تراث عربي اصيل..من العرضة إلى التخييم: قطريون يحيون تراثهم

وكالات - الأمة برس
2022-04-08

التراث الشعبي في قطر جزء لايتجزء من الهوية العربية للشعب القطري (السياحة القطرية)الدوحة - في كل شتاء يغادر الآلاف من القطريين المدينة هاربين إلى الصحراء لقضاء عطلات نهاية الأسبوع. وبعد الحصول على تصاريح يقيم العديد من السكان المحليين مساكنهم المؤقتة في الصحراء، كما يقول جاسم محمد، حيث “يوفر هذا التقليد القديم فرصة للتواصل مع الماضي البدوي في قطر”.

ويضيف “إذا عدنا إلى التاريخ نجد أن أسلافنا كانوا يعيشون في الخيام. نأتي دائماً إلى هذا المكان (الصحراء) لقضاء عطلة نهاية الأسبوع”.

وتم تزويد مواقع المعسكرات بمناطق جلوس وملاعب كرة طائرة ومطابخ تعمل بكامل طاقتها. ويقول عبدالرحمن الملا إنها فرصة لصقل المهارات الأساسية، مضيفا “نتعلم الاعتماد على الذات ونمارس هواياتنا ونعتمد على أنفسنا في الطهي”.

لكن بالنسبة إلى الذين يبحثون عن المزيد من التألق يقول فندق “ريجنسي كامب سيلاين” إنه يقدم خدمة من فئة خمس نجوم وسط الصحراء.

ويقول رمزي داوتي مدير الفندق “في البداية كان هذا مجرد معسكر عادي. وبعد ذلك، قمنا بتوسيع وإنشاء خدمة أكثر تطوراً للزبائن. لقد حاولنا المزج بين كرم الضيافةالعربية التقليدية والضيافة الحديثة”.

وتعد صناعة الفخار من التقاليد الأخرى التي ما زال القطريون محافظين عليها، ويعتبر الأستوديو المحلي الشهير “سيراميك كيوب” الذي أنشأه حميد القحطاني حاضنة لكل من يهتم بالحرف اليدوية القديمة. ويوفر الأستوديو ورش عمل ومواد وقطعا حسب الطلب.

يقول القحطاني “حلمنا يتمثل في القضاء على البصمة الكربونية التي يسببها المنتوج الضخم من السيراميك، وذلك من خلال الاستفادة من جميع المبدعين الذين يمكن أن يكونوا في مجتمعنا، سواء هنا في قطر أو دول مجلس التعاون الخليجي أو أوروبا، فقط حتى نستبدل كل أنواع السيراميك المنتجة بكميات كبيرة بشيء له روح ومصنوع يدوياً”.

وخلال القرن التاسع عشر كان الغوص بحثاً عن اللؤلؤ نشاطاً تجارياً كبيراً في قطر. وفي الواقع حتى الأربعينات من القرن الماضي كانت تجارة اللؤلؤ تمثل جزءاً كبيراً من اقتصاد البلاد؛ حيث يمتهنها نحو 50 في المئة من السكان.

ويشرح غطاس اللؤلؤ والبائع السابق إبراهيم عبدالله كيف سيتم فصل اللؤلؤ وفرزه وتسعيره في نهاية المطاف بقوله “يفصل بائع اللؤلؤ اللآلئ ويجمعها ويفصلها إلى قطع كبيرة وصغيرة ويفحص ما إذا كانت كلها في حالة جيدة. بعد ذلك يأتي وزن اللآلئ”، وكلما كبرت اللؤلؤة زادت قيمتها.

وكان الرجال الذين يغوصون بحثاً عن اللؤلؤ يقومون بمهام قد تستمر أشهر، حيث يبحرون عبر المحيط في قوارب خشبية تُعرف باسم المراكب الشراعية.

ويتم استئجار القوارب من قبل السياح والسكان المحليين على حد السواء؛ إنهم يحرصون على عيش تجربة تذكرهم بزمن انقضى والاستمتاع بقضاء يوم في الإبحار في الخليج العربي.

والغوص بحثاً عن اللؤلؤ لم يعد مصدراً رئيسياً للدخل، لكن المحيطات وصيد الأسماك والمراكب الشراعية لا تزال تحتل مكانة خاصة في ثقافة قطر.

يتم استئجار القوارب من قبل السياح والسكان المحليين على حد السواء (السياحة القطرية)

وتبقى العرضة بالنسبة إلى القطريين عنوانا للأمجاد وتراث الآباء والأجداد، لذلك فهي مسؤولية ملقاة على عاتق أجيال اليوم للمحافظة على هذا التراث وصونه من الضياع والاندثار.

ويعرف عن هذا الفن التراثي الجميل الذي يؤديه الرجال أنه يقوم على ترديد الأشعار الحماسية التي تحيي القيم النبيلة من خلال عدة أغراض شعرية.

ويُعتقد أن هذه الرقصة قد أُطلق عليها اسم “العرضة” لأنها كانت تُجرى سابقًا لإظهار قدرة القبيلة قبل الخروج للقتال، حيث يتم عرض الأسلحة وتعزيز روح القبيلة وأفرادها.

وفي العصر الحديث كثيرًا ما يستخدم الذكور هذه الرقصة لإظهار قوتهم من خلال تحويل حركاتهم وفقًا لإيقات الموسيقى.

ولعل اهتمام مدارس قطر بالعرضة وتدريب الطلبة على هذا فن بما فيه من رقص وشعر سيأتي بثماره الإيجابية حفاظا على الهوية القطرية الأصيلة مع ترسيخ قيمة حب الوطن في المقام الأول.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي