلدين يمكنهما ضخّ "كمية كبيرة من النفط إلى السوق بسرعة إلى حد ما".

لدى إيران قدرة إنتاج تصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا، ويمكن أن تنتج فنزويلا بسرعة ما يصل إلى مليون برميل، وفق تقديرات شركة "سويس كوت". 

- "تدابير قصوى" -

يقول الخبير في شركة "إس بي آي أسيت مانجمنت" ستيفن إينيس إن "الأوقات العصيبة تتطلب اتخاذ تدابير قصوى".

ويعتبر أن "صناع السياسة أظهروا إبداعًا كبيرًا" لخفض الأسعار عبر اقتراحهم في قمة مجموعة السبع دراسة تحديد حد أقصى لسعر النفط الروسي واقتراح إضافة المزيد من الإيثانول إلى البنزين في الولايات المتحدة.

لكنه يضيف مستدركا أن "كل إبداع العالم لن ينجح في ضخّ براميل جديدة السوق بحاجة ملحة لها"، ومن هنا جاءت "الضغوط المتزايدة لقادة الاتحاد الأوروبي على البيت الأبيض لمراجعة العقوبات".

على الجانب الإيراني، يعتمد كل شيء على نتيجة المفاوضات النووية التي لا يمكن التنبؤ بها، والهادفة إلى عودة الولايات المتحدة لاتفاق العام 2015  واستئناف الجمهورية الإسلامية احترام التزاماتها مقابل رفع العقوبات.

بعد ثلاثة أشهر من الجمود، استؤنفت المحادثات غير المباشرة في قطر الثلاثاء بين طهران وواشنطن.

ويرى إينيس أنه "يمكن للولايات المتحدة أن تسمح بتدفق البراميل الإيرانية إلى السوق" قبل انتظار التوصل إلى اتفاق. 

أما في ما يتعلق بفنزويلا التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، فقد أعلن البيت الأبيض منتصف أيار/مايو عن تخفيف بعض العقوبات المفروضة عليها عام 2019.

وجاء ذلك بعد أن قطعت واشنطن العلاقات الدبلوماسية مع كراكاس وفرضت حظراً نفطياً بهدف الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو من السلطة بعد انتخابات 2018 المثيرة للجدل. 

وأشاد مادورو بالضوء الأخضر الممنوح لشركتي "إيني" الإيطالية و"ريبسول" الإسبانية لتصدير النفط الفنزويلي إلى أوروبا باعتباره "إجراءً بسيطا ولكنه مهم".

وأكد مسؤول أميركي كبير أن تخفيف العقوبات سيستمر في حال إحراز تقدم نحو الديموقراطية وإجراء انتخابات "حرة"، محذرا من أنها "ستشدّد" إذا حادت البلاد عن هذا المسار.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي