ضفاف جميلة الوطني ...

سامي الشاطبي
2022-04-03

من احدى ثمار الارتباط الروحي والابداعي للقاصة والروائية جميلة الوطني بفلسطين صدور مجموعتها القصصية والمعنون بـ" ضفاف الحنين" عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع مطلع العام قبل الماضي..

ضفاف الحنين ..مجموعة قصصية تركز على موضوعة الهجرة بكل ما تحمله من ماسي ..الهجرة باعتبارها قضية لا تخص المهجرين والمنفيين في ارض محددة ، بل تشمل الكل..ان المحنة واحدة!

تضمنت المجموعة (10) قصصاً قصيرة، اربع قصص منها جاءت بصور مستقلة متصلة عن القصة الام "ابلع دموعك يا بحر" ..كل تلك القصص في 119 من القطع المتوسط..

في قصتها "ابلع دموعك يا بحر" والتي تكونت من أربع قصص يمكن قراءة كل قصة بصورة مستقلة عن الاخرى وفي حال ربطها تغدو قصة واحدة بحجم اتساع البحر والالم المهجري  ..تدين جميلة الوطني بكثير من قلق الكاتب الوطن العربي الذي كانت سجادته وتقصد ارضه مترابطة كالسجادة وباتت الان خارطة من ورق ..تتابع وبتكثيف لغوي تمزق تلك السجادة الى 22 قطعة أي الى 22 دولة ..وتختتم القصة بالتحذير باننا ان لم نقم بترميم تلك السجادة وربط اجزائها الممزقة واستعادة ألقها فان الاجيال القادمة ستلعننا.

اما في قصتها "على رصيف البحر" والمرتبطة بالقصة السابقة كما اوضحت ورغم ما يمثله البحر من  متنفس لاستعادة الروح الا ان الكاتبة كفّنته بشيء من الحنين الجارف ..ولكن ما هو هذا الحنين والى اين يتجه ؟ سؤال اجابت عنه في القصة التالية " بس يا بحر" والتي تصف بكثير من الحرفية الحنين وحال المركب وهو يمخر عباب البحر الهادئ ..البحر متعة والناس مستمتعين به ..هذا الوصف البديع لحالة البحر وتماهي الركاب أي الناس معه خلق جوا اريحيا للقارئ لم يكن يشي بان ثمة تساؤلات حساسة ستخرجه من حالة الاريحية تلك الى حالة اخرى .."لا فرق بين الامواج وطلقات المدافع فاليد التي تضغط على الزناد وهي نفسها من تحمل الورد..لماذا تحاول البحار ان تتقيانا ..لماذا تلتهمنا الحروب."

سلطت قصص "ضفاف الحنين" و"انين المنافي" و"قيتارة مخيم" و"لاعبة الجمباز" الضوء على الهجرة واثارها الكارثية بكثير من الحزن المغلف بالأمل ..الامل بان تعالج البشرية الماسي المتخلقة ..صحيح ان قصة "لاعبة الجمباز" خرجت بعض الشيء عن الهدف الذي رسمته الكاتبة في مجموعتها، لكن ذلك نوعا من انواعا اراحة القارئ. 

لقد ادانت جميلة الوطني حالة ترسيخ الهجرة والغربة باعتبارها خطة لبيع الانسان الى وطن اخر مقابل لا شيء وبقدر ما حاولت في قصصها البحث عن الحلول الممكنة انسانيا ، الا ان كثرة الاشكالات والاحداث المتلاحقة وضعتها كما وضعت المهاجرين في مرمى الزمن الموحش، حيث الظلمة الشاحبة تخلق ألف عقبة وعقبة في طريق تحرر الانسانية من عبودية الانسان.

لنا لقاء في تناولات قادمة..

سامي الشاطبي روائي يمني 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي