"عمران" 39.. جزءٌ ثانٍ من ملفّ فلسطين والصهيونية

2022-02-20

عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" و"معهد الدوحة للدراسات العليا"، صدر حديثًا العدد التاسع والثلاثون (شتاء 2022) من دورية "عمران" للعلوم الاجتماعية.

تضمّن العددُ الجزءَ الثاني من الملفّ الخاصّ "الاستعمار الاستيطاني والصراع بين الفلسطينيين والحركة الصهيونية"، والذي اشتمل على مجموعة من الدراسات؛ هي: "الاستعمار الاستيطاني في فلسطين بين البنية والصيرورة: محو وإزالة أم تحكم وسيطرة؟" لأشرف عثمان بدر، و"نحو إعادة التفكير في الأطر المفاهيمية لتحليل السياق الفلسطيني الاستعماري" لأباهر السقا، و"الإنتاج العسكري - الأمني واقتصاد الحرب في سياق الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي" لطارق دعنا، و"النوع الاجتماعي والطبقة والعِرق: رأسمالية الاستيطان الإسرائيلي ومقاومة النساء البدويات الفلسطينيات في النقب" لصوفي ريختر-ديفرو، و"عودة المحلاني: الأصلانية والاستعمار الاستيطاني والمفارقات المتعددة في السرديات التذكارية الإسرائيلية - الأسترالية لحملة فلسطين" لميكايلا سحار، و"كيف نقرأ المجزرة في فلسطين؟: التاريخ الأصلاني بوصفه منهجية للتحرير" لرنا بركات، و"مورفولوجيا فم الذئب: لغة وليد دَقَّة (1961 - 2021)" لعبد الرحيم الشيخ.

في دراسته "الاستعمار الاستيطاني في فلسطين بين البنية والصيرورة"، سعى أشرف عثمان بدر إلى التعرّف إلى منطق الاستعمار الاستيطاني في فلسطين، للإجابة عن سؤال مركزيّ: ما المنطق الجامع الذي يقوم عليه الاستعمار الاستيطاني في فلسطين، أهو "بُنية" أم "عملية" مستمرة ومسار يخضع للمتغيّرات؟ تجيب الدراسة عن هذا السؤال من خلال الرجوع إلى الأدبيّات المتعلّقة بالموضوع، والاشتباك النظريّ مع مجموعة من أبرز المنظّرين في مجاله، خاصّة في ما يتعلّق بالاحتلال الإسرائيلي لمناطق 1967.

وسّعت دراسة أباهر السقا، "نحو إعادة التفكير في الأطر المفاهيمية لتحليل السياق الفلسطيني الاستعماري"، إلى تفكيك العُدَّة المفاهيمية التي استخدمتها الحركة الوطنية الفلسطينية وخطاباتها المعاصرة في الحقلَين السياسي والأكاديمي، في تشخيص الوضعية الفلسطينية والانتقال من توصيفها حالةَ استعمار في الخمسينيات إلى استدخال مفهوم الاحتلال، وانتقال استخدامه من الحقل السياسي إلى الحقل الأكاديمي.

وتتوزّع الدراسة على ثلاثة محاور؛ يستعرض الأوّل قراءة لعدّة مفاهيم نظريّة في توصيف البنية الاستعمارية، ويحلّل الثاني مفهومًا لم يُستخدم في توصيف السياق الاستعماري الدولاني، ولكنْ جرى استخدامه لتحليل عنف الجماعات، وهو مفهوم "العنف الشامل"، ويفحص الثالث أثر استدماج الحقل السياسي في الحقل الأكاديمي.

​وتشرح دراسة طارق دعنا، "الإنتاج العسكري - الأمني واقتصاد الحرب في سياق الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي"، العلاقةَ العضوية بين التطوّر في مجال الإنتاج العسكري - الأمني الإسرائيلي وبُنية الاستعمار الاستيطاني في فلسطين. وتُجادل بأن بُنية الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي تنمو وتتوسّع استنادًا إلى اقتصاد الحرب، الذي لا يشكّل أحد مرتكزات مفهوم القوّة في الأيديولوجيا الصهيونية فحسب، وإنّما أيضًا أداة مركزية في تشكّل الدولة والمجتمع في "إسرائيل".

وتنشغل دراسة صوفي ريختر-ديفرو، "النوع الاجتماعي والطبقة والعِرق"، باستظهار طبيعة تأثير الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي في مجموعة نساء بدويّات فلسطينيات ينتمين إلى جيل النكبة، وكيف تعاملن معه وقاومنه.

وفي دراستها "عودة المحلاني: الأصلانية والاستعمار الاستيطاني والمفارقات المتعددة في السرديات التذكارية الإسرائيلية - الأسترالية لحملة فلسطين"، تضيء ميكايلا سحار على محاولات "إسرائيل" لوضع نفسها في صفّ عدد من النضالات الأصلانية، من أجل التحايل على طبيعتها الاستعمارية - الاستيطانية، ثم من أجل محاولة موضعة مشروع الدولة الصهيونية بوصفه مشروعًا أصلانيًا؛ حيث تفحص هذه الدراسة أحد الأمثلة على هذه النزعة، تحديدًا في المناسبات التذكارية التي تتعلّق بمئوية "حملة فلسطين"، وهي حملة عسكرية خاضها جنود أستراليّون في الحرب العالمية الأولى ضدّ الدولة العثمانية. وتُجادل الدراسة بأن السياسات الإسرائيلية الرسمية لإحياء هذه الحملة، والدور الحديث والمركزي للجنود الأصلانيين فيها، كانت استراتيجية خبيثة للدولة الإسرائيلية، وُضعت لإلغاء سردية الفلسطينيين وأصلانيتهم في أرضهم.

ومن خلال التحقيق في مجزرتَي الطنطورة وكفر قاسم في فلسطين، تسعى رنا بركات، في دراستها " كيف نقرأ المجزرة في فلسطين؟"، لطرح نوع مختلف من قراءة الماضي في ضوء الأصوات الإبداعية الفلسطينية، والعلائقية مع المصادر التاريخية. ومن خلال المحاجّة في فهمٍ مستوحى من التاريخ الأصلاني بوصفه ممارسة لتفكيك الاستعمار، تستند الدراسة إلى صوتَي امرأتين، هما رضوى عاشور وسامية حلبي، وعملهما من أجل ترسيم خريطة جديدة لسرد الماضي من خلال العنف المستمر للحاضر؛ فعملهما يشكِّل الأساس لسجال السؤال الأساسي المطروح هنا: هل يمكن تخيّل التاريخ الأصلاني، الذي يشكِّل فيه عنف الاستعمار الاستيطاني جزءًا من أجزاء كثيرة، أن يتخطّى مطالبة الضحية اليائسة باعتراف المستوطنين بإنسانية شعب؟

ويتناول عبد الرحيم الشيخ في دراسته "مورفولوجيا فم الذئب" علاقة الأسير الفلسطيني وليد دَقَّة بالنظام الصهيوني، عبر اللغة العبرية، في ثلاث جغرافيات: الهامش المستعمَري (القرية - باقة الغربية)، والمركز الاستعماري (المدينة - تل أبيب)، والأسر الصهيوني (السجن - المكان الموازي).

وفي باب "مراجعات الكتب"، نقرأ مراجعة محمد مزيان لكتاب "نوعان من البشر: تشريح العنصرية العادية" لـ دوني بلوندان، ومراجعة نيروز ساتيك لكتاب "سورية: الدولة وحدودها الدولية والمجالية" لـ ماثيو سيمينو، ومراجعة محمد توفيق لكتاب "علوم الشرع والعلوم الاجتماعية: نحو تجاوز القطيعة (أليس الصبح بقريب)" لساري حنفي، ومراجعة بلقاسم بن زنين لكتاب "الربيع العربي: الحداثة والهوية والتغيير" لعيد محمد وداليا فهمي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي