وأخيراً… وُلِد «اللوبي» الفلسطيني!

2022-05-30

عندما أصدر الأديب الفلسطيني سمير الشوا كتابه الأول وعنوانه «غزة… إلى أين؟» حرص على التذكير بأن نشره باللغة العربية كان مجرد خطأ مقصود!

واعترف في المقدمة أنه اختار له عنواناً بالانكليزية هو Power Failure بغرض إستسهال الترجمة بحيث يعني: انقطاع الكهرباء… وفشل القوة… وفشل السلطة الخ.

وانتهى المؤلف من حصر العنوان بـ«فشل الجميع» يلقي هذا الكتاب الضوء على تاريخ غزة منذ انتهاء فترة الإنتداب البريطاني، مروراً بحكم الإدارة المصرية… والاحتلال الاسرائيلي… وعودة السلطة الوطنية إلى حكومة «حماس»

كما يحتوي الكتاب على تجربة المؤلف في مجال الثقافة، حيث قام بتأسيس «دار الهاني للكتب». وهي أول دار نشر فلسطينية في بريطانيا تُعنى بالقضايا المتعلقة بالنكبة الإنسانية والحلقات السياسية التي تدور في فلكها

في عصر كورونا، إقتصرت الأعمال الأدبية التي قدمها سمير الشوا على ثلاثة كتب من النوع الخفيف. والسبب في ذلك التحوّل نتج عن البلبلة الفكرية التي أبعدت الناس عن التركيز. كما وان كثرة الضحايا على مستوى الكرة الأرضية أحدثت تصدعاً في النمط المهيمن على السلوك

وعلى ضوء النتاج الفكري الأخير، الذي وصفه سمير بأنه عصارة التعبير عما تستدعيه الحالات الفلسطينية المرتبكة، خرج من المطبعة آخر كتاب بعنوان: «جماعة ضغط من أجل فلسطين» و»كفاح جماعي من أجل المستقبل»

والملاحظ من أسلوب كتابة هذه الدراسة أن سمير الشوا عرض القضية الفلسطينية بالكشف عن معطيات مأساوية ودلائل دامغة على بشاعة خسارة فلسطين وخطورة تداعياتها المتواصلة

سنة 1977 صدر كتاب بعنوان «اختراع اسرائيل القديمة وإسكات التاريخ الفلسطيني» لمؤلفه كيث هواتيلام. وهو جزء من مسلسلات تعتبرها المراجع الدينية أرضاً لدولة اليهود. وقد أشار اليها الكاتب الفلسطيني مرات عديدة مجذراً من مزالق إنكار المكان والزمان على التاريخ الفلسطيني

أما شعر محمود درويش فقد عُرض شعره في الكتاب كرفض لتصور المعايير اليهودية التي تعتبر أن اسرائيل أقيمت كحارس مخلص للاستقرار في جميع البلدان المحيطة بها. وهو يناقض الكذبة الفاضحة التي روّجت لها غولدا مائير بالقول: أرض بلا شعب… لشعب بلا أرض!

ومن العبقري الروسي ليو تولستري استعار سمير الشوا الحكمة التالية: إثنان يعتبران من أقوى المحاربين… الزمن والصبر

ومن خلال هاتين الميزتين ينصح سمير بهيمنة التطور الاستراتيجي على آلية العمل النضالي. وحجّته أن تحقيق الحلم الذي وُلِد في «بازل» استمر مئة سنة. في حين أمضى العرب مئة سنة في حرق المراحل التي قادتهم من إخفاق إلى إخفاق

المصادر المتوافرة من البوصلة الفكرية ادوارد سعيد كانت مرجعية صارخة، خصوصاً تلك المقالات التي كتبها سنة 1996 تحت عنوان: إنكار الزمان والمكان على التاريخ الفلسطيني

والطريف أن المكتشفات الأثرية في فلسطين لم تعثر على توضيح واحد يثبت وجود اليهود!







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي