تقرير: سياسة إدارة بايدن إزاء البرنامج النووي الإيراني كارثية وخطيرة وتستند لمعلومات مضللة

د ب أ- الأمة برس
2022-05-29

الرئيس الأمريكي جو بايدن (ا ف ب)

واشنطن: يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تستثمر كل رصيدها السياسي في إحياء الاتفاق النووي مع حكام إيران؛ فيما يدفع النظام الإيرانيعلى نحو يتسم بالتحدي برنامجه النووي إلى الأمام ، ويكثف تخصيبه لليورانيوم ويعمل على إضافة نصب ألف جهاز طرد مركزي ، ويحصل على معرفة لا يمكن الرجوع عنها في مجال التطوير النووي ، في الوقت الذي يتفاوض فيه مع مجموعة 5+1( التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهى وفرنسا والصين وبريطانيا وروسيا الولايات المتحدة إضافة إلى ألمانيا).

وقال مجيد رفيع زاده، رئيس المجلس الدولي الأمريكي للشرق الأوسط، في تقرير نشره "معهد جيتستون" الأمريكي، إنه يبدو واضحا أن المؤسسة الدينية في إيران تعمل فقط على كسب الوقت لدفع برنامجها النووي إلى الأمام ،ووصلت الآن إلى النقطة التي تعتبر فيها قريبة من العتبة النووية .

ويُعتقد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية على بعد أسابيع فقط من الحصول على المواد التي تعد ضرورية لتصنيع سلاح نووي.

وأضاف رفيع زاده، عضو مجلس إدارة مجلة"هارفارد إنترناشيونال ريفيو" بجامعة هارفارد، أن الأمر الذي ينطوى على تناقض شديد هو أن النظام الإيراني يحرز تقدما في برنامجه النووي بسرعة عالية ،بينما يشارك في مفاوضات عالمية يتمثل هدفها الأساسي من الناحية الظاهرية في كبح البرنامج النووي الإيراني.

وتأتي هذه الأزمة في وقت اعترف فيه المزيد من الزعماء الإيرانيين بأن البرنامج النووي لبلادهم يهدف من البداية لتصنيع أسلحة نووية ، وليس للأغراض السلمية مثلما يزعم المرشد الأعلى على خامنئي.

وفي التاسع والعشرين من شهر تشرين الأول /نوفمبر الماضي ، كان الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي أول مسؤول إيراني يعترف بأن عمله كان جزءا من نظام نووي يهدف لتطوير أسلحة نووية.

وعلى الرغم من كل ما تم الكشف عنه، فإنه يبدو أن كل ما تفعله إدارة بايدن هو استرضاء حكام إيران للتوصل إلى اتفاق.

وأبلغت إدارة بايدن الزعماء الإيرانيين، في بادىء الأمر، بأن الولايات المتحدة ليست مستعدة فقط لرفع العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي، بل أنها تبحث أيضا رفع كل العقوبات غير المرتبطة بالبرنامج النووي.

وجاء ذلك في أعقاب أول تنازل تجاه الحوثيين في اليمن ؛ الميليشيا التي تعمل بالوكالة لحساب إيران .

وحتى في الوقت الذي كشفت فيه الأدلة ، بما في ذلك تقرير للأمم المتحدة، أن النظام الإيراني ينقل أسلحة متقدمة إلى الحوثيين في اليمن، علقت إدارة بايدن بعض العقوبات لمكافحة الإرهاب على الحوثيين ، والتي كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد فرضتها عليهم.

وبعد ذلك بوقت قصير ، في 12شباط/فبراير عام 2021، ألغت إدارة بايدن تصنيف الحوثيين كمجموعة إرهابية . وبعد ذلك ببضعة أسابيع ، في شهر حزيران/يونيو عام 2021، رفعت إدارة بايدن العقوبات عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين سابقين والعديد من شركات الطاقة.

ويقول رفيع زاده إنه في ضربة للشعب الإيراني ومؤيدي الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وبعد مرور بضعة أيام على قيام النظام الإيراني باختيار إبراهيم رئيسي الذي يوصف بأنه قاتل جماعي ليكون رئيسه المقبل ، أعلنت إدارة بايدن أنها تدرس أيضا رفع العقوبات المفروضة ضد المرشد الأعلي الإيراني على خامنئي.

وخلال جلسة استماع بالغة الأهمية في مجلس الشيوخ في الخامس والعشرين من الشهر الجاري ، دافع روبرت مالي ، المبعوث الخاص للرئيس بايدن لإيران ،عن جهود الإدارة لإحياء الاتفاق النووي مع حكام إيران.

ورغم أن هناك تقريرا يفيد بأن إدارة بايدن لن تحذف الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية ،أشار مالي بوضوح إلى أن حذف الحرس الثوري من القائمة ليس مستبعدا من طاولة المحادثات .

ولكن مالي رفض الكشف عما تطالب به الإدارة الأمريكية من النظام الإيراني مقابل حذف الحرس الثوري من قائمة الإرهاب.

وأشار مالي أيضا إلى أن إدارة بايدن سوف تقدم مسودة نهائية للاتفاق النووي على الكونجرس الأمريكي لمراجعتها.

ويرى رفيع زاده أنه يجب التذكير بأن إدارة الرئيس الأمريكي الاسبق باراك أوباما ، التي كان يشغل فيها بايدن منصب نائب الرئيس ، قالت أيضا أن الكونجرس سوف يحصل على فرصة لمراجعة الاتفاق النووي.

ولكن أوباما مضي قدما وتوصل إلى اتفاق مع إيران بدون موافقة مجلس الشيوخ ، وتم التوصل إلى الاتفاق النووي من خلال أمر تنفيذي وليس من خلال مجلس الشيوخ.

وفي وقت لاحق تم الكشف عن أن الإدارة الأمريكية أبرمت عدة اتفاقيات سرية مع حكام إيران.

وتضمنت إحدى الاتفاقيات السرية السماح للنظام الإيراني بالحصول على دولارات أمريكية في تجاوز للعقوبات.

ووافقت إدارة أوباما سرا أيضا على شطب عقوبات على العديد من البنوك الإيرانية ، بما في ذلك بنك سباه وسباه انترناشونال.

وأوضح رفيع زاده أنه في الوقت الذي يتفاوض فيه حكام إيران للتوصل إلى اتفاق نووي ، فإنهم يواصلون دفع برنامجهم النووي للأمام والأقتراب أكثر من الحصول على قنبلة نووية والصواريخ التي تقوم بتوصيلها إلى هدفها ، وشن هجوم ، والاستيلاء على ما يبدو على أراضي الدول المجاورة لهم ،عندما يكون ذلك ممكنا.

واختتم رفيع زاده تقريره بالقول إن القيادة الضعيفة لإدارة بايدنلا تؤدي سوى لمساعدة نظام إيران على زيادة زعزعة استقرار المنطقة ،بينما تزيد ، حتى مع وجود اتفاق، من صعوبة محاسبة إيران على الفوضي التي يمكن أن تكون بصدد التخطيط لها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي