«جاذبية الأفلام» للعراقي مروان ياسين الدليمي

2022-05-17

صَدر عن دار نشر غيداء في الأردن، كتاب بعنوان «جاذبية الأفلام» للناقد مروان ياسين الدليمي، ويتناول المطبوع الجديد بالنقد مجموعة أفلام سبق أن ترشحت خلال السنين الأخيرة لنيل جائزة الأوسكار الأمريكية، إلى جانب ذلك يتضمن الكتاب مقدمة موجزة تناول فيها المؤلف بالتحليل طبيعة الفيلم الأمريكي واختلافه عن الفيلم الأوروبي من حيث البنى الفنية والأساليب.

يأتي هذا الإصدار نظرا لأهمية النقد السينمائي، ولأنه يساهم في بلورة الأفكار حول خطاب الفيلم، وإيقاظ الوعي إزاء ما يحمله النتاج السينمائي من تقنيات في السرد، بالتالي فإن هذه العملية ستفضي إلى ثراء الحياة الثقافية.

يشير المؤلف في مقدمة كتابه إلى أن «تركيزه في القراءة النقدية ذهب باتجاه الاهتمام بالبنية الفنية للشريط السينمائي بدرجة أولى، إضافة إلى ملامسة المحتوى الذي تتضمنه رسالة الفيلم، لكن تبقى مسألة دراسة التقنيات، التي يلجأ إليها المخرجون في سرد أفلامهم هي التي تحظى بأولوية خاصة لديه» مضيفا أن «اكتشاف قيمة الفيلم السينمائي لن تتحقق إذا لم يتوصل المتلقي إلى أسرار اللعبة الفنية التي أتقن صنعها مخرج الفيلم، وكلما توسعت دائرة التلقي في فهم التقنيات المستخدمة في خلق بنيته الفنية، ارتقت ذائقة المتلقي، بالتالي هذا سيؤدي إلى أن يرتقي المخرجون في أعمالهم المقبلة، بمعنى أن صناع الأفلام سيضعون في اعتبارهم أن المتلقي قد تجاوز في ذائقته ما هو معطى له من نتاج، وهذا سيفرض عليهم أن يعيدوا النظر في أسرار اللعبة الفنية، وتكوين وظائف جديدة في بنية أفلامهم».

بهذا المفهوم تأتي القراءة النقدية في هذا الإصدار، في مسعى واضح لتفكيك الفيلم السينمائي بهيكليته الفنية، إذ لم يكتف المؤلف بسرد المتن الحكائي واستعراض ما جاء فيه من أفكار، بل عمل على الأخذ بيد المتلقي إلى الناحية التي تكون فيها متعته في التلقي، يكون مبعثها قائما على المعرفة بأسرار اللعبة الفنية التي يمارسها المخرجون.

أما عن الأفلام المختارة، فقد خضعت اختيارات المؤلف، حسبما أورد ذلك في المقدمة إلى المكانة التي يشغلها الفيلم في تقييمات المهرجانات الدولية ذات التاريخ العريق، التي ما زالت تحظى بأولوية التقدير لدى صناع الأفلام في العالم، وفي مقدمتها مهرجان الأفلام الذي يقام سنويا في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل «أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة» والتي تمنح جائزة الأوسكار، ويعلل اختياره هذا بناء على قناعته من أن صناعة الأفلام في أمريكا، رغم كل الملاحظات التي تُسجل عليها، سواء كانت في ما يتعلق بالجانب التجاري أو الخطاب الفكري، إلاَّ أنها تبقى تمثل منجزًا فنيا كبيرا وفريدا، ساهم في ترسيخ الفن السينمائي لدى المتلقي، ليس في أمريكا وحدها، إنما في جميع أنحاء العالم، وبات حاجة أساسية، لا يمكنهُ الاستغناء عنها في مسألة تلقي المعرفة والارتقاء بالذائقة الفنية، وضمن هذا السياق جاءت الأفلام التي خضعت للقراءة النقدية في هذا الكتاب.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي