متين أرديتي.. معجم في حبّ إسطنبول

2022-05-23

ثمّة، في عالم النشر الفرنسي، سلسلات من الكتب ساعدتها شهرتها الواسع، وربما أصالتها وجدّيتها، في أن تتحوّل إلى ما يشبه نقط العلام بين القرّاء، كما هو حال سلسلة "لا بليّاد" التي تُصدر فيها منشورات "غاليمار" أعمالاً، كاملة في الأغلب، لأهمّ الأسماء في الأدب الفرنسي والعالمي.

إلى جانب "لا بليّاد"، تحظى سلسلةٌ أُخرى، هي تلك التي تبدأ الكتب الصادرة فيها بـ"قاموسٌ عِشقيّ لـ..."، وتُصدرها دارا "بلون" بشكل أساسي (بالتعاون، أحياناً، مع دُور أُخرى)، بصيتٍ ذائع، وبعدد واسع من القرّاء، لشمولها مواضيع في كلّ حقول القراءة تقريباً (من العِلم والجغرافيا إلى السيرة والأدب والفكر)، ولفرادة أسلوبها.

ضمن هذه السلسلة، وعن دارَيْ "بلون" و"غراسيه" في باريس، صدر حديثاً كتاب "قاموسٌ عِشقيّ لإسطنبول"، للكاتب التركي ـ السويسري متين أرديتي (1945)، وهو عملٌ يضمّ بين دفّتيه (أكثر من 500 صفحة) عشرات الفصول المرتّبة ترتيباً هجائياً، والتي يستحضر فيها أماكن ولمحات من حياة العاصمة التركية.

تتنقّل الفصول بين الجغرافيا والتاريخ والثقافة الشعبية والتراث، حيث ننتقل مع الكاتب من حيّ في إسطنبول إلى تاريخ كلمة أفندي، ومن تاريخ القهوة التركية إلى معنى شرب الشاي مع كعك السميت في شوارع المدينة، كما نتعرّف على حضور ماء الزهر في الثقافة المطبخية والشعبية، ونكتشف الكثير عن مَعالمها ــ من جوامع وكنائس ومحطّات قطار وساحات وغيرها ــ، قبل أن نتعرّف إلى عدد من "النجوم" الذي وُلدوا فيها وبرزوا في مختلف الحقول.

وإن كان الكتاب يلتزم، بشكل عام، بصيغة المعجم (الترتيب الألفبائي، التعريف)، ضمن فصول أطول من تلك المعتادة في القواميس، إلّا أن الكتاب لا يشبه المعاجم التي تبحث عن الموضوعية، فمقالات أرديتي تمزج الشخصيّ بالتاريخ بالفكري، ما يمنح قرّاءها تجربة مختلفة عن القواميس التي قد تكون جافّةً ومنغلقة على حقلها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي