دريدا في ثلاثينياته.. التفكير بوصفه رفضاً

2022-05-30

منذ انتقال حقوق نشر أعمال جاك دريدا، وخصوصاً دروسه ومحاضراته، إلى دار "سوي"، بتنا على موعد شبه سنوي، أو نصف سنويّ أحياناً، مع أحد أعماله التي لم يسبق لها أن رأت النور من قبل، والتي خصّصت لها الدار الباريسية سلسلةً باسمها: "مكتبة دريدا".

ضمن هذه السلسلة يصدر، في الثالث من حزيران/ يونيو المقبل، كتاب "أن تفكّر، ذلك يعني أن تقول لا"، والذي يضمّ نصوصَ أربع محاضرات ألقاها الفيلسوف الفرنسي (1930 - 2004) وهو في الثلاثين من عمره، عندما كان أستاذاً مساعداً في "جامعة السوربون".

تعود عبارة "أن تفكّر، ذلك يعني أن تقول لا" إلى المفكّر الفرنسي آلان (1868 - 1951)، وفيها يعثر دريدا على إجابة للسؤال الذي يشغل محاضرته الأولى: "ما التفكير؟"، ذلك أن التفكير، بوصفه بحثاً على الحقيقة، لا يمكن له أن يقول "نعم" لكلّ ما يجده أمامه من حقائق مخترعة أو وهمية، بل هو الذي يصرّ على الـ"لا" باعتباره علامةً على البحث القلِق، المتطلّب، الباحث دائماً عن نتائج أعمق من تلك التي يصل إليها.

وكان دريدا - المولود في الجزائر - قد ألقى هذه الدروس في وقتٍ كانت حرب تحرير الجزائر في مداها، ولعلّ قراءته الجذرية والنقدية لفعل الفكر متأثّرة بهذا السياق، وهو الذي عُرف بنقده الشديد للاستعمار الفرنسي ولممارساته في الجزائر.

كما اختار محرّرو الكتاب الإبقاء على الملاحظات التي وضعها دريدا على هوامش الدروس هذه، والتي كتبها بخطّ اليد، حيث يمكن للقارئ أن يطّلع على النحو الذي كان يفكّر به مدرّس الفلسفة الشاب آنذاك، كأن يذكّر نفسه بـ"التعليق بصبر" على هذا الاقتباس، أو أن يقترح بعض التصليحات والملاحظات على طلّابه، وهو ما يجعل من كتابه هذا وثيقة مهمّة لطلّاب الفلسفة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي