في ثورة زراعية كبرى : الروبوت مزارع يحرث ويغرس ويحصد

متابعات الأمة برس
2022-02-07

تتميز الزراعة الذكية باستخدام التكنولوجيا لتخطيط وإدارة المحاصيل بشكل أفضل (تواصل اجتماعي)دبي - وائل نعيم - تعدّ الزراعة من أهم المجالات التي تسعى الدول لتطويرها باستخدام التكنولوجيا، إذ يشكل الأمن الغذائي هاجساً لجميع دول العالم في ظل التزايد السكاني، وزيادة هجرة المزارعين إلى المدن، وتعتمد الزراعة على وجود تربة خصبة، لكن في سعيها لتحقيق الربح السريع، أدت أساليب الزراعة الصناعية إلى تجريف التربة السطحية الموجودة في العالم خلال الـ 150 سنة الماضية، وحسب بعض التقديرات الدولية، فإن التربة المتبقية لم تعد تكفي لأكثر من 60 موسم حصاد في المستقبل.

يستعرض جناح الاستدامة «تيرا» في إكسبو 2020 دبي نموذجاً للزراعة الذكية بواسطة الروبوتات في فدان لم تلمسه الأيدي، حيث تتولى روبوتات فائقة الخفة وعالية الدقة كل ما تتطلبه الزراعة، بدءاً من حرث الأرض وغرس البذور وانتهاء بجني المحصول، ويسلط هذا النموذج على كيفية الاستفادة من الروبوتات في الزراعة التي تتم من دون أن تطأ الأرض قدم إنسان أو تلمسها يده، مما يؤثر في انخفاض معدلات تجريف التربة وتقليص حاجتها للكيماويات، والمحافظة على التنوع البيولوجي للتربة.

تقنيات حديثة

وتتميز الزراعة الذكية باستخدام التكنولوجيا لتخطيط وإدارة المحاصيل بشكل أفضل، وكرّست العديد من الشركات نفسها للأبحاث والتطوير في مجال تكنولوجيا الزراعة باستخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وقدمت هذه الشركات ابتكارات غير مسبوقة أثبتت جدارتها عند اختبارها في الزراعة على أرض الواقع. ومن خلال استخدام تقنيات الزراعة الذكية يمكن مراقبة نمو المحاصيل والتعرف على الآفات والأمراض قبل انتشارها، كذلك يمكننا تحديد كمية الأسمدة والمبيدات المطلوبة، وتطبيقها على المحاصيل في الوقت المناسب، وتحديد المواعيد المناسبة للري وكميات المياه المطلوبة لكل نوع من أنواع النبات، وهذا يسهم في تحقيق مفهوم الكفاءة العالية لإدارة المزارع من خلال اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، ما ينعكس إيجابياً على الإنتاج وجودة المحاصيل وفي الوقت نفسه يحافظ على خصوبة التربة وتقليل التكاليف.

التنوع البيولوجي

وتعتبر التربة موطن المجموعات الجوفية، وتحتوي التربة السليمة والمتنوعة من الناحية البيولوجية على الفقاريات واللافقاريات والفيروسات والبكتيريا والفطريات والأشنات والنباتات والتي توفر العديد من وظائف وخدمات النظام الإيكولوجي التي تعود بالنفع على الجميع وعلى كل شيء، وتعدّ التربة موطناً لأكثر من 25 % من التنوع البيولوجي، ويحافظ هذا المجتمع المتنوع من الكائنات الحية على صحة التربة وخصوبتها، وتغذي جميع هذه المخلوقات في التربة النباتات وتحميها، فيما تغذي النباتات بدورها هذه التربة.

تقديرات عالمية

وتشير تقديرات منظمة الأغذية العالمية والزراعة للأمم المتحدة إلى أن 95 % من غذائنا يتم إنتاجه بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق التربة، حيث تتيح لنا التربة السليمة والمتنوعة من الناحية البيولوجية إمكانية زراعة مجموعة متنوعة من الخضار والنباتات اللازمة لتغذية الإنسان بشكل جيد، كما أن الكائنات الحية في التربة تجعل المغذيات فيها متاحة للنباتات، وتعتمد التغذية على مدى وجود المغذيات وتوازنها في الأجزاء الصالحة للأكل من النباتات، وهو ما يعتمد بدوره على وجود هذه المغذيات في التربة، وهذا يعكس حقيقة مفادها أنه كلما ازداد التنوع البيولوجي للتربة، كلما كان غذاؤنا غنياً بالمغذيات.

زراعة مستدامة

واستخدام الروبوتات في الزراعة يحافظ على التربة والكائنات الحية التي تتضمنها، وتم تصميم روبوتات يمكنها القيادة عبر الأرض واستخدام أشعة ليزر محددة لقتل الآفات والأعشاب الضارة وفي حال عدم وجودها سنضطر إلى رش الحقل بأكمله بالمبيدات الحشرية لقتل جميع الأعشاب الضارة.

والحقيقة أن التنوع البيولوجي للتربة معرض للخطر، فبعض الممارسات الزراعية غير المستدامة بما في ذلك الحرث وسوء استعمال المواد الكيميائية الزراعية وتأثيرات تغير المناخ وتلوث التربة ليست سوى بعض العناصر التي قد تكون لها عواقب وخيمة على سلامة التربة وتنوعها البيولوجي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي