الهلال قلص فارق النقاط في سيناريو مثير لعشاق كرة القدم

مالذي حدث ويحدث ؟ : هل خسر الاتحاد لقب الدوري السعودي... أم للقصة بقية؟

الشرق الأوسط - الأمة برس
2022-05-30

الهلال ظل يلاحق المتصدر حتى «اقتنص» المركز الأول (تصوير: سعد العنزي)الرياض - فهد العيسى - قبل جولتين من الآن، كان الرأي السائد في مشهد البيت الاتحادي هو لقب غائب عن الخزانة منذ سنوات سيعود، وهي مسألة وقت فقط، سيحسم الفريق اللقب قبل ثلاث جولات من إسدال الستار، وسيتوج بطلاً على حساب الهلال، وسيعود بقوة إلى المشهد ومن الباب الكبير.

أمنيات كثيرة وأحلام عظيمة سيحققها العميد في ليلة ستكون خالدة في ملعب «الجوهرة المشعة» عند مواجهة وصيفه الهلال، ترجمت ذلك مدرجات مكتظة، أعلام صفراء، مؤازرة لا تتوقف.

خسر الاتحاد في ليلة كان فيها المرشح الأول على غير العادة، الهلال الجريح بخسارة مفاجئة لبطولة كأس الملك كانت ترشيحاته تحضر بخجل في تلك المواجهة، إلا أنه قلب المشهد وحول تأخره بهدف رومارينهو إلى فوز عظيم بثلاثية قلص معها الفارق النقطي إلى ثلاث نقاط مع المتصدر الاتحاد.

فقد الاتحاد في تلك المواجهة أشياء كثيرة، غروهي ودع المباراة مصاباً، وخسر البرازيلي رومارينهو في مواجهة هي الأهم «الطائي» بحصوله على بطاقة صفراء جديدة، خسر الاتحاد شيئاً كبيراً من الثقة، ثم أعقبها خسارته للثنائي كورنادو والمغربي عبد الرزاق حمد الله، بعد تعرضهما لوعكة صحية جعلتهما يوجدان على مقاعد البدلاء في مواجهة الطائي.

خسر الاتحاد أمام الطائي، وظهر بهوية لا يمكن أن تعكس أنه الفريق البطل الذي اعتلى صدارة لائحة الترتيب منذ جولات طويلة جداً. أيام قليلة حوّلت مشهد الفرح في البيت الاتحادي إلى مشهد ضبابي ومرتبك وحالة يسودها الترقب وعدم تقبل الصدمة التي حولت مسار الدوري من جدة إلى الرياض إذا ما حدثت مستجدات في الجولات المقبلة.


الاتحاد الغائب عن تحقيق لقب الدوري منذ أكثر من عشر سنوات، كان يعيش أيام فرحة لم تتوقف، حتى مع مؤجلات الهلال تعثر أمام الفيحاء، وكانت كل المؤشرات تمنح الدوري للاتحاد في ظل الفارق النقطي الكبير لصالحه، إلا أن سقوطه في المعترك الأخير من المنافسة ساهم بوضعه في لحظة ترقب للمشهد حتى الجولتين المقبلتين.

تعادل الاتحاد والهلال نقطياً، وظل الاتحاد متصدراً بلائحة الترتيب، إلا أن استمرار هذا المشهد حتى الجولة الأخيرة يعني تتويج الهلال بلقب الدوري بأفضلية المواجهات المباشرة، وبات الاتحاد يترقب تعثر الهلال من أجل استعادة الصدارة وإعادة آماله بلقب الدوري.

بعيداً عن حسابات الجولتين المقبلتين، يظل السؤال الحاضر بعد تحول المشهد في الدوري، هل صدارة الاتحاد كانت غير مستحقة؟

وفقاً للغة الأرقام، يملك الاتحاد حالياً 61 نقطة في رصيده، وهو الرقم الذي منح الهلال لقب الدوري في نسخة الموسم الماضي، مما يعني أن الرصيد النقطي الذي حققه الاتحاد كان جيداً مع تبقي مباراتين قد تقفزان به نحو الرقم 67، على الرغم من النقاط التي أضاعها الاتحاد في عدد من المباريات.

الاتحاد لم يكن جيداً بما يكفي في مبارياته الأخيرة (تصوير: علي خمج)

على صعيد الهدافين، فقد سجل الاتحاد 59 كأكثر خط هجوم في الدوري السعودي تسجيلاً للأهداف، مقابل استقبال شباكه 28 هدفاً كثاني أقوى خط دفاع بعد الهلال التي استقبلت شباكه 27 هدفاً وسجل مهاجموه 58 هدفاً.

على صعيد عدد الانتصارات، فإن العميد الاتحادي يملك أعلى رقم انتصارات في الدوري بعدد 19 انتصاراً مقابل 18 انتصاراً لفريق الهلال، في الوقت الذي تعادل فيه أربع مباريات وخسر خمس مباريات، ليتعادل نقطياً مع الهلال الذي حقق الفوز في 18 مباراة وتعادل في سبع مباريات وخسر ثلاث مواجهات.

كان الاتحاد يعيش مرحلة مثالية وتصاعدية في التجانس واكتمال الفريق منذ الموسم الماضي الذي نافس فيه على المراكز الأولى، قبل أن يتراجع في نهاية المشوار ويحتل المركز الثالث في لائحة الترتيب خلفاً للبطل (الهلال) والوصيف (الشباب).

حتى في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، عزز الاتحاد صفوفه بالمهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله، قادماً من نظيره النصر، وقبلها في فترة الصيف تعاقد مع البرازيلي كورنادو صانع الألعاب القادم من نظيره فريق الشارقة الإماراتي، ليشكل الفريق عموداً فقرياً مثالياً بدأ بوجود البرازيلي غروهي، ثم الدولي المصري أحمد حجازي، والمغربي كريم الأحمدي لاعب محور الارتكاز قبل رحيله في الشتوية، بالإضافة إلى البرازيلي رومارينهو، ومواطنه كورنادو، ثم المغربي عبد الرزاق حمد الله الذي شكل إضافة فنية كبيرة.

منذ إقرار زيادة عدد الأندية في موسم 2018 - 2019 إلى 16 فريقاً عوضاً عن 14 فريقاً، زادت فرصة حصد المزيد من عدد النقاط، حيث حقق النصر لقب البطولة في ذلك الموسم برصيد 70 نقطة قبل أن يرفع الهلال الرقم إلى 72 نقطة في الموسم الذي يليه، قبل أن يتراجع الرقم إلى 61 نقطة في الموسم الماضي الذي حقق فيه الهلال لقب الدوري.

عاش الاتحاد قصة عودة جميلة في تفاصيلها، وكان قريباً من حسم اللقب لصالحه، إلا أن عثراته المتتالية ساهمت بعودة حظوظ الهلال بالمنافسة على اللقب ونجح في الاقتراب من ذلك، لتظل الجولتان القادمتان مساحة للتوقعات عما سيحققه الفريقان، فهل تحمل مواجهتا الاتحاد للاتفاق والباطن، والهلال مع الفتح والفيصلي، فصلاً جديداً من قصة هذا الموسم الطويل؟

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي