استمرارا لمسلسل ازدواجية المعايير .. فيسبوك تسمح بالتحريض على روسيا ولكن ليس إسرائيل- (تغريدات)

القدس العربي - الأمة برس
2022-03-13

شعار شركة ميتا المالكة لفيسبوك ( ا ف ب)هاجر حرب

 استنكر نشطاء فلسطينيون وإعلاميون وعاملون في مجال الحقوق الرقمية، القرار الأخير الذي اتخذته الشركة الأم لمنصة فيسبوك “ميتا”، بشأن التغيير المؤقت لمعايير مجتمعها والمتعلقة بخطاب الكراهية، إذ ستسمح بمنشورات تدعو إلى العنف ضد روسيا وجنودها في سياق الحرب الروسية على أوكرانيا.

وبحسب ما نشرته وكالة “رويترز”، فإن القرار الجديد سيسمح مؤقتاً ببعض المنشورات التي تدعو إلى موت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، كما سيسمح بالثناء على كتيبة آزوف اليمينية، التي كانت الشركة قد حظرتها سابقا.


وعبر الفلسطينيون عن غضبهم من مواصلة انتهاج ازدواجية المعايير في التعاطي مع القضايا الدولية، مستنكرين القرار الذي وصفوه بغير العادل، في وقت يشهد فيه الفضاء الفلسطيني تقييداً على المحتوى.

وفي هذا السياق، قال مدير مركز صدى سوشال للدفاع عن الحقوق الرقمية، إياد الرفاعي، في اتصال هاتفي مع الـ”القدس العربي”: نحن الفلسطينيين اعتدنا دائماً على ازدواجية المعايير التي تتم ممارستها من شركة ميتا ممثلة بفيسبوك تحديداً تجاه المحتوى الفلسطيني والمساحات الكبيرة من الحرية التي كانت تعطى للمستخدم الإسرائيلي، واليوم قرارهم الجديد بإعطاء مساحة لتغذية خطاب التحريض والعنف ضد الروس والذي يتماشى مع المصلحة السياسية الأمريكية في دعم أوكرانيا. إن ذلك يؤكد بالنسبة لنا أن هذه المنصة منحازة بشكل كبير وتمثل أداة سياسية في يد الإدارة الأمريكية”.

وذكر الرفاعي بأن القرار الجديد يتضمن السماح مباشرة بالدعوة للتجنيد، فضلاً عن الدعوة لموت الرئيس الروسي وجنوده، في حين في المقابل، فلسطينياً، إذا تم ذكر اسم أحد الشهداء أو القادة الفلسطينيين، أو أحد التنظيمات، تتخذ فيسبوك مباشرة إجراءات عقابية بحق المستخدم أو الصفحة الناشرة، بحجة خطاب العنف والكراهية والتحريض.

وعرج الرفاعي في حديثه لـ”القدس العربي” على واحد من أكثر النماذج وضوحاً بشأن ازدواجية المعايير المتبعة من شركة ميتا، إذ تعمد عدد من النشطاء كتابة عبارات معادية لإسرائيل خلال الحرب التي شنتها على قطاع غزة، منتصف مايو/أيار الماضي، مستخدمين اللغة العربية، وقد حذفت الشركة بعد ثوانٍ فقط المنشورات، في حين تمت كتابة عبارات تدعو لموت العرب والمسلمين باللغة العبرية، لكن الشركة لم تتخذ أي إجراء بشأن إزالته عن خوارزمية المنصة.

وعن هذا يقول: “هذا واحد من النماذج الكثيرة التي نواجهها نحن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، فقط لكوننا فلسطينيين، بحجة الحفاظ على معايير مجتمع شركة فيسبوك”.

وأضاف: “وها نحن اليوم نرى هذه المعايير تتكسر أمام هيمنة الإدارة الأمريكية. بنظرنا فإن هذه التجربة خطيرة جداً وتظهر للجميع بوضوح أن هذه المنصة تدعم أحادية القطب في العالم، وتغير وتبدل سياستها وإجراءتها بما يتلاءم مع السياسية الأمريكية”.

 


وبحسب الرفاعي، فإن الإحصاءات تتحدث عن أكثر من 800 انتهاك من فيسبوك ضد المحتوى الفلسطيني خلال العام الماضي، جل هذه الانتهاكات كانت بحق الصحافيين والمؤسسات الصحافية.


ووفقاً للرسائل الإلكترونية التي أعلنت من خلالها شركة “ميتا” عن كسر معايير المجتمع، فإنه نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا، سمحنا مؤقتاً بأشكال التعبير السياسي التي تنتهك عادة قواعدنا مثل الخطاب العنيف كأن يتم نشر عبارات تدعو “لموت الغزاة الروس”.

واستدركت أن الدعوات لقتل القادة سيتم السماح بها ما لم تحتو على أهداف أخرى أو على مؤشرات تؤثر على المصداقية، عادّة أن ذلك يأتي في إطار تغيير أخير لقواعد الشركة بشأن العنف والتحريض.


وكانت السفارة الروسية في أمريكا قد طالبت واشنطن بوقف “الأنشطة المتطرفة” لميتا. وقالت على تويتر “لم يمنح مستخدمو فيسبوك وإنستغرام أصحاب هذه المنصات الحق في تحديد معايير الحقيقة وتعارض الدول مع بعضها بعضا”.

وتنطبق التغييرات المؤقتة في السياسة على دعوات العنف ضد الجنود الروس على أرمينيا، وأذربيجان، وإستونيا، وجورجيا، والمجر، ولاتفيا، وليتوانيا، وبولندا، ورومانيا، وروسيا، وسلوفاكيا، وأوكرانيا، وفقًا لإحدى رسائل البريد الإلكتروني.


وشهد الأسبوع الماضي حظر روسيا شركة فيسبوك في البلاد، رداً على ما قالت إنها قيود على الوصول إلى وسائل الإعلام الروسية عبر المنصة، حيث شنت موسكو حملة على شركات التكنولوجيا، بما في ذلك “تويتر” التي قالت إنها محظورة في البلاد، خلال غزوها لأوكرانيا، والذي وصفته بأنه “عملية خاصة”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي