"كييف بوست" تصف الحياة بعد أيام من "الجحيم"  في أوكرانيا

د ب أ- الأمة برس
2022-03-07

في كييف نفسها، تكون الأجواء هادئة خلال النهار، لأن أقوى الضربات الجوية عادة ما تحدث في الظلام (أ ف ب)

تقول الصحفية الأوكرانية دارينا كولوميتس إنها كان لها الكثير من الكتابات عن الحرب التي بدأتها روسيا ضد بلادها عام 2014 ... وإنها كتبت عن القصف وتحدثت مع من تعرضوا له. وترى أن الحرب في أوكرانيا مستمرة منذ ثماني سنوات.

 وتوضح الصحفية أنه في عام 2014، نشر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات في شبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى منطقتي دونيتسك ولوهانسك شرقي أوكرانيا، وتقول إن العالم كان يعلم بذلك، على الرغم من أن الرئيس الروسي كان ينفى ذلك دائما.

وتقول كولوميتس: "لذلك، عندما أتحدث إلى سكان الأراضي المحتلة، أعرب دائما عن دعمي لهم مع التأكيد لهم أنني /أفهمكم/ ... لكن الآن، أعلن أنه لا يمكن لأحد فهم المعنى الكامل للحرب الروسية ضدنا حتى يجربها بنفسه".

وفي مقال نشرته صحيفة "كييف بوست"، قالت الصحفية: "بينما كنت أكتب ما سبق من كلمات في هذا المقال، وقعت ثلاثة انفجارات فوق رأسي. لكننا تعودنا عليها. الانفجارات تقع في كل وقت. لقد تعلم الناس حتى التمييز بين أصواتها. أنا على سبيل المثال أفهم متى يكون جيشنا يقوم بعمل ومتى يكون في حالة رد فعل ومتى يكون الغزاة الروس (هم من يتحرك). لقد تعلمت حتى التمييز بين نوع الصاروخ المستخدم".

و قالت كولوميتس: "ربما يحاولون ضرب مؤسسات عسكرية وإدارية أو منشآت خاصة بصواريخهم. لكن المدنيين هم عادة المتلقون للضربات. يلقى المئات من الأبرياء حتفهم في أوكرانيا كل يوم".

وأشارت الصحفية إلى أن الصورة الأكثر رعبا بالنسبة لها هي جثث أفراد عائلة بالقرب من برج تليفزيون كييف. لقد احترقت خلال هجوم صاروخي روسي في أول آذار/مارس. وقالت: "لا أفهم أبدا عبارة: /نحن نطلق النار على الجيش فقط/. حتى لو كان ذلك صحيحا، فهل يحق لدولة أن تغزو أخرى وتفعل ذلك؟ وبناء عليه، أي حجة واهية يقدمونها لنا وللعالم؟".

وتقول كولوميتس: "لسوء الحظ، لقي الآلاف حتفهم ... ومن بينهم أقارب لي. القرى والبلدات الأوكرانية تتحول إلى مرجل عملاق واحد".

وذكرت الصحفية أنه بالإضافة إلى القصف، هناك ما يسمى بــ" المخربين"، وهي مجموعات إجرامية روسية، قامت في البداية، بتحديد الطرق والمنازل التي يفترض أن تصيبها الصواريخ. ثم بدأوا في القتل. وأوضحت أن هؤلاء المخربين يتنكرون في هيئة مدنيين.

وقالت إن هؤلاء "المخربين" يتصرفون بقسوة شديدة. حيث يطلقون النار على صفوف كاملة من السيارات ويجوبون الأحياء ويطلقون النار على الناس. وفي بعض الأحيان ينجحون في سرقة السيارات من القوات الأوكرانية لإخفاء جرائمهم وتشويه صورة الجيش الأوكراني.

وأوضحت أنه لذلك، ينشغل جنود احتياط الدفاع الإقليمي، المنتشرون في جميع مدن وقرى أوكرانيا، بخةض قتال ضد المخربين ووقف الجيش الروسي. وغالبا ما يلقي أوكرانيون عاديون القبض على "المخربين".

أما عن الحياة في العاصمة الأوكرانية حاليا، فقالت كولوميتس إنه: "إذا كنتم تصدقون الإعلام الأجنبي، وكذلك الاستخبارات الأوكرانية، التي أثق بها كثيرا، فقد خطط بوتين للاستيلاء على كييف في غضون ثلاثة أيام. ولكن (حتى الآن) لم ينجح وعلى الرغم من المكاسب التي حققها، فقد عانى من نكسة كبيرة غير متوقعة".

وأشارت إلى أنه "منذ اليوم الأول، بدأت القوات الروسية بمهاجمة العاصمة الأوكرانية من اتجاهات مختلفة. وحتى يومنا هذا تدور معارك دامية في البلدات والقرى المجاورة. يعيش الناس بلا كهرباء ولا غاز، لأنهم غير قادرين على إجراء الإصلاحات بسبب إطلاق النار".

وتقول إنه "في كييف نفسها، تكون الأجواء هادئة خلال النهار، لأن أقوى الضربات الجوية عادة ما تحدث في الظلام. وبفضل الجيش الأوكراني، الذي تمكن من توقعها (الضربات)، فإن عدد الضحايا أقل مما كان يمكن أن يكون. لكن مع ذلك، لا تزال هناك أعداد كبير. وقد تم بالفعل تدمير العديد من المباني السكنية وبعض المباني العسكرية والإدارية".

كما تقول إن صافرة الإنذار تدوي باستمرار. ونادرا ما يغادر الناس الملاجئ، حيث يسري حظر التجوال من الثامنة مساء حتى السابعة صباحا.

وفي وصف للحال في كييف، تقول كولوميتس إنها قضت الليلة الأولى للقصف (24/25 شباط/فبراير) في مترو الأنفاق. وإن الآلاف تصرفوا على هذا النحو .

وتقول: "بعض معارفي لم يغادروا محطة مترو الأنفاق بعد. فهم يشعرون بالأمان فقط تحت الأرض".

كما تقول إن الطرق خالية الآن. من حين لآخر تمر سيارة. غادر معظم الناس المدينة، لكن بقي عدد كبير منهم. وتقول: "بالأمس سقط صاروخ بالقرب من محطة المترو الخاصة بنا".

كما ترى الصحفية أنه ليس هناك حتى الآن نقص كبير في السلع في المتاجر. ومع ذلك، فإنه لشراء الخبز، على المرء سرعة الوصول إلى المتجر قبل الآخرين. خلاف ذلك، ستكون الرفوف فارغة. وينطبق الوضع نفسه مع الفاكهة والخضروات".

وتقول: "تبدأ طوابير الانتظار أمام المتاجر بمجرد انتهاء حظر التجوال. اضطررت ذات مرة إلى الوقوف في الطابور لمدة ساعة ونصف. وقفت صديقتي في طابور الصيدلية لمدة ساعتين".

وترى أن هناك ميزة كبيرة بأنه يمكن الدفع بالبطاقات البنكية، لأن أجهزة الصراف الآلي للسحب النقدي لا تعمل".

كما تقول إن هناك طوابير أمام مكاتب التسجيل والتجنيد العسكرية. وإنها لا تعرف أحدا لا يمكن أن يساعد الجيش في هذه المرحلة.

وتقول: "نحضر الطعام ونبحث عن المستلزمات ونتبرع بالدم ونجهز زجاجات المولوتوف وننسج شباك التمويه. ويجري بناء حواجز دفاعية. كل هذا النشاط والتضامن يرفع الروح القتالية لدى السكان، وهي بالفعل في مستوى مرتفع للغاية".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي