قمة الأمريكيتين في لوس أنجلوس تكشف تضاؤل نفوذ واشنطن في المنطقة

متابعات الامة برس:
2022-05-18

قمة الأمريكيتين في لوس أنجلوس تكشف تضاؤل نفوذ واشنطن في المنطقة (أ ف ب)

واشنطن: ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر، الأربعاء 18مايو2022، أن اتساع دائرة الخلافات حول انعقاد قمة الأمريكيتين في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، المرتقب انعقادها بعد حوالي ثلاثة أسابيع، يهدد في حقيقة الأمر بكشف مدى تضاؤل نفوذ واشنطن في المنطقة، بما قد يصب في صالح الصين.

وقالت الصحيفة، في مستهل تقرير لها نشرته عبر موقعها الإلكتروني في هذا الشأن، أن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، وهو أهم حليف للولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية، أشعل الجدل من خلال تعهده بعدم حضور اجتماع رؤساء حكومات ودول الأمريكيتين ما لم تدعو الولايات المتحدة كوبا وفنزويلا ونيكاراجوا للحضور، وهو الأمر الذي كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد استبعدته في السابق.

وأضافت الصحيفة: أن دول الكاريبي أيدت موقف لوبيز أوبرادور، وكذلك فعلت بوليفيا، فيما لم يقرر الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو بعد ،ما إذا كان سيذهب ولا تزال الأرجنتين تتأرجح بين الموافقة والرفض، وقد ينتهي الأمر بإيفان دوكي، رئيس كولومبيا، رابع أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، إلى أن يصبح أهم مدعو.

وتعليقا على ذلك، قال رايان بيرج من برنامج الأمريكيتين في مركز أبحاث CSIS ومقره واشنطن، في تصريحات خاصة للفاينانشيال تايمز:" نحن نمر بأزمة الآن وهذا أمر محرج حقًا"، وقالت ريبيكا بيل شافيز، مديرة مؤسسة الحوار الأمريكية في واشنطن:" لا أصدق أننا على بعد ثلاثة أسابيع من القمة ولم نحقق شيئ حتى الآن".

ورغم أن الولايات المتحدة أعلنت تخفيفًا جزئيًا لقيود عهد الرئيس السابق دونالد ترامب على كوبا ،وأرسلت فريقًا إلى المكسيك لكسب دعم لوبيز أوبرادور، غير أن الكفاح من أجل إقناع حليف رئيسي بحضور ما ينبغي أن يكون اجتماعاً لا غنى عنه، قد أكد بالفعل ضعف أمريكا، بحسب قول الصحيفة البريطانية.

وأُضيف: أنه على النقيض من ذلك، ظلت الصين في حالة نمو كبيرة في نفوذ التجارة والاستثمار والسياسة، بينما تسعى في الوقت نفسه للحصول على الإمدادات الوفيرة من سلع أمريكا اللاتينية الأساسية كفول الصويا والنحاس والليثيوم.

ومقارنة بين الأمرين، أشار رايان بيرج إلى التناقض بين الاستعدادات المضطربة لقمة لوس أنجلوس، وبين قمة صينية افتراضية تدار بسلاسة مع وزراء خارجية أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في ديسمبر المقبل، والتي اتفقت على خطة عمل مدتها ثلاث سنوات.

ورأت "فاينانشيال تايمز" أيضًا أن الخلاف حول حضور القمة يخفي مشكلة أكبر مما يظهر أمام العامة، وهي عدم وجود أجندة طموحة حيث يشتكي مسئولو أمريكا اللاتينية من أن إدارة بايدن لم تقدم بعد أي شيء يمكن مقارنته بالاقتراح الجريء لمنطقة التجارة الحرة للأمريكيتين، الذي طرحه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في عام 1994، وهي المرة الأخيرة التي استضافت فيها الولايات المتحدة القمة.

وقالت، في ختام تقريرها، إن الصين لطالما استغلت بنجاح انتكاسات الدبلوماسية الأمريكية في منطقة الأمريكيتين، وسرعان ما خرجت الخارجية الصينية بإعلان دعم حجة المكسيك القائلة بأنه لا ينبغي "اختزال قمة لوس أنجلوس في" قمة الولايات المتحدة الأمريكية"، مضيفة:" أن واشنطن قامت، بدلاً من إفادة أمريكا اللاتينية، بفرض عقوبات متعمدة والمساهمة في ارتفاع التضخم والتدخل السياسي، وتغيير النظام، واغتيال السياسيين، وحتى شن العدوان المسلح "!.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي