وطنٌ مُثقلٌ بالعاطِفة

2022-04-05

عمر أبو الهيجاء

كانَ الوطنُ مثقلاً بالعاطفةِ

وكُنّا

مُذ كُنّا مُثقلين،

سأكتبُ على شاهدةِ الروح

لغةَ النشيدِ اللانهائيِّ

ونُسمي الضَّوْءَ النابتَ

على جدرانِ البيوتِ عاصفةً

ونوقظُ خربشاتِ الأجدادِ

الطاعِنينَ في الترابِ.

مُذ كُنّا/

والمشهدُ يحفرُ عميقاً

في ذاكرةِ مُنْ رحلوا

ليلٌ هرمٌ

مَرَّ سريعاً

مَرَّ نحو آخرِ دخانٍ

تَطايرَ في الخيامِ

ليلُ أرخى عَباءَتَهُ

في انتحابِ البحرِ خَلفَنا

ليلٌ مضى بعيداً

مضى في غِيّهِ

والريحُ تَعوي في الوجوهِ

كلُّ الدروبِ تغفو تحتَ الأقدامِ

أرواحٌ

تُرفرفُ

في العراءِ

وثوبُ المساءِ

لم يَزلْ في الزمهريرِ

ونركَنُ في غبشِ الرؤيا

نركَنُ للمعاني الطليقةِ

خلفَ قُطعانِ الليلِ الرجيمِ

يشدُّنا إلى بحِّةِ نايٍ

وعلى بابِ المذبحةِ

كُنّا نتلو

سورَ الصعودِ

نُرتلُ أمامَ كاميرا الموتِ

سنعوووودُ.

مُذ كُنّا/

نراقصُ الأرضَ طويلاً

ونفتحُ باباً في متاهةِ المُدنِ

نحجُّ مُسلحينَ مَعَ الريحِ

ونَحتَرفُ الطيرانَ

هذا وطنٌ ماثلٌ للعيانِ

ومُذ كُنّا/

في زحمةِ الليلِ المريضِ

كُنّا نحوكُ ثيابَ الضَّوءِ على عَجَلٍ

ونُطلِقُ لوجهِ الأرضِ

غيمَ الأصابعِ

نَحصي النُجُومَ في ارتعاشِ الأوتارِ

و نُحصي موسيقى الحرفِ في المراسيمِ

وطنٌ يحتشدُ بالطيورِ

وطنٌ مُثقلٌ

بالنارِ والبَارودِ

وطنٌ مُثقلٌ بالعاطفةِ.

شاعر أردني







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي