الرئيس اليمني هادي يعقد «اجتماع أزمة» ويؤكد سعي حكومته الدائم نحو السلام

القدس العربي - الأمة برس
2022-03-04

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أثناء الاجتماع الطارئ مع مستشاريه وقادة الأحزاب اليمنية (سبأ)تعز (الجمهورية اليمنية) - خالد الحمادي - عقد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، مساء الخميس، اجتماعاً طارئاً بكبار مستشاريه وقادة الأحزاب اليمنية، الموالية للحكومة، في خطوة تنبؤ عن طرح قضايا هامة للنقاش واتخاذ قرارات مصيرية بشأنها في هذا الوقت الحرج لليمن، حيث لا تعقد مثل هذه الاجتماعات الشاملة إلا في حالات الطوارئ، لإشراك الجميع في اتخاذ بعض القرارات في القضايا المصرية.
وتزامن هذا الاجتماع الرئاسي اليمني مع زيارة لافتة للنظر وغير مسبوقة للمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندر كينغ، إلى ميناء بلحاف لتصدير الغاز اليمني المسال، في محافظة شبوة، جنوبي شرق اليمن، وكذا زيارة السفير الهولندي لدى اليمن، بيتر ديرك هوف، إلى مدينتي صنعاء والحديدة، التي يسيطر عليهما الحوثيون.
وأعطت هذه الأحداث الثلاثة التي وقعت في يوم واحد في اليمن، انطباعاً سياسياً بأن هناك محاولة لتحريك المياه الراكدة، والجمود السياسي في المباحثات اليمنية بشأن إحلال السلام، ووضع حد للحرب الراهنة في البلاد، التي تشارف على إكمال عامها الثامن، بالإضافة إلى محاولة أمريكية لاستئناف عملية تشغيل منشأة وميناء بلحاف لتصدير الغاز اليمني المسال، والمتوقفة منذ سيطرة القوات الإماراتية عليها قبل نحو خمس سنوات وإيقاف نشاطها النفطي.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، النسخة الحكومية، أن الرئيس هادي ناقش في هذا الاجتماع الرفيع القضايا والمستجدات التي انبثقت عن لقاءاته ومشاوراته خلال الفترة المنصرمة ومنها لقاؤه بالمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، والمبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيموثي ليندر كينغ، وتأكيده الدائم للسلام المرتكز على تنفيذ القرارات الأممية ومرجعياتها وفي مقدمتها القرار 2216 للعام 2015.
وأوضح هادي أن هناك “متغيرات دولية لكشف وتعرية ممارسات الميليشيات الحوثية الانقلابية ومنها قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 2624 بتوصيف الميليشيات الحوثية بالجماعة الإرهابية”.
وأضاف أن حكومته تسعى على الدوام “نحو السلام باعتباره خيارنا الوحيد لحقن الدماء، وهذا ما تؤكد عليه الحكومة الشرعية في كل محطات السلام والمحافل الدولية والذي يواجه للأسف بتعنت وصلف الانقلابيين الحوثيين الذين لا يكترثون أبداً لمعاناة شعبنا اليمني”.
وقال هادي إن اليمن يمر “أمام مرحلة هامة تستدعي منا جميعاً مسؤولية الحفاظ عليها، وعلى ثوابتنا الوطنية المتمثلة بوحدة اليمن والنظام الجمهوري والنهج الديمقراطي التي لا يمكن التفريط أو المساس بها”.
وجاء هذا الاجتماع الرئاسي في اليمن، في ظل انشغال العالم بالحرب الروسية الأوكرانية، والتي يعتقد اليمنيون أنها ستلقي بظلالها القاتمة على الوضع السياسي والإنساني في اليمن، من خلال توجه أنظار العالم نحو هذه الحرب ونسيانه لمجريات الأحداث في اليمن، خاصة مع تأثّر الواردات اليمنية من القمح الأوكراني، الذي يصل إلى نحو 25 % من إجمالي واردات اليمن من القمح، بالإضافة إلى تأثر سوق المشتقات النفطية في اليمن مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، حيث ارتفعت أسعار الوقود في اليمن هذا الأسبوع إلى مستوى غير مسبوق تجاوز 50 %، عما كان عليه سابقاً.
في غضون ذلك، زار المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيموثي ليندر كينغ، برفقة القائم بأعمال السفارة الامريكية لدى اليمن، كاثي ويستلي، وعدد من المستشارين الأمريكيين، منشأة بلحاف لتسييل وتصدير الغاز اليمني بمحافظة شبوة، وعقد اجتماعاً مع محافظ شبوة عوض بن الوزير العولقي بحضور القيادة العسكرية للقوات الإماراتية والسعودية في محافظة شبوة.
وأوضح مصدر مسؤول في السلطة المحلية في محافظة شبوة لـ”القدس العربي” أن هذه الزيارة الأمريكية الرفيعة لهذه المنشأة النفطية “جاءت في إطار مساع أمريكية وربما غربية، لاستئناف تشغيل منشأة بلحاف وإعادة تصدير الغاز اليمني المسال عبرها، بعد توقف دام سنوات، انطلاقاً من محاولة غربية للحصول على مصادر بديلة للغاز الروسي، في حالة قررت موسكو وقف تصديره لأوروبا”.
وكانت منشأة بلحاف توقفت عن العمل منذ صيف العام 2015، لأسباب أمنية، مع تمدد الحرب اليمنية نحو المحافظات الجنوبية، ومنها محافظة شبوة، حيث قررت حينها شركة “توتال” الفرنسية، المالك الأكبر والمسئولة عن إدارة هذه المنشأة الغازية إيقاف العمل فيها، وأجلت موظفيها الأجانب، وتوقف معها إنتاج وتصدير الغاز اليمني.
وبعد سنوات من الاستقرار الأمني النسبي في محافظة شبوة، سعت السلطة المحلية والحكومة المركزية إلى إعادة تشغيل منشأة بلحاف وتصدير الغاز لرفع الاقتصاد اليمني بموارد مالية كبيرة، غير أن القوات الإماراتية التي تمركزت فيها رفضت السماح للسلطات اليمنية بإعادة تشغيل منشأة بلحاف وتصدير الغاز منها.
ويبدو أن زيارة المسؤولين الأمريكيين إلى شبوة، أمس الأول، تأتي لدراسة إمكانية استئناف تشغيل منشأة بلحاف وتصدير الغاز منها مجدداً ورفع “القيود الإماراتية” عنها، والتي يأمل الوسط السياسي اليمني في أن تثمر هذه الخطوة الأمريكية في إعادة تشغيل منشأة بلحاف، حتى تستطيع الحكومة اليمنية من الاستفادة من عائداتها المالية، في هذا الظرف الاقتصادي الصعب الذي يمر به اليمن.
وأوضح السفير الهولندي لدى اليمن، بيتر ديرك هوف، أن زيارته إلى مدينتي صنعاء والحديدة، الواقعتين تحت سيطرة الحوثيين، كانت لحلحلة أزمة السفينة النفطية العائمة “صافر” في البحر الأحمر، قبالة سواحل محافظة الحديدة، غربي اليمن.
وقال، في تغريدة له في حسابه على تويتر، إن “زيارة صنعاء والحديدة جاءت للمساعدة في الدفع في اتجاه حل عاجل للتهديد الوشيك الناجم عن ناقلة النفط (صافر) لمنع تسرب النفط الهائل منها الذي يهدد سبل العيش لليمنيين، وكذا المساعدة في الحفاظ على النظام البيئي للبحر الأحمر، ضمن الجهود التي تقودها الأمم المتحدة”. وكانت وسائل إعلام حوثية قالت إن السفير الهولندي لدى اليمن التقى في صنعاء قيادات حوثية ومن ضمنهم وزير خارجية الحوثيين، هشام شرف، ونائبه، حسين العزي.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي