فرديناند ماركوس الابن يعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية في الفيليبين

أ ف ب - الأمة برس
2022-05-12

فرديناند ماركوس الإبن في 9 أيار/مايو 2022 (ا ف ب)مانيلا - أعلن فرديناند ماركوس نجل الديكتاتور الفيليبيني الراحل الذي يحمل الاسم نفسه، الأربعاء فوزه في الانتخابات الرئاسية، متعهدًا أن يكون رئيسا "لجميع الفيليبينيين"، وفق المتحدث باسمه.
وبعد اكتمال الفرز الأولي تقريبًا، حصل فرديناند ماركوس الابن الملقب "بونغ بونغ" على أكثر من 56 بالمئة من الأصوات، أي أكثر من ضعف النسبة التي حصدتها منافسته الرئيسية نائبة الرئيس الحالي ليني روبريدو.

و"بونغ بونغ" هو أول مرشح للرئاسة يفوز بأغلبية مطلقة منذ إطاحة والده في 1986.

في أول مؤتمر صحافي له قال ماركوس إن 31 مليون فيليبيني "صوتوا للوحدة"، لكن بدون أن يعلن عن فوزه بانتظار الانتهاء من فرز الاصوات.

ويعيد هذا الفوز الساحق لماركوس الابن بالرئاسة، عائلته إلى السلطة بعد 36 عاماً من ثورة شعبية أطاحتها.

وقال المتحدث فيك رودريغيز في بيان "للعالم يقول: احكموا عليّ بناءً على أفعالي، وليس بناء على اسلافي".

وكان فوز ماركوس متوقعا في الانتخابات التي جرت الإثنين في أعقاب حملة شهدت تضليلا على الانترنت لماضي العائلة، ودعم عائلات سياسية قوية له، واستياءً شعبيا من حكومات ما بعد الحكم الدكتاتوري.

ولسنوات غزت الحسابات المؤيدة لماركوس الابن شبكات التواصل الاجتماعي لتقنع الشباب خاصة بأن عشرين عاما من نظام والده (1965-1986) كانت عصرا ذهبيا من السلام والازدهار للأرخبيل.

في الحقيقة فإن ماركوس الوالد تسبب في إفلاس وفقر الفيليبين وقتل وعذّب وسجن عشرات آلاف المعارضين خلال حكمه الدكتاتوري الفاسد.
بعد ساعات على إعلانه الفوز توجه ماركوس الابن إلى قبر والده في المقبرة الوطنية للأبطال في مانيلا.
وظهر في صور نشرت على حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء، واقفا أمام القبر الضخم ورأسه منحن قليلا وهو يحجب عينيه بيده اليمنى وكأنه يبكي.

وتعهد ماركوس "العمل بكل طاقته" عندما يتولى مهامه في 30 حزيران/يونيو، وأن تكون أولويات الحكومة الاقتصاد والأسعار والوظائف والتعليم.

وقال للصحافيين في مقر حملته في مانيلا "أعلم أن الفرز لم ينته، ليس رسميا بعد، لكنني استرشد دائما وأنظر إلى واقع أن 31 مليونا من مواطنينا صوتوا للوحدة".

رفض ماركوس الرد على اسئلة في نهاية المؤتمر الصحافي الذي استمر أقل من خمس دقائق.

وكان رودريغز قد قال للصحافيين في وقت سابق إن ماركوس ينتظر الانتهاء من فرز الأصوات قبل أن يعلن الفوز.

وكان في انتظار ماركوس لدى وصوله مقر الحملة حشد من المؤيدين.

وعلت هتافات الحشد عندما انتزع لافتة من أحد المناصرين كتب عليها "شكرا لل 31 مليون".

وقال أحد المؤيدين ويدعى جوزيف بوغايونغ البستاني البالغ 30 عاما خارج المقر "أنا بغاية السعادة، السعادة تغمرني" مضيفا "شاهدته شخصيا بل صافحني. لم تذهب فترة الانتظار سدى".

وأعلنت واشنطن أنها ستسعى إلى تعاون أمني وثيق مع الفيليبين في عهد ماركوس، لكنها أكدت أنها ستثير قضية حقوق الإنسان.

ووجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رسالة تهنئة لماركوس قال فيها إن واشنطن تتطلّع إلى العمل معه لـ"تعزيز الحلف الراسخ" بين البلدين.

وقال بلينكن "بصفتنا أصدقاء، شركاء وحلفاء سنواصل التعاون الوثيق مع الفيليبين من أجل تعزيز احترام حقوق الإنسان وللدفع قدما نحو ضمان (أن تكون) منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة ومتصلة ومزدهرة وآمنة وقادرة على الصمود".

وكان منسّق شؤون آسيا في البيت الأبيض كورت كامبل قد قال في تصريح "نتوقع أن نكون قادرين على مواصلة العمل بشكل وثيق"، لكنه أقر بأنه قد تكون هناك "تحديات".

- تساؤلات إزاء نهج قيادته -
أرخت مسيرة عائلة ماركوس من الإقصاء للعودة إلى للسياسة، بظلالها على تساؤلات بشأن ما ستفعله إدارة ماركوس الابن.

ولم يصدر عن حملته الكثير من المؤشرات حول ذلك بعد امتناعه عن المشاركة في مناظرات تلفزيونية وتجنبه إلى حد كبير المقابلات الإعلامية خشية ألا يأتي ذلك في صالحه.

وتخشى مجموعات حقوقية ومسؤولو الكنيسة الكاثوليكية ومحللون سياسيون أن يشجعه الفوز الساحق على إحكام قبضته على السلطة والدفع بتغييرات دستورية يمكن أن ترسخ حكمه.

فرديناند ماركوس الابن يحتفل بين أنصاره في مقر حملته في مانيلا، في 11 أيار/مايو 2022 (ا ف ب)

كما حققت المرشحة لمنصب نائبة الرئيس سارة دوتيرتي، ابنة الرئيس المنتهية ولايته والتي تُنتخب بشكل منفصل، فوزا ساحقا.
وسيتولى الرئيس ونائبته منصبيهما لست سنوات مقبلة.

وفي أول تعيين حكومي له قال ماركوس إن دوتيرتي ستكون وزيرة التعليم.

وتسبب الفوز الساحق لماركوس بصدمة لدى أنصار المرشحة ليني روبريدو الذين كانوا يعتبرون الانتخابات مرحلة فاصلة في مسار ديموقراطية البلاد الهشة.

وزار العديد منهم منازل المواطنين في كافة أنحاء الأرخبيل الشاسع في جهود استمرت أشهرا لإقناع الناخبين بدعم المرشحة الليبرالية للمنصب.

وروبريدو المحامية البالغة 57 عاما ونائبة الرئيس الحالي، أقرت ب"خيبة واضحة" إزاء النتائج لكنها وعدت بمواصلة المعركة ضد سوء الإدارة.

وسيكون على ماركوس التعامل مع هذه المعارضة التي يمكن أن تتحول إلى حركة قوية مؤيدة للديموقراطية.

وقال المحلل السياسي ريتشارد هيدريان "أعتقد أنهم ما زالوا في وضع يسمح لهم بالتحقق من أسوأ غرائز الإدارة المقبلة لماركوس ودوتيرتي".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي