"الضريبة البشرية": خلفيات الحصار الأميركي على العراق

2022-05-28

في عام 2003، نشر الباحثان العراقي طارق يوسف إسماعيل والأميركي ويليام حداد كتابهما "العراق.. الضريبة البشريَّة للتاريخ"، والذي تناولا فيه الحصار الدولي على العراق نتيجة قرار الأمم المتحدة رقم 661 الذي صدر في آب/ أغسطس 1990، ونصّ على إقرار عقوبات اقتصادية خانقة على العراق لتجبره على الانسحاب الفوري من الكويت، لكنّها استمرت نحو ثلاثة عشر عاماً.

صدرت حديثاً عن "دار المأمون للترجمة والنشر" في بغداد النسخة العربية من الكتاب بترجمة خضر علي سويد، وفيه يتناول المؤلّفان "أزمات تلك السنوات العجاف التي مرّت على العراق بالاستناد إلى الحقائق المثبتة بالأرقام والنسب والتي تستدعي مشاعر القلق من المستقبل"، بحسب بيان الدار.

يكشف الكتاب دوافع فرض الحصار الذي يعّد من أشد العقوبات التي فُرضت على أي دولة في التاريخ وعانى منها شعب العراق لأكثر من عقد، كمحاولة لإخراج العراق من الكويت، في تأكيد أن نظام العقوبات فشِل في تحقيق أهدافه الأساسية.

ويطرح إسماعيل وحداد أسئلة جادة حول الدوافع الحقيقية للقوى المعنية، لا سيما الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وراء الإصرار على إدامة عقوبات أضرّت بالشعب أكثر ممّا أفادت في تغيير سلوك النظام العراقي، موضّحين أنه لو جرى تطبيق العقوبات بعناية ووفق غاياتها المنصوص عليها، لَكان من الممكن أن تنجح، لكنّ الحقيقة أن التحالف الدولي دمّر ــ من خلال حملة القصف المكثّفة عام 1991 ــ البنية التحتية الاجتماعية في العراق، ما جعل البلد بحاجة إلى العديد من المواد الأساسية لإعادة إعماره، والتي حرمتْه منها العقوبات.

ويشيران إلى أنه كان يجب تعديل العقوبات لتلائم بيئة ما بعد حرب الخليج أيضاً، إلّا أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تحديداً، رفضا عدّة مرات داخل مجلس الأمن وأروقة الأمم المتّحدة، الموافقة على رفع العقوبات إذا امتثل العراق، أي تُرك مع القليل من الحافز لنزع السلاح، لذلك لم يكن من المستغرب أن صدام حسين لم يتعاون بسبب هذا التعنّت الأميركي البريطاني.

ويناقش المؤلّفان أسباب استمرار العقوبات إذا لم تحقق هدفها المعلن، ويجادلان بأن الدوافع الحقيقية للولايات المتحدة والمملكة المتحدة كانت أكثر تعقيداً، فبدلاً من أن تدور حول انتهاكات حقوق الإنسان والإرهاب وانتشار الأسلحة النووية، ربما كان للعقوبات علاقة أكبر باستغلال النفوذ السياسي والخطر الذي يمثّله العراق وإيران، كما مكّنت الولايات المتحدة من الهيمنة على الشرق الأوسط الذي يحتوي أكبر موارد النفط وأغناها في العالم، ليخلص المؤلّفان إلى أن العقوبات التي فُرضت ضد العراق كانت غير قانونية، بموجب القانون الدولي نفسه.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي