الحوثيون يعلنون رفض المشاركة في «مؤتمر الرياض» ومبعوث الأمم المتحدة يدعوهم لاستغلال رمضان للدفع بعجلة السلام

القدس العربي - الأمة برس
2022-03-16

الحوثيون استمروا في هجومهم العسكري على مدينة مأرب (ا ف ب)تعز (الجمهورية اليمنية) - خالد الحمادي - أعلنت جماعة الحوثي عن رفضها للدعوة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية للمشاركة في “مؤتمر الرياض”، الذي قالت مصادر خليجية إنه سيكون برعاية مجلس التعاون الخليجي ويضم كافة الأطراف اليمنية المشاركة في الصراع المسلح في البلاد.
وقال القيادي الحوثي وعضو المكتب السياسي الأعلى، الذي يعد أعلى سلطة سياسية للحوثيين، محمد علي الحوثي، في تغريدة له بصفحته الرسمية في موقع “تويتر”، إن “ما يثار في الإعلام عن دعوة المجلس الخليجي للحوار هي في الواقع دعوة الرياض، والرياض طرف في الحرب وليست وسيطاً”، في إعلان صريح ومبكر عن موقف الحوثيين الرافض للمشاركة في مؤتمر الرياض المزمع انعقاده نهاية الشهر الجاري، والذي تحشد له السعودية ومجلس التعاون الخليجي بكل طاقتها للخروج بأي تسوية سياسية بين القوى اليمنية المتصارعة.
وكان مصدر خليجي قال لـ”القدس العربي” قبل يومين، إن مجلس التعاون الخليجي يجري استعدادات مكثفة لعقد مؤتمر في الرياض لـ”الحوار الشامل” بين الأطراف المتصارعة في اليمن، سيدعى إليه سياسيون وفاعلون ووجهاء ومشائخ قبائل من جميع الأطراف بما فيهم جماعة الحوثي، للخروج برؤية للحل السياسي في اليمن، بمشاركة مبعوثي الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ وتيموثي ليندركينغ.
وفي غضون ذلك، أوضح مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، في إحاطته الشهرية إلى مجلس الأمن، أمس الأول الثلاثاء، أن هناك مؤشرات إيجابية مشجعة لنتائج المشاورات السياسية التي يجريها مع ممثلي الأحزاب اليمنية ومنظمات المجتمع المدني في العاصمة الأردنية عمان، على الرغم من عدم مشاركة الحوثيين في هذه المشاورات.
وقال غروندبرغ: “نحن بحاجة إلى جهد منسَّق يبذله اليمنيون ومعهم المجتمع الدولي للخروج من دوامة العنف التي لا تنتهي ولترسيخ دعائم سلام مستدام”. وأوضح أنه “بالتوازي مع عملي على إطار العمل، أعكف على بحث الخيارات مع الأطراف للوصول إلى تدابير عاجلة لوقف التصعيد بما قد يقلل العنف ويخفف من أزمة الوقود ويحسِّن من حرية الحركة”.
وأضاف أنه “مع اقتراب قدوم شهر رمضان، آمل من الأطراف أن تتفاعل بسرعة وبشكل بنّاء مع مقترحاتي لمنح اليمنيين واليمنيات بعضاً من الأمل والإغاثة الذين هم في أمس الحاجة إليهما. حيث أتطلع إلى فرصة التفاعل مع قيادة أنصار الله في صنعاء حول هذا الموضوع وحول طرق الدفع بالعملية السياسية”.
وذكر أنه تتناوب الأطراف المتحاربة على السيطرة على المناطق، وما إن تشهد بعض الجبهات هدوءاً في جزء من البلاد، حتى نجدها اشتعلت في أماكن أخرى. وفي تحذيره من انعكاسات ذلك، قال: “إننا دائماً ما نرى المدنيين والمدنيات يدفعون ثمناً غير مقبول لخيارات لا يملكون عليها تأثيراً”.
وأكد أنه خلال موجات المد والجزر التي تتخلل النزاع، تبقى الحقيقة القائمة أنَّ “النهج العسكري لن يؤدي إلى حل مستدام، فلم تسفر سنوات القتال إلا عن تدمير المؤسسات والاقتصاد والنسيج الاجتماعي والبيئة في اليمن”.
وأوضح أنه خلال الشهر المنصرم، شهدت مدينة تعز تبادلاً للقصف المدفعي أسفر عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين وألحق أضراراً بالمباني السكنية، كما استمرت الضربات الجوية في داخل اليمن، وركَّزت هذا الشهر بشكل أساسي على الجبهات في محافظتي مأرب وحجَّة.
كما أشار إلى أن الحوثيين استمروا في هجومهم العسكري على مدينة مأرب، والذي قال إنه “ألحق أضراراً جسيمة بالمدنيين على مدار العامين الماضيين”، وأشار إلى أن الأعمال العسكرية العدائية مستمرة في المديريات الجنوبية التابعة لمحافظة الحديدة، حيث تفيد تقارير بوقوع ضحايا في صفوف المدنيين يشمل نساءً وأطفالاً.
وتابع أنه على مدار الأعوام السبعة الماضية من الصراع المسلح في اليمن، تم التحقق من سقوط 10,200 طفل وطفلة بين جرحى وقتلى، ومن المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير من هذا الرقم.
وحذر من مغبّة تصاعد الأزمة الاقتصادية في اليمن، حيث “تستمر الأزمة الاقتصادية في التعمق.. وأن هذه الأزمة يرجَّح أن تزداد سوءاً”. وأشار إلى مضاعفة الصعوبات في الحصول على الوقود في جميع أنحاء اليمن، وفي مقدمتها المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأوضح أن قيمة صرف الريال اليمني انخفضت في مدينة عدن والمحافظات المحيطة بها، بنسبة عشرين بالمائة مقابل الدولار منذ شهر كانون الثاني/يناير، ما يثير مخاوف انخفاض حاد آخر للعملة، مما سيؤدي إلى ارتفاع في الأسعار وتعميق الانقسامات في الاقتصاد على مستوى البلاد. وطالب غروندبرغ بضرورة اتخاذ تدابير ملموسة لتحقيق استقرار العملة اليمنية.
وشدد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن بأنه “لا يمكن أن تصمد أية تدابير محتملة لخفض التصعيد ما لم تدعمها عملية سياسية. ولهذا فإن إطار العمل ومحاولته لرسم المسار بلوغاً لتسوية سياسية شاملة، له أهمية حيوية”.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي