آفة التصحر تطرق أبوابنا، فمن يوقفها؟

خدمة شبكة الأمة يرس الإخبارية
2010-05-04
الاستغلال المفرط للأراضي الزراعية واستنزاف التربة وإزالة الغابات والرعي الجائر تؤدي إلى تفاقم ظاهرة التصحر.

بغداد – من عمر المنصوري

16 مليار دولار هي القيمة الانتاجية المفقودة سنويا في البلدان النامية بسبب التصحر وفق برنامج الامم المتحدة للبيئة .

ويشكل التدهور البيئي واستنزاف الموارد الطبيعية العامل المباشر لظاهرة التصحر التي بدأت تطرق ابواب البلاد العربية على وجه الخصوص وتشكل تهديدا للامن الغذائي وانخفاض المكاسب الاقتصادية وتدني مستوى المعيشة في ظل النمو السكاني المتسارع والنتيجة بلوغ الفقر .

ما هو دور الدول العربية لوقف التصحر؟ وما هو التهديد الحقيقي لعالمنا العربي بفعل التصحر؟

تقع اغلب الأراضي المتصحرة او المهددة بالتصحر في عالمنا العربي, وتشير الارقام إلى ان حوالي 18 بالمئة من الأراضي الزراعية أو الصالحة للتصحر واقعة تحت تأثير التصحر .

وبالرغم من تأثير التصحر بشكل خاص على القارة الافريقية الا ان الارقام تؤكد ان بقية العالم ليس بمعزل عن التهديد والتعرض له حيث تقدر في كل سنة يفقد العالم نحو 691 كيلو متر مربع من الاراضي الزراعية .

والتصحر هو نتيجة عدة عوامل تتغير مع مرور الزمن وتختلف من مكان لاخر .

وتتمثل تلك العوامل غير المباشرة بالضغط السكاني والعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وايضا التجارة الدولية وكذلك العوامل المباشرة مثل انماط وممارسات استخدام الاراضي والمناخ .

وليس غريبا ان يكون لفعل الإنسان الدور في حدوث التصحر نتيجة الاستغلال المفرط للاراضي الزراعية الذي يؤدي لاستنزاف التربة وإزالة الغابات التي لها دور كبير بتماسك التربة ووقف زحف التصحر الى المدن والاراضي الزراعية والرعي الجائر الذي يؤدي لحرمان الارض من الحشائش، كما يلعب عامل عدم الاستقرار السياسي دورا سلبيا في تأثيره على الاراضي الزراعية .

وتعد سياسات الاستخدام غير المستدام للموارد الطبيعية مساهما رئيسيا في تدهور الاراضي مما ينجم عنه التصحر, ويمكن أن تلعب الزراعة دورا ايجابيا او سلبيا وهذا يتوقف على كيفية إدارتها.

واستخدام خدمات النظام الايكولوجي على نحو اكثر فعالية بزيادة فرص الوصول للاراضي المنتجة والتكنولوجيا ورأس العمل يمكن أن يساهم في منع التصحر الذي له تأثير كبير على الحالة الاقتصادية للبلاد نتيجة الخسائر الهائلة في المحاصيل الزراعية وزيادة اسعارها ايضا.

ويؤدي التصحر لفقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي وثم تفقد التربة السطحية لفعاليتها وبالتالي فقدان قدرة الارض الزراعية على الانتاج مما يقلل فرص دعم الحياة البشرية والحيوانية.

وعند النظر الى الارقام قد نفاجيء حقاً لحجم الكارثة الذي تنتظره البلدان العربية جراء التصحر التي يبلغ مجموعها في العالم نحو 46 مليون كيلو متر مربع منها ما يشمل الوطن العربي حوالي 13 مليون كيلو متر مربع اي بنسبة 28 % .

عموما فإن الوهن والضعف الذي تشتكي منه البيئة يرجع فعله لتعامل الانسان معها او للعوامل الطبيعية.

وتعتمد حياة الإنسان والحيوان بشكل اساس على التربة وهي الجزء المهم الذي اغفل الانسان اهميته وتجرء بالاساءة اليها بواسطة الري والتسميد والمبيدات الحشرية والعديد من المعاملات التي اهلكت صلاحيتها للانتاج مما جعلها مؤهلة للتصحر واستقبال الكثبان الرملية الزاحفة فالتربة تتأثر بعوامل مثل الحرارة والمناخ والرياح والرطوبة .

وفي مثال واضح نتيجة تدخل الانسان بظاهرة التصحر، أدى التضخم السكاني في مصر لتجريف الاراضي الزراعية والتناقص في مساحتها، لذا فإن هذا التحول الذي تشهده البيئة وموجات الجفاف المرافقة تزيد تصحر الاراضي الزراعية وزيادة الفقر وهجرة السكان لقلة المحاصيل الزراعية.

والى جانب ذلك فإن الأراضي العراقية تتملح بنسبة 1 بالمئة سنويا، كما أن نسبة الاراضي المتملحة في سوريا تقارب 50 بالمائة من الأراضي الزراعية .

وعند التمعن في الاثر السيء لظاهرة التصحر وما ينجم عنها من مشاكل لها علاقة وطيدة بانهيار الاقتصاد الوطني للبلاد حينها ندرك الخطر الحقيقي وايضا مدى الابعاد البيئية التي تلحق الاذى بالحياة البشرية على الارض.

وترتبط ظاهرة التصحر بمشاكل عدة اهمها المساهمة بالاحتباس الحراري خلال خفض معدل الانتاج النباتي مما يسهم بقلة الاوكسجين المنبعث منها الى المحيط الجوي وايضا زيادة غاز ثاني اوكسيد الكربون وتدهور الاراضي الزراعية وخفض او نقص المياه بفعل التبخر .

والحلول المتعلقة بمعالجة ظاهرة التصحر لا تبدو معضلة كبيرة لو اردنا فعليا بلوغ معالجة اصل المشكلة ويتطلب ذلك اولا خلق التوعية لحسن ادارة الموارد الطبيعية في المناطق المعرضة للتصحر, واتباع التكنولوجيا الملائمة لاستغلال مصادر الطاقة البديلة, وتشجيع البحوث العلمية المتعلقة بظاهرة التصحر ومعالجتها وكذلك حفظ التربة بعدم استنزافها بالتسميد والمواد الكيمياوية والمبيدات الحشرية .

 

 










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي