واشنطن بوست: روسيا تخسر الحرب بأوكرانيا.. وهذا قد يدفع موسكو لوسائل أكثر قسوة

2022-05-17

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ ف ب)

قالت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية إن إراقة الدماء في أوكرانيا لا يبدو أنها ستنتهي قريبا، على الرغم من أن الحرب لا تسير لصالح روسيا.

وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها، الثلاثاء 17مايو2022، إلى أن القوات الروسية، التي فشلت في الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف، كان من المتوقع أن تعيد تجميع وحداتها في جنوبي وشرقي أوكرانيا خلال شهر مايو/أيار الجاري، لشن هجوم أقوى يمكنها من التقدم باتجاه الغرب. لكن من الواضح الآن بعد مرور أكثر من نصف الشهر أن تلك الخطة قد فشلت هي الأخرى.

وأوضحت أن روسيا اضطرت تحت ضربات المقاومة الأوكرانية -المدعومة بكميات هائلة من الأسلحة الغربية في الوقت المناسب- للانسحاب  من خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، وتراجعت في بعض المناطق إلى الحدود الدولية التي كان بوتين يسعى لمحوها.

ويرجح تقرير أصدره معهد دراسات الحرب (Institute for the Study of War) ومقره واشنطن، أن روسيا قد تخلت عن هدفها الرامي إلى استكمال فرض حصار واسع النطاق على وحدات الجيش الأوكراني في شرقي البلاد. ويبدو أن هدفها الآن يتركز على فرض سيطرتها الكاملة على إقليم لوهانسك.

وشككت الصحيفة في قدرة القوات الروسية المستنزفة وضعيفة القيادة في تحقيق هذا الهدف، مشيرة إلى أن الحرب قد تشهد خلال الأسابيع المقبلة توسع الهجوم الأوكراني المضاد الذي مكّن حتى الآن من إعادة العديد من البلدات التي كانت تحت سيطرة القوات الروسية في جنوبي وشرقي البلاد إلى سيطرة الحكومة الشرعية. وهو ما من شأنه إلحاق هزيمة إستراتيجية بموسكو.

ورأت الصحيفة أن ذلك يعني أن الوقت الآن ليس مناسبا للجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل لوقف لإطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا، بسبب المخاطر الكبيرة التي قد تترتب على تخفيف الضغوط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل هزيمته كليا.

وقالت واشنطن بوست إن مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية آفريل هينز قد عبرت عن هذا الموقف في خطاب أمام الكونغرس في العاشر من مايو/أيار الحالي، إذ قالت إن الاستخبارات الأميركية "لا ترى مسارًا تفاوضيًا (مع روسيا) قابلاً للتطبيق على المدى القصير على الأقل". وأرجعت ذلك إلى تصميم بوتين على مواصلة غزوه لأوكرانيا رغم الخسائر العسكرية التي تكبدها جيشه. وقالت هينز إن الرئيس الروسي "يستعد لصراع طويل الأمد، ينوي خلاله تحقيق أهداف تتجاوز (السيطرة على) دونباس".

وحذرت هينز من أن روسيا "قد تلجأ إلى وسائل أكثر قسوة بما في ذلك فرض الأحكام العرفية، أو إعادة توجيه الإنتاج الصناعي، أو إجراءات عسكرية تصعيدية محتملة" بدلا من اللجوء للمفاوضات.

ولفتت واشنطن بوست في افتتاحيتها إلى أن الجملة الأخيرة من خطاب هينز أمام الكونغرس تنذر بالخطر نظرا لقدرات روسيا النووية والكيميائية.

وختمت الصحيفة بأن هينز ترى أن بوتين "يعول على الأرجح على أن عزيمة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ستضعف مع تفاقم نقص الغذاء والتضخم وارتفاع أسعار الطاقة"، وقالت إن على قادة حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) ألا يمنحوا بوتين أي سبب للاعتقاد بأن إستراتيجيته تلك يمكن أن تنجح.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي