"مخطط جديد للكوكب": المعرفة ضد الاحتراق

2022-03-27

تمثّل الباحثة الكندية نوامي كلاين (1970) أحد أبرز وجوه ما يُعرف بـ"حركة العولمة البديلة" التي تُعدّ من أعلى أصوات نقد الرأسمالية في طورها النيوليبرالي، وقد حقّقت شهرةً موسّعة دون أن تتخلّى عن عمق أبحاثها التي تكون عادةً سبباً في إنشاء قطيعة بين الباحث وعموم القرّاء.

منذ أيام، صدرت عن منشورات "آكت سود" طبعة جيب بالفرنسية لكتاب كلاين المعنون بـ"مخطط جديد للكوكب"، والذي ظهرت طبعته الأولى بالفرنسية في صيف العام الماضي، وهي نفس سنة صدوره بالإنكليزية.

يؤشر هذا التسارع في صدور الطبعات إلى مقروئية نادرة تحظى بها الكتب ذات الصبغة العابرة للتخصصات كأعمال كلاين، حيث أنها تربط بين المعرفة الاقتصادية والنزعة الإيكولوجية إضافة إلى تفرّع على العلوم السياسية والسوسيولوجيا.

تُطلق الباحثة الكندية في عملها هذا صيحة لا تغلّفها بمفاهيم ومصطلحات علمية: البيت يحترق (وهو عنوان النسخة الأصلية)، ومنه توضّح معالم الأزمة المناخية التي أتى وباء مثل كورونا ودفعها إلى مستوى الأزمة الثانوية، لكن كلاين تؤكّد أنه لا وجود لأزمة يمكن تأجيل التفكير فيها والتصدّي لها، ومن هنا تربط ما بين الوباء الصحي والوباء المناخي.

ينتمي هذا العمل إلى سياق الأعمال الأولى التي وضعت كلاين في موقعها الحالي وأبرزها كتابا "لا علامات" الذي تناولت فيه تلوّث الفضاء الرمزي للبشرية مع هيمنة الشركات الكبرى، و"استراتيجية الصدمة" الذي أوضحت فيه كيف أن السياسات المعتمدة، في شمال أميركا خصوصاً، تؤدّي إلى كارثة شاملة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي