
جيل بريسنيتسر | ترجمة: رجاء الطالبي
«علينا إتلاف أخبار عصرنا» إنغبورغ باخمان
هي التي كتبت «مالينا» روايتها الوحيدة التي نشرت خلال حياتها. هي التي كانت الرفيقة المضيئة لبول سيلان من عام 1947 إلى عام 1960. وقد شاركت في جميع المعارك النسوية والسلمية. وكانت الكاتبة الرئيسية في النمسا، هذا البلد الذي تعرض للعذاب ومارس هو أيضا التعذيب، بلد مأساوي وغريب: «تعد النمسا الكوميديا الأكثر رعبا في كل العصور» ذلك ما قاله توماس بيرنارد الذي كان صديقها الكبير في السبعينيات.
«مستلقيةٌ على خريطة فيينا، كمن يغرق» إنغبورغ باخمان
مثل روبرت موسيل، وُلدت إنغبورغ في كلاغنفورت في كارينثيا، ولتقترب منها عليك أن تحاول الانغماس في هذه النمسا، التي أرادت دفن ذنبها في دهون البورجوازية الراضية. لن يوقظ توماس برنهارد ولا إلفريدي جيلينك هذه النمسا التي تغلي في ذاكرتها التي لم تتحقق.
كارينثيا، أرض الشعبوي يورغ هايدر، هي أيضا منطقة مرور بين العالم الجرماني والعالم السلافي. بلد فخم لكنه مغلق، محبوس في جموده. أرض التوترات أيضا، كانت أرضا خصبة، وهكذا عاشت كريستين لافانت هناك في علية منزلها. كما ألف كل من ماهلر، برامز، هوغو وولف، ألبان بيرج، موسيقاهم هناك، قام بيتر هانكي، وهو أيضا من كارينثيا، بتأليف رواية، «المصيبة اللامبالية». كانت علاقة باخمان الغامضة بمنطقتها تتكون من كثير من الفرار والعودات المتتالية: «يجب أن لا تكون من هناك لتتحمل العيش في مكان مثل كلاغنفورت لأكثر من ساعة، أو يجب أن تعيش هناك باستمرار، على أي حال، يجب أن لا نعود إليه». وهكذا يتحدث توماس مان عن إنغبورغ في «انطفاء» تحت اسم ماريا، «كانت ماريا، من بلدة ريفية صغيرة سخيفة في جنوب النمسا، حيث ولد موزيل، ماريا، التي كان سلاحها الوحيد دائما هو الانسحاب».
ستختار إنغبورغ باخمان، بالفعل المنفى والانسحاب إلى إيطاليا، للتخلص من هذا العار ومن عالم ضيق الأفق. سترغب في الهروب من مصير ولادتها في سجن البحيرات والجبال هذا. كانت تحب المشي هناك، لكنها تعرضت لمضايقات سكانها الضيقي الأفق. «أنا أعرف عالما أفضل» سيكون شعارها دائما وستريد المشاركة بكل ما لديها في بنائه. في كل جبهات النضال ستحمل إيمانها بإنسانية أفضل.
كانت إنغبورغ باخمان كاتبة وشاعرة وفيلسوفة قريبة من أفكار هيدغر وفتغنشتاين، يعتبر عمل إنغبورغ باخمان أحيانا ككتابة ساخرة نوعا من الهجاء، وغالبا ما يكون اختراقا نحو الكونية. لكننا نريد التحدث عن الحدود/ حتى لو عبرت هذه الحدود كل كلمة. كما أنها كانت كاتبة الانتهاك وضرورة تجاوز حدود العالم والناس. طوال فترة عملها، توجد حدود غير مرئية في أعمالها، التي يجب تجاوزها دائما. كانت تقول «Wart meinen Tod ab und dann hör mich wieder» انتظر قليلا حتى موتي، ثم استمع إليّ مرة أخرى».
يصف توماس بيرنهارد في كتابه «التشوش» هذا المرض النفسي، الذي له مفعول الجذام في النمسا: هذا الماضي الجمعي المرفوض، والانسحاب إلى بيئته وتفاهته. لم يكن النمساويون هم من صنعوا الهولوكوست، لكن الألمان هم من فعلوا ذلك، نحن أبناء موتسارت وبراتر والأوبريتات. لكن النمساويين هم أيضا أبناء هتلر كما يوجد نمساويون نقيون. إن صعود النازية والفاشية، وحتى حركة ضم وإلحاق النمسا بألمانيا النازية، هو أحد مفاتيح اللاوعي النمساوي. من حسن حظنا أن نملك أبا استمر تقريبا في العيش في فيينا، هذا يسمح لنا بفهم هذه الحداثة في الفنون والصحف، وهذا الإغراء الهائل للفاشية. أول ما فعله الألمان عندما دخلوا فيينا عام 1938 هو حرق منزل غوستاف مالر، الذي كان قد مات في ذلك الوقت منذ 26 عاما. لا شيء أكثر إلحاحا من إشعال نيران الروح! وكتبت إلفريدي جيلينك، إحدى وريثات باخمان، «انتهت المذابح بالتأكيد، لكن القتلة ما زالوا معنا».
آثار حياة
ولدت إنغبورغ باخمان في 25 يناير/كانون الثاني 1926 في كلاغنفورت في النمسا. كان والدها ماتياس مدير مدرسة كان قوميا متشددا. كانت والدتها منفية. بعد الدراسة العادية والحصول على البكالوريا عام 1944، درست الفلسفة وعلم النفس واللغة الألمانية في كلاغنفورت وإنسبروك وغراتس وفيينا. لكن قبل ذلك كانت قد شاهدت مسيرة النصر للنازيين في مدينتها، كانت تبلغ من العمر اثني عشر عاما. ناقشت أطروحتها في عام 1950 عن مارتن هيدغر «Die kritische Aufnahme der Existenzphilosophie Martin Heideggers» التصور النقدي لفلسفة الوجود عند هيدغر». بعد إنهاء دراستها عملت في الإذاعة النمساوية. بدأت بالنشر في عام 1946.
انضمت باخمان في عام 1952 إلى المجموعة الأدبية الرائدة، المجموعة 47 «Gruppe 1947». تأسست هذه الحلقة الأدبية الألمانية في ميونيخ عام 1947، ومن هنا جاء اسمها. كان من المقرر أن تصبح، تحت قيادة هانز فيرنر ريختر، أكبر مجموعة سياسية أدبية، وأكثرها نفوذا في الأدب الألماني بعد الحرب. أرادت أن تكون ديمقراطية وشعبية، وأن تخضع أعضاءها للقراءة النقدية. نظرا للحرب وإعادة إعمار ألمانيا، تمت مناقشة جميع موضوعات الحياة اليومية، وتضخيم النضالات ضد النظام القائم. كان ذلك «صوت ألمانيا الكبير». وكان من بينهم ماكس فريش السويسري وهاينريش بول وإنجبورج باخمان وأوي جونسون وغراس. ستشارك باخمان مثلهم في إنشاء مقطوعات قصيرة للراديو «Hörspiele».
كانت إنغبورغ المتمردة المعذبة من جيل غونتر غراس، مارتن فالسر، توماس بيرنارد، بول سيلان، ماكس فريش، وقد ارتبطت مع العديد منهم بصداقة، وأحبت الاثنين الأخيرين منهم. أقامت علاقة عميقة جدا مع بول سيلان، الذي كانت ندا له، أثرت هذه العلاقة في منجزها إلى الأبد، كما أثرت في بول سيلان. سافرت كثيرا في ذلك الوقت إلى روما وباريس ولندن وميونيخ والولايات المتحدة الأمريكية. أثبتت إيطاليا بشكل خاص أنها وطنها الثاني. في عام 1952، استقرت للعمل مع الملحن هانز فيرنر هينز على أوبرا ليبريتو، «Der Prinz von Homburg، 1960» «Der junge Lord، 1965» «Nachtstücke und Arien». منذ ذلك الحين، كرست نفسها للأدب، وكتبت مجموعات من القصائد والمسرحيات الإذاعية والباليه. حتى عام 1957، كان مقر إقامتها في روما ونابولي، حيث كانت مراسلة لصحيفة «Westdeutschen Allgemeinen». في عامي 1957 و1958، كانت إنغبورغ باخمان كاتبة مسرحية في تلفزيون ميونيخ. في عام 1958 أنشأت لجنة مناهضة للقنبلة الذرية. تم الاعترف بالفعل والاحتفاء بالتزامها بقضية دعاة السلام، التي كان لها تأثير كبير. في عام 1958، تخلى عنها سيلان، لتقابل ماكس فريش، الذي أصبح شريكها حتى بداية عام 1963، تاريخ انفصالهما.
انضمت باخمان في عام 1952 إلى المجموعة الأدبية الرائدة، المجموعة 47 «Gruppe 1947». تأسست هذه الحلقة الأدبية الألمانية في ميونيخ عام 1947، ومن هنا جاء اسمها.
دعونا نحاول فهم هذا الاجتماع في زيورخ في 25 مايو/أيار 1960 بين بول سيلان ونيللي ساكس وإنغبورغ باخمان وماكس فريش. لقاء رفيع بين كبار العقول الذين شكلوا اللغة الألمانية الجديدة وصداقات أقوى من كل الرغبات. في سن الثالثة والثلاثين، في عام 1959، كانت أول من شغل كرسي الشعر في كلية فرانكفورت.
سوف تترجم ببراعة جوزيبي أنغاريتي. كانت صديقة لأوي جونسون ويوهانس بوبروفسكي وويتولد جومبروفيتش وصياد النازيين سيمون ويزينثال. سوف تسافر إلى مصر وإلى السودان. ستتوقف عن كتابة الشعر في هذا الوقت للتركيز على النثر. من عام 1962 ستعيش باخمان في وقت واحد تقريبا في ميونيخ وبرلين وزيورخ وروما. ناضلت ضد حرب فيتنام وعادت إلى روما عام 1965.. لتعيش هناك منعزلة، في شقتها، حيث بدا أنها تكبر بسرعة. كانت تبدو كسيدة كبيرة في السن ولا تزال في الأربعينيات من عمرها. متوحشة لكنها متورطة بعنف في حياة هذا العالم. في ربيع عام 1973 ذهبت إلى بولندا وزارت أوشفيتز وبيركيناو.
توفيت إنغبورغ باخمان في 17 أكتوبر/تشرين الأول 1973 في روما عن عمر يناهز 47 عاما في حادث غبي. شب حريق في شقتها بلا شك بسبب سيجارة لم تطفأ جيدا، أصيبت خلالها بحروق شديدة خلال ليلة 25 إلى 26 سبتمبر/أيلول. توفيت متأثرة بحروقها في 17 أكتوبر. سيتم دفنها بعد أسبوع في مسقط رأسها، كلاغنفورت، لم تكمل باخمان دورتها الرومانسية الواسعة «طرق الموت».
صدى إنغبورغ باخمان
كتب توماس بيرنارد عن وفاة إنغبورغ باخمان عام 1973 في روما: «إنها أذكى وأهم شاعرة أنتجتها النمسا في هذا القرن». هي أول امرأة في الأدب الناطق باللغة الألمانية بعد عام 1945 تصف بوسائل شعرية قوية الحرب في السلام، والحرب بين الرجال والنساء، والحرب بين الكتابة والحياة. كاتبة متمردة، نسوية، تتعامل مع قضايا الحياة وتناضل من أجلها شعريا وسياسيا. ستوقع بيانات ضد حرب فيتنام وتكتب قصائد ضد القنبلة الذرية. تولي باخمان للتاريخ النمساوي أولية كبرى في أعمالها كما غرامياتها التعيسة. فحياتها هي «حياة مزقها التاريخ في المقام الأول. ولدت هذه النمساوية في عام 1926، بعد ثماني سنوات فقط من انهيار الإمبراطورية النمساوية المجرية، ابنة ماتياس باخمان، عضو NSDAP، وينتمي إلى النواة الصلبة للنازيين الكارينثيين، كانت طالبة شابة في فيينا مباشرة بعد الحرب، ثم كاتبة في المنفى في برلين أو روما، جربت إنغبورغ باخمان طوال حياتها أشكالا مختلفة من الإبادة (Revue Europe).
سيقود حب باخمان الكارثي لبول سيلان زوجته لكتابة هذا: «الليلة الماضية حتى وقت متأخر من الليل قرأت قصائد إنغبورغ. لقد أثرت فيَّ رسائلها حتى البكاء. يا له من مصير رهيب. لقد أحبتكَ كثيرا، لقد عانت كثيرا. كيف يمكن أن تكون قاسيا معها؟ الآن أنا أقرب إليها، أوافق على أن تراها مرة أخرى، سأبقى هادئة، أنت مدين لها، أيتها الفتاة المسكينة، الجديرة بالاحترام والشجاعة في صمتها لمدة ست سنوات. بالطبع عليكَ رؤيتها مرة أخرى. يا للفظاعة!».
ستقوي استحالة هذا اللقاء عملها الأدبي والفكري كما ستضاعف من ألمها. لا تكتب إنغبورغ باخمان بالألمانية لتكون لغة مضادة، وشهادة على الإبادة. هي لا تشكك في التقاليد. بالنسبة لها، كانت عذابات عالم الحاضر أكثر أهمية من الماضي. بينما لم يرَ بول سيلان «في العالم، سوى نظام إشارات موجه نحو الموت» بينما ستناضل باخمان من أجل قضايا عصرها. لم تكن معاييرها مبنية على الكتاب المقدس، ولا على معاناة الشعب اليهودي، بل كانت دوافعها الأساسية هي جوزيف روث وروبرت موزيل. واضطهاد العالم الحديث، واضطهاد المرأة. ستصف وضعية المرأة في مجتمع صممه الرجال من أجل الرجال. في «مالينا» خاصة في «ثلاثة مسارات إلى البحيرة» حيث تصف خمس قصص لنساء من فيينا، يتنكرن في أقنعة متعددة، إنها قبل كل شيء قصص منفى. تعاني هؤلاء النساء الخمس من سر ينخر أعماقهن ولا يجرؤن على الاعتراف به، متشردات يعانين من عزلة لا يمكن الشفاء منها، بحثا عن استراتيجية للبقاء قادرة على التغلب على اضطهاد الواقع.
تعتبر ترجمة إنغبورغ باخمان عملا صعبا، بسبب تغلب الطابع الفكري والفلسفي عليه، ويمتاز شعرها بصور رهيبة وقاسية، ومعقدة أيضا.. بجمل طويلة لدرجة أنك لم تعد تعرف من يتحدث، أو من هي الذات المتكلمة.
تشمل أعمالها مجالات الفلسفة وكذلك الشعر، وتتميز بالمزج بين التجربة الحية للحياة وتجربة التحويل من خلال الفن. تتشابك السيرة الذاتية والخيال في كتاباتها. فكّرت إنغبورغ باخمان كثيرا في كيفية الكتابة بعد الكارثة، وإمكانيات الأدب بعد عام 1945. كان الدفاع عن المدينة الفاضلة، اللغة القائمة على تجربة المعاناة، هو ما استقطب اهتمامها. هناك قط، ونمر في كتاباتها يقفزان في حلقك. إنها محاربة مثل سيلان. كما أنها حوار متحمس وصاخب مع الشعراء (ريلكه، بريشت، سيلان) كما هو الحال مع الفلاسفة، خاصة أدورنو، فيتغنشتاين، هيدغر. كانت إلى جوار بول سيلان شخصية عظيمة في الأدب الألماني بعد عام 1945. كانت مناضلة شرسة من أجل العدالة والسلام.
تعتبر ترجمة إنغبورغ باخمان عملا صعبا، بسبب تغلب الطابع الفكري والفلسفي عليه، ويمتاز شعرها بصور رهيبة وقاسية، ومعقدة أيضا.. بجمل طويلة لدرجة أنك لم تعد تعرف من يتحدث، أو من هي الذات المتكلمة. تتخلل كلماتها غابة من الرموز، فكر مجرد محجوب بالألغاز. وفوق كل ذلك هناك دقة تامة للكلمات، مدعومة بموسيقى طبيعية للكلمة المنطوقة، والقوة الوحشية للصور الشخصية التي تجعلنا نحلق بعيدا. معرفتها بالإيقاع والكثافة الإبداعية تضعها في مكانة عالية في الشعر الغنائي الألماني. كتاباتها فريدة من نوعها تتميز بكثير من الوقفات والجمل المضمنة في الجمل والرؤى المرعبة والقوة المؤثرة لصورها الشعرية. إنها فريدة من نوعها في الأدب ويتردد الكثيرون في ترجمتها، حيث إن قسوة لغتها الألمانية وكثافتها لن تجد لها صدى يذكر في اللغات الأخرى. صور الانحطاط واللغة الجريئة والحفر في كل جبننا، شعر باخمان هو قبل كل شيء تشكيك في وضعية الإنسان. في يوم من الأيام سنضطر إلى دراسة تأثيرها في بريخت. مثله، تعرف أنه في هذا المجتمع القمعي لا يوجد حب ممكن. ولن تكون قادرة على الصمت في وجه الظلم. هي المناضلة من أجل حقوق النساء. لن تكون كاتبة للمحرقة، بل كاتبة للعالم المعذب. على سبيل المثال، ستكون موضوعات الاستعمار والإبادة الجماعية في قلب «فرانزا». وكل رجل بالنسبة لها مستعمر للمرأة.
«لا تبدأ الفاشية مع سقوط أول قنبلة، ولا تبدأ بالإرهاب الذي يمكنك الكتابة عنه في كل صحيفة. تبدأ الفاشية في العلاقات بين الشعوب. الفاشية هي أول ما ينشأ بين علاقة الرجل بالمرأة». باخمان 1972. إن باخمان كاتبة غنائية وسياسية في العنف نفسه.
لقد نُسِيتْ الآن، لكنها ليست شاعرة ملعونة. إنها أسطورة. لن تكون أبدا شاعرة معرضة للسقوط كملاك، فهي شاعرة دائمة. تتميز أعمالها بالرمزية والالتزام. تتغذى على الثقافة اليونانية لكن أيضا على كلوبستوك وريلكه. كتاباتها موجزة، تسكنها صور سيريالية، سيكون لونها الدائم هو المعتم. تنقل شقاء غرامياتها وتحذيراتها إلى عالم على وشك الانهيار. تتنبأ بالكوارث المقبلة. لهذا الغرض، توظف الحكايات والصور الإنجيلية، خاصة تلك الموجودة في سفر التكوين.
«ننتظر إمكاناتنا في انعكاس المستحيل في الممكن. أن نُوَلّدَها، هذه العلاقة المتوترة التي نشأنا فيها، ولهذا أعتقد أنها ستحدث». باخمان.
تميل باخمان بطريقة استبطانية وغامضة إلى جانب سرير العالم المريض. هاجسها الوحيد هو الخوف من عودة الفاشية، ووضعية المرأة في عالم أبوي معادٍ، وكراهية الحياة اليومية والجبن. في روايتها الوحيدة، أبلغت فجأة عن كابوس: سيقتلها والدها، الذي أصبح نازيا، في غرفة الغاز. تجلِّ مريع لوالدها الذي مات قبلها بأشهر قليلة. كانت باخمان متيقظة لأسئلة الوجود ومستقبل البشر. كانت قوة مفعمة بالحيوية وخيبة الأمل. «لم تكن خائفة من طرح السؤال الأساسي المتمثل في معرفة كيفية إيقاف تصفية الأنا البشرية واختزالها إلى مجرد أداة». كريستين روشيل
«للحب انتصاراته، كما للموت أيضا
إنه الوقت؛ الوقت مرة أخرى.
لكننا لا نملك شيئا.
انحدار للنجوم من حولنا لا أكثر. انعكاس، صمت.
بعد ذلك، سترتفع الأغنية فوق الغبار
أعلى بكثير منا». (أغاني الهروب) باخمان