كالليل في نجومه الهاربة

2022-03-31

فيفك نارايانان

راما، الزوج

اطلبي من الزوج ما تشائين، هو فقط يستطيع إعطاءَ ما يتوجَّبُ إعطاؤُه.

الزوج الذي يحمل القوسَ ويكون نفسُه منقوشاً عليه.

الزوج الذي هو القوسُ، الخشبُ المُرتَدُّ إلى تَجزُّعِه، إرادتِه.

الزوج الذي يصل متأخّراً إلى الزفاف وإلى الجنازة.

(وبِركةُ الماءِ المحفورةِ خلف المنزل حيث استحممتِ في طريقك إلى المعبد،

تلك الأوراقُ والأغصانُ المَحمومةُ التي تُطرِّز السماء)

الزوج الذي يسند ظهره إلى الحائط.

الزوج الذي مثلُه، الذي لا يتكلّم،

الذي يحمل إليك وعاءً

من الفاكهة، كتعبير انسحاب.

معروفٌ لدموعه، معروفٌ بدموعه: غاضبٌ ومتلألئٌ

كالليل في نجومه الهاربة.

■ ■ ■

بمناسبة تتويج راما

ذهبٌ وقرابينُ منذورةٌ،

أزهارٌ بيضاء وأرزٌّ منفوشٌ،

عسلٌ وسمنٌ مفصولان عن بعضهما،

ملابسُ جديدةٌ وجيشٌ جديدٌ من الأربعة أكشوهيني*،

زوجٌ من سِياط الذباب،

مئة قِدرٍ يتوهّج كالنار،

ثورٌ له قَرنانِ مطليّان بالذهب،

جلدُ نمرٍ كاملٌ،

ساريةُ عَلَمٍ،

ومِظلّةٌ بيضاء.

* جيشٌ يرِد ذكْره في ملحمة "المهابهارتا" ويتألّف من فِرَق مُشاة وعربات وأحصنة وفيَلة

■ ■ ■

لاكشمانا

يا راما، انزعْ عنك حزنك.

ألا ترى أن الانقلاب سيكون الخيار الأصلح؟

تخْرجُ في بيانٍ عام، وأنا أتدبّر أمْرَ مُثيري الشغَب

وأُعطي لوائح داخلية،

وينتهي الأمر.

يا راما، عضلات معدتي تنتفخ من أجل القتال.

أبونا يُشبه طفلاً مرّة أخرى، ينوح

من أجل المستقبل والماضي.

يا راما، هناك ألف مصيرٍ بجانب المصير الذي أبنْتَ عنه.

يا راما، في كلِّ غمضةٍ من عينك مصيرٌ،

وفي كلّ قدمٍ تخدش بها حجراً.

يا راما، يا تَوَرُّدَ خجل الأذرع الزرقاء.

يا راما، إن حبِّيَ لك هو دائماً ما يجعلني حيّاً.

■ ■ ■

بهاراتا

لم يخبره الرسولُ أبداً أنّ أباه قد مات.

وصل لكي يتواصل،

لكنّ التعليماتِ أو الخوفَ من العواقبِ أصابه بالخَدر.

لم يخبره الرسولُ أبداً أنّ أباه قد مات.

اكفَهرّت السماواتُ وانكمشت عنه

خلال رحلته الطويلة عبر الغابات والبلاد.

بوضوحِ شمسٍ مغمورةٍ تحت الماء،

كانت الحيوانات ساذجةً لكنْ خائفة.

أمّا مدينة إيوديا، فكانت صِفراً تماماً:

صامتةً ومهجورة.

لم يخبره الرسولُ أبداً أن أباه قد مات

إلى أن مُسح جِسمُه بزيت السمسم،

كانت الممرّضاتُ لطيفاتٍ ويحفظن السرّ،

وكانت قماشةٌ تُغطّي عورتَه، لكنهنّ لم يُزلْنَها.

لم يخبره الرسولُ أبداً أن أباه قد مات.

تعابيرُ غائبة،

عينان مغلقتان، غير آبهتين،

وكأنَّ الرجلَ المسنّ لا يزال نائماً.

قرقعةُ بابِ غرفةِ الحرْقِ

حملٌ ثقيلٌ،

ومعرفة ذلك، وأن المدينة تُخلِّي عنها،

لكنْ، مشاهدةُ الرسل وهم لم يخبروه أبداً

أن أباه قد مات.

Vivek Narayanan شاعر من مواليد 1972 في رانشي، عاصمة إقليم جهار خاند، شرقي الهند. نشأ في جنوب أفريقيا وأنهى دراسته الثانوية في زامبيا، قبل أن يُكمل تعليمه الجامعيّ في الولايات المتّحدة. يعيش بشكل متواصل بين هذه القارّات الثلاث. له ثلاث مجموعات شعرية: "الشاطئ الكوني" (2006)، و"حياة السيّد س. وأزمنتُه" (2012)، و"بَعْد"، التي تصدر في تمّوز/ يوليو المقبل عن دار "نيويورك ريفيو بوكس".

ترجمة عن الإنكليزية: مصعب أبو توهة







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي