مدون باكستاني يتهم بلاده بالسعي إلى قتله

أ ف ب-الامة برس
2022-01-29

    مارة يعبرون جسر لندن في وسط العاصمة البريطانية في 27 ك2/يناير 2022 (أ ف ب)

إسلام اباد: اتهم مدون باكستاني سلطات بلاده بالوقوف وراء خطة لاغتياله بعدما دانت محكمة في لندن الجمعة بريطانيا يبلغ من العمر 31 عاماً بالضلوع فيها.

ودانت محكمة كينغستون أبون تيمز (جنوب غرب لندن) الجمعة 27يناير2022، محمد جوهر خان من شرق لندن بالتخطيط لقتل المدون الذي يعيش في المنفى في هولندا، لحساب جهة مدبرة مجهولة. ويفترض أن يصدر الحكم في 11 آذار/مارس.

وكان خان أوقف واتهم في حزيران/يونيو 2021 بالتآمر بين 16 شباط/فبراير و24 حزيران/يونيو لاغتيال المدون أحمد وقاص غورايا الذي ينتقد السلطات الباكستانية.

وقال احمد وقاص غورايا لوكالة فرانس برس إنه "سعيد لتسجيل سابقة واحدة على الاقل وهي التأكيد على أن مطاردة شخص ما في المنفى" ستفضي إلى "ملاحقات".

لكنه أضاف "آمل أن تتم يوما ما محاكمة الأشخاص الحقيقيين الذين أرسلوا هؤلاء الرجال".

وبعدما أشار إلى قيمة المكافأة الموعودة وإرسال صورته وعنوانه في هولندا مع أنه سري، قال غورايا إنه "متأكد من أنها الدولة الباكستانية". واتهم "اجهزة الاستخبارات" و"الجيش".

وتابع غورايا "لدينا تأكيد على الأقل بأن الأوامر جاءت من باكستان"، مؤكدا أنه مصمم على مواصلة التعبير عن آرائه على الرغم من التهديدات التي أجبرته على تغيير مكان إقامته فجأة. وأضاف "لا أشعر بالإحباط".

- "حكم مرجعي" -

أكدت المدعية العامة أليسون مورغان خلال جلسات المحاكمة أن خان تلقى عرضا بالحصول على مئة ألف جنيه استرليني (120 ألف يورو) لقتل المدون.

وأضافت أنه ذهب في حزيران/يونيو 2021 إلى روتردام حيث يعيش المدون لشراء سكين ومحاولة تحديد مكانه. ودعمت تأكيداتها بصور مراقبة ونسخ من رسائل مشفرة.

لكن غورايا لم يكن في المنزل وعاد خان إلى لندن. وقد اعتقل بعد عودته من هولندا.

ودفع خان ببراءته، مؤكدا أنه كان يحتاج إلى المال لتسديد ديون تبلغ مئتي ألف جنيه (240 ألف يورو) لا يستطيع دفعها لدائنيه من وظيفته كعامل توصيل طلبيات في متجر. لكنه لم يكن ينوي إطلاقا تنفيذ خطة القتل.

وقالت المدعية العامة إن محمد جوهر خان وظفه "أشخاص آخرون يتخذون من باكستان مقرا لهم على ما يبدو"، مشيرة إلى أن المدون غورايا تلقى في 2018 "معلومات من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) تفيد بأنه مدرج على لائحة أشخاص مستهدفين بالقتل".

وأضافت أن المدون تلقى "بعض التهديدات التي جاءت من متصيدين على الإنترنت، وأخرى تم توجيهها وتنسيقها من قبل وكالة الاستخبارات الباكستانية".

وكان غورايا أوقف بشكل تعسفي لأسابيع في باكستان قبل أن يتم الإفراج عنه في كانون الثاني/يناير 2017 ويعود إلى هولندا حيث يعيش مع زوجته وطفليه.

ورأت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن قرار المحكمة "يمكن أن يكون حكما مرجعيا" ويشكل "تقدما نادرا حيال المسؤولية الجنائية عن الجرائم العابرة للحدود ضد الصحافيين".

وقالت ريبيكا فانسان مديرة المنظمة في لندن لفرانس برس "ندعو السلطات المختصة إلى مواصلة تحقيقاتها لتحديد الوسيط وأي شخص آخر متورط في هذه المؤامرة المروعة لضمان تحقيق العدالة".

وأوضحت  شرطة لندن في بيان بعد صدور حكم المحكمة إن التحقيق في العثور على هذا الوسيط "مستمر"، داعية أي شخص لديه معلومات عنه إلى تقديمها.

وفقد أربعة ناشطين باكستانيين آخرين حينذاك في ظروف توحي بتورط أجهزة للدولة التي لديها تاريخ طويل من الاختفاء القسري حسب منظمة هيومن رايتس ووتش ومعارضين وناشطين باكستانيين. ونفت السلطات أي تورط لها في اختفاء الناشطين.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي