ألمانيا تعلق نورد ستريم 2 ردّاً على اعتراف بوتين بالانفصاليين الأوكرانيين

ا ف ب - الأمة برس
2022-02-22

صورة مؤرخة في 7 ايلول/سبتمبر 2020 لجزء من نورد ستريم 2 في لوبمين(ا ف ب)

انتهى الأمر بألمانيا الثلاثاء بتعليق خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 بعد اعتراف موسكو باستقلال المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا، وهو مشروع حيوي بالنسبة إلى ألمانيا كما هو لفلاديمير بوتين ونفّذ رغم الانتقادات.

وقد أعطى الأمر بتعليق هذا المشروع والذي قد يكون نهائيا، المستشار الألماني نفسه.

وأعلن أولاف شولتس تعليق المصادقة على خط أنابيب الغاز، وهي أمر ضروري "لتشغيله". وسيخضع المشروع ل"إعادة تقييم" سياسي تجريه وزارة الاقتصاد بسبب "الوضع الجيوسياسي" الجديد بعد اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا.

ولم يكن خط أنابيب الغاز الذي اكتمل إنشاؤه في الخريف الماضي، قيد الخدمة بعد بسبب عرقلة قانونية من الهيئة الناظمة الألمانية للطاقة، إذ انه لا يمتثل بعد للتشريعات الأوروبية والألمانية في هذا القطاع.

لكن القرار الذي أعلن الثلاثاء يذهب إلى أبعد من ذلك.

- رد فعل ساخر -

تراجعت الحكومة الألمانية عن رأي "سياسي" إيجابي تمسكت به حتى الآن بشأن خط أنابيب الغاز يفيد بأن المشروع لا يشكل خطرا على "الأمن" القومي، لكن حاليا سيعاد النظر في هذه النقطة.

وأثار الإعلان الألماني رد فعل ساخرا من الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الذي قال "مرحبا بكم في عالم جديد، حيث سيدفع الأوروبيون قريبا ألفي يورو مقابل ألف متر مكعب من الغاز"، وهو مبلغ سيكون ضخما بالنسبة إلى ألمانيا التي استوردت عام 2020 وحده 56,3 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، أي 55 في المئة من حاجاتها من الغاز.

من جانبه، "رحّب" البيت الأبيض على لسان الناطقة باسمه جين ساكي، بتعليق نورد ستريم 2.

واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن "هذه الأزمة تظهر مجددا أن أوروبا ما زالت تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، وعلينا تنويع مورّدينا والتحوّل إلى الطاقات المتجدّدة".

ويقع خط أنابيب الغاز هذا في قلب معارك جيوسياسية واقتصادية منذ ولادة فكرة إنشائه.

على مدى سنوات، سبّب المشروع خلافات بين الولايات المتحدة وألمانيا، المروّج الرئيسي للمشروع، وكذلك بين الأوروبيين، وأيضاً بين روسيا وأوكرانيا.

يربط نورد ستريم 2 روسيا بألمانيا عبر أنبوب يمتد 1230 كيلومترا تحت بحر البلطيق بسعة 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، على المسار نفسه لنورد ستريم 1 الذي دخل قيد الخدمة منذ العام 2012.

وكان من شأنه مضاعفة إمدادات الغاز الروسي إلى ألمانيا التي بدأت في غضون ذلك تنويع مصادر إمدادها في السنوات الأخيرة.

وجرى تمويل المشروع الذي تقدر قيمته بأكثر من 10 مليارات يورو والذي روّجت له شركة "غازبروم" الروسية العملاقة، خمس مجموعات أوروبية في قطاع الطاقة هي "أو إم في" و"إنجي" و"وينترشال دي إي إيه" و"يونيبر" و"شل".

ألمانيا هي المروج الرئيسي لخط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 داخل الاتحاد الأوروبي، وهي تقول إنه سيساعدها على تحقيق الانتقال الطاقي الذي بدأته، مع جعل أراضيها في الوقت نفسه مركزا للغاز في أوروبا.

لكنّ معارضي المشروع كانوا كثرا.

أوكرانيا كانت خائفة من فقدان الدخل الذي تجنيه من خلال عبور الغاز الروسي في أراضيها ومن أن تكون أكثر ضعفا تجاه موسكو. ورحّب وزير خارجيتها بالقرار الألماني قائلا إنه "مبرر سياسيا واخلاقيا".

والولايات المتحدة كانت تعارض منذ البداية أي مشروع يهدد بإضعاف أوكرانيا اقتصاديا واستراتيجيا وزيادة اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي وثني الأوروبيين عن شراء الغاز الصخري الذي يأمل الأميركيون في بيعه.

- تحول غير متوقّع -

وبسبب التهديدات بعقوبات أميركية، انسحبت شركات عدة من المشروع، خصوصا من جانب شركات التأمين التي تغطي الموقع.

وبالإضافة إلى ذلك، بدأ الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن فترة ولايته متخذا موقفا معاديا جدا لمشروع نورد ستريم2 تماشيا مع أسلافه.

وبعد أسابيع من المفاوضات المكثفة، أعلنت الولايات المتحدة أخيرا في صيف 2021، حرصا منها على تجنيب الحليف الألماني عقوبات، اتفاقا مع الحكومة الألمانية لوضع حد لخلافهما.

وكان هناك انقسام بين الأوروبيون، إذ ان بولندا ودول البلطيق قلقت من رؤية الاتحاد الأوروبي ينحني أمام الطموحات الروسية.

حتى في ألمانيا، لم يكن نورد ستريم 2 موضع إجماع: عارضه حزب الخضر لفترة طويلة قبل تليين موقفه منذ دخوله الحكومة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي