ولْد عبد الرحمن كاكي.. من الخشبة إلى الورق

2022-03-28

في بحثه عن مسرحٍ جزائري أصيل يختلف عن التجارب التي كانت تُقدّمها الفرق المسرحية الفرنسية ويقطع معها، قدَّم ولْد عبد الرحمن كاكي (1934 - 1995) كثيراً من الأعمال التي انفتح فيها على التجريب، موظّفاً التراث الشعبي المحلّي، ومُستوحياً "الحلقة" الشعبية التي اتّخذ منها فضاءً لمسرح يقترب من الواقع الجزائري بأبعاده المتعدّدة.

تركت تجرُبة كاكي، على مستوى الكتابة والإخراج والتمثيل، تأثيراً كبيراً على الحركة المسرحية الجزائرية لا يزال مستمرّاً؛ بدليل أنَّ عدداً غير قليل من أعماله، التي كانت تُحقّق عنصر الفرجة المسرحية، لا يزال يُعرض إلى اليوم. ومن بين أعماله تلك نذكر: "132 سنة"، و"بني كلبون"، و"شعب الليل"، و"الشيوخ"، و"أفريقيا قبل سنة"، و"ديوان القراقوز"، و"القرّاب والصالحين"، وكلُّ واحد وحُكمه".

خلال "الأيام الوطنية التكريمية" للمسرحي الراحل (اسمُه الحقيقي ولد عبد الرحمن عبد القادر) التي أُقيمت في مدينة مستغانم (غربي الجزائر) قبل أيام، أطلقت "جمعية كارتينا للمسرح" كتاباً بعنوان "مِن روائع كاكي"، وهو أوّل كتابٍ للمسرحيّ الراحل يصدر بعد رحيله.

يضمّ العمل، الذي صدر بالتعاوُن مع "مسرح وهران الجهوي"، أربع مسرحيّاتٍ بارزة من تأليف كاكي؛ هي "132 سنة" (1962)، و"بني كلبون" (1974) و"ديوان القراقوز" (1964) و"كلّ واحد حكمو" (1965).

يندرج العمل، حسب رئيس الجمعية محمد بودان، ضمن "مشروع لتدوين ميراث كاكي المسرحي ونقله إلى الأجيال الجديدة وتوثيق مساره النضالي والفنّي، من خلال الأعمال الفنّية والمقالات الصحافية والشهادات والصور والوثائق التي تناولت تجربته"، مضيفاً أنَّ الكتاب سيجعل تلك النصوص في "متناول الباحثين والإعلاميّين والطلبة"، مشيراً إلى أنّ جمعيته تُحضّر لإصدار جزءٍ ثان يتضمّن أربعة نصوص أُخرى من تأليف كاكي، الذي ترك قرابة أربعين نصّاً مسرحياً، بين تأليف واقتباس، لم تُنشَر من قبل.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي