جريمة اغتيال الكونت فولك برنادوت

2022-03-19

صدرت حديثاً الترجمة العربية لكتاب «جريمة اغتيال الكونت فولك برنادوت» لمؤلفه السويدي يوران بورين. ترجم الكتاب عن السويدية سامح خلف وأصدرته دار سامح للنشر في السويد، وقد جاء الكتاب في 330 صفحة.

ارتبط اسم الكونت السويدي فولك برنادوت بأحداث العام 1948 في فلسطين، والصراع الذي دار- وما يزال- بين العرب الفلسطينيين، أو السكان الأصليين كما يسميهم مؤلف الكتاب، والمهاجرين اليهود الذين تدفقوا إلى فلسطين خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها بسبب الاضطهاد والمذابح التي تعرضوا لها في أوروبا، خصوصاً من جانب ألمانيا النازية. وقد انتهت تلك الأحداث إلى نكبة العرب في فلسطين، وإعلان قيام دولة إسرائيل، وما رافق ذلك من أحداث كبرى وعنيفة؛ من أبرزها اغتيال الكونت برنادوت نفسه في القدس في السابع عشر من سبتمبر/أيلول عام 1948 على يد مجموعة من عصابة شتيرن الصهيونية المتطرفة، وسقط معه أيضاً العقيد في سلاح الجو الفرنسي ورئيس مراقبي الأمم المتحدة أندريه بيير سيرو.

ولد الكونت فولك برنادوت في ستوكهولم في 2 يناير/كانون الثاني 1895، وهو أحد أفراد العائلة الملكية السويدية- جدّه ملك السويد والنرويج أوسكار الثاني (1829-1907)- وكان ضابطاً في الجيش السويدي، ورئيساً للحركة الكشفية. وفي عام 1943 أصبح فولك برنادوت نائباً لرئيس الصليب الأحمر السويدي. وكان رئيس الصليب الأحمر السويدي آنذاك الأمير كارل- وهو عمّ فولك برنادوت- قد تقدّم في السنّ، فأصبح فولك برنادوت عملياً هو الرئيس الفعلي.

وقد برز الكونت فولك برنادوت على المسرح الدولي بعد أن نجح عام 1943 في تنظيم عدّة عمليات لتبادل أسرى الحرب بين الأطراف المنخرطة في الحرب العالمية الثانية. ثمّ تمكّن بعد ذلك من إنقاذ عشرات آلاف السجناء من جنسيات وأعراق مختلفة من معسكرات الاعتقال والإبادة النازية من خلال حملة الإنقاذ الشهيرة التي عُرفت باسم بعثة الحافلات البيض.

وفي 20 مايو/أيار 1948، عُيّن الكونت فولك برنادوت وسيطاً في فلسطين من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة. وقد تمكن من التوصل إلى فرض وقف لإطلاق النار بين الدول العربية وإسرائيل دخل حيز التنفيذ في 11 يونيو/حزيران. لكنه سرعان ما اكتسب عداء المتطرفين الصهاينة بسبب خطة السلام أو الحل الذي اقترحه لإنهاء الحرب بين الطرفين العربي- والفلسطيني ضمناً- واليهودي، وخصوصاً اقتراحه القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم ضمن ما أصبح دولة إسرائيل.

يحتوي هذا الكتاب على تفاصيل دقيقة ووافية حول الظروف والأحداث التي سبقت حادثة الاغتيال، وما تبعها من تحقيقات وشهادات تلقي الضوء أيضاً على الكثير من تفاصيل ما جرى في فلسطين آنذاك. ويلقي الكتاب الضوء أيضاً على الأسباب والدوافع الظاهرة والعميقة التي أدّت إلى انحياز الرأي العام السويدي- والغربي عموماً- إلى الجانب الإسرائيلي على حساب الطرف العربي الفلسطيني. وحسب المؤلف، لعب قادة الرأي ووسائل الإعلام الدور الأهم في غياب الرؤية المتوازنة للوضع في فلسطين، ولم تتغيّر الصورة إلا بعد حرب يونيو/ حزيران 1967 وما نجم عنها من احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة، ثم اشتداد حركة النضال الوطني الفلسطيني واكتسابها تعاطف قطاعات واسعة من الرأي العام العالمي.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي