الرياض عاصمة التسامح : الحوار بين الأديان إشارة سعودية قوية إلى الانفتاح والتسامح

وكالات - الأمة برس
2022-05-13

عقد هذا الملتقى يحمل رسائل رسمية من بينها أن المملكة قد تخطت مرحلة سيطرة المتشددين على مؤسساتها الرسمية (موقع المؤتمر)الرياض – أرسل ملتقى “القيم المشتركة بين أتباع الأديان” الذي احتضنته السعودية واستدعت له قيادات دينية إسلامية ومسيحية ويهودية وهندوسية إشارة واضحة إلى أن المملكة قد دخلت طريق الانفتاح بشكل كامل، بالرغم مما يحمله الحوار بين الأديان من حساسية.

وقالت أوساط دينية سعودية إن عقد هذا الملتقى يحمل رسائل رسمية من بينها أن المملكة قد تخطت مرحلة سيطرة المتشددين على مؤسساتها الرسمية، والذين كانوا يضعون مختلف العراقيل أمام أيّ محاولة لتعديل صورتها أمام العالم، لافتين إلى أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد شق الطريق نحو التغيير الشامل وعلى رأسه تقديم صورة للسعودية المتسامحة المنفتحة على الآخر.

واعتبرت الأوساط الدينية أن ملتقى ضم يهودا وهندوسا ومسيحيين ومسلمين في قلب السعودية سيظهر للعالم أن حديث الأمير محمد بن سلمان عن مقاومة التشدد، وضرورة الانفتاح، ليس مجرد خطاب لتخفيف الضغوط عن السعودية، ولكنه مدخل لتغيير أكثر جدية في بلد مثقل بتاريخه الديني وميراثه الفقهي.

منذ تولي الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد، شهدت السعودية انفتاحا لا مثيل له
وزيادة في مساحة الحريات الشخصية، خصوصا النساء

وشهد الملتقى جلسات وحلقات نقاش حول موضوع “الكرامة الإنسانية: المساواة بين البشر وعمق المشتركات الإنسانية” مع التركيز على وجوب تفهم الخصوصيات الدينية والثقافية، وكذلك “تجسير الإنسانية لخير الإنسانية: تفكيك مفهوم الصراع الحتمي للحضارات وصدامها وتعزيز قيم الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب لصالح الجميع”، وموضوع آخر عن “الوسطية وتفهّم الآخرين.. فطرية القيم الإنسانية ودورها في تكوين شخصية الاعتدال وتفهم التنوع”.

وقال البيان الختامي للملتقى الديني العالمي إن “الأهداف الجماعية للملتقى هي التوصل إلى توافق عالمي في سياق رؤية حضارية مشتركة لتعزيز التعاون والثقة بين القادة الروحيين العالميين، والاستفادة من القواسم المشتركة بينهم بوضعهم في طليعة المبادئ المشتركة للقيم الإنسانية، وتعزيز قيم الوسطية والانسجام، ودعم الجهود بشكل فعال لتعزيز التسامح والسلام، ووضع أطر فكرية عقلانية للتحصين من مخاطر الفكر والسلوك المتطرف بغض النظر عن مصدره”.

وسرد البيان مجالات الاتفاق على السياسة الدينية التي تم التوصل إليها في الملتقى، بما في ذلك الدور الأساسي للدين في المجتمع، والأساس الروحي لحقوق الإنسان الأساسية، ورفض وجهة نظر “الصدام الحضاري الحتمي” للشؤون الدينية في المستقبل.

وقال إن “أطروحة الصدام الحضاري الحتمي، ومحاولات تحقيق ميزة دينية وثقافية وسياسية واقتصادية دون احترام الحقوق أو الأخلاق، هي أشكال من التطرف والغطرسة وتجسيد للعنصرية مدفوعة بعقدة التفوق”.

وفي كلمته بالمؤتمر قال محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إن لجميع أتباع الأديان الحق في الوجود بكرامة واحترام. وأضاف “نرفض أيّ تأويل خاطئ أو متعمد يقوض التعايش بين أتباع الأديان”.

وقال “هذا الملتقى هدفه تعزيز التفاهم والانسجام بين أتباع الأديان.. اعتدالنا الروحي يجمع ولا يفرّق”، مطالبا بضرورة تجنب التقلب في المواقف من أجل أهداف مرحلية.

فيما قال البطريرك برثلماوس الأول وهو بطريرك القسطنطينية المسكوني وروما الجديدة “لا يرتبط الدين فقط بمخاوف الإنسان بل بهوية الشعوب والحضارات”، مضيفا أن الدين “يصون القيم الإنسانية وعلينا التعاون وتطبيق ما نعرفه عن السلام”.

وشهدت السعودية منذ تولي الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد في 2017 سلسلة من الأنشطة الموسيقية والترفيهية غير المسبوقة، وبينها إقامة حفلات لفرق ومغنين غربيين.

وتزامنت هذه الأنشطة مع خطوات تعبّر عن انفتاح اجتماعي متسارع في المملكة، وبينها السماح للمرأة بقيادة السيارة بدءا من يونيو المقبل، وإعادة فتح دور السينما. لكن الخطوة الأهم كانت نجاح ولي العهد في الحد من النفوذ القوي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وكانت للهيئة صلاحيات كبيرة، من بينها التأكد من تطبيق الناس لقواعد الآداب العامة ومنع الاختلاط، الأمر الذي كان يشمل الحقّ بطلب وثائقهم الشخصية ومطاردتهم وتوقيفهم. وكانت سياراتها تطوف في الشوارع، ويتأكد أفرادها من التزام النساء بارتداء العباءة السوداء حصرا ويلاحقون روّاد المقاهي والمراكز التجارية ويجبرون المحلات على الإغلاق وقت الصلاة.

وتدريجيا، اختفى المطاوعون من الشوارع، بينما زادت مساحة الحريات الشخصية الممنوحة للسكان، خصوصا النساء.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي