"معجم هيغل": مفاتيح متنٍ معقّد

2022-04-18

إذا كان ثمّة سُمعةٌ تسبق اسم هيغل، أو تخطر في البال عندما يُذكَر، فهي صعوبة قراءته، وهو المعروف باستخدام لغةٍ فلسفية جديدة تتجاوز سابقيه، والمعروف أيضاً بابتكاره "لغةً داخل اللغة الألمانية" التي لا يُعَدّ نصُّه الأصليُّ فيها أسهل، بالضرورة، منه في ترجماته إلى لغاتٍ أُخرى.

صعوبةٌ لا يواجهها عامّة القرّاء، أو طلّاب الفلسفة والمبتدئون فيها فحسب، بل ويعترف بها فلاسفةٌ ومختصّون بأعماله، مثل الأكاديمي الفرنسي جان فرنسوا كيرفيغان، صاحب "هيغل والهيغلية" (2005)، والذي يبدأ كتابه هذا بالاعتراف بأنه "من الصعب، بلا أدنى شكّ، القبض على نصّ هيغل".

ضمن الأعمال الكثيرة التي تصدر بشكل متواتر حول المتن الهيغلي، في محاولةٍ لتقريب معناه ومقاصده من القرّاء، صدر حديثاً عن "منشورات إيليبس" في باريس ــ المختصّة بالكتب الموجّهة إلى طلّاب التعليم العالي ــ كتاب "معجم هيغل" للباحث فيكتور بيغان.

وكالعادة في سلسلة المعاجم التي تصدرها الدار حول أبرز الأسماء الفكرية في القارّة الأوروبية، فإنّ الكتاب يأتي مبوّباً بحسب التسلسل الأبجديّ للمفاهيم الأساسية في المتن الهيغلي، حيث نقع على شروحاتٍ، مقتضبة بشكل عام، لمصطلحاتٍ مفتاحية عندَه مثل المطلَق، والوعي بالذات، والديالكتيك (أو الجدلية)، والروح، والجوهر.

كما يقدّم الكتاب الفهم الخاصّ بهيغل لعشرات المفاهيم غير المرتبطة بالضرورة بأعماله، لكنِ التي عاد وشكّلها ضمن تصوُّرٍ يقطع أحياناً مع التصوّرات السابقة، كما هو حال مفاهيم مثل الحقّ، والموضوع، والمنطق وغيرها.

في تقديمه وإيضاحه لكلّ مفهوم، يقوم المؤلّف بإعطاء صورة عامّة للفهم الهيغليّ للمفهوم، قبل أن ينتقل إلى تفصيلٍ حول تطوُّره خلال تجربته وحول الأماكن المفتاحية التي يُناقَش فيها ضمن أعماله، كما يشير في كلّ مرّة إلى ما يميّز النظرة الهيغلية إلى مفهومٍ ما عن نظرة مجايليه وسابقيه من الفلاسفة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي