خطاب السينما العربية وصراع الهوية في القدس المحتلة

2022-01-27

عن دار ومضة للنشر والترجمة في الجزائر، صدر للكاتب والمترجم عبد الله الحيمر كتاب موسوم بعنوان «السينما العربية وصراع الهوية بالقدس». الكتاب يقع في 252 صفحة من القطع المتوسط، يفتح عبره الكاتب والمترجم عبدالله الحيمر، أسئلة كبيرة للدفاع عن فلسطين كمشروع حرية وتحرر، وعن الوجود الثقافي والتاريخي في المكان لمدينة القدس المحتلة. عمل إبداعي له خصوصيته، شمولي، ثقافي قي قراءته للقضية الفلسطينية بصيغة معاصرة. مؤلف من دراسة تفصيلية عن الهوية الثّقافية للقدس الشريف، وكيفية الحفاظ على هذا الإرث الروحي الإنساني، عن طريق السينما أمام التّهويد، الذي يتعرض له من طرف الصهاينة. كشهادة تاريخية تعتمد على وقائع ميدانية ووثائق سينمائية عالمية وعربية.

تتحدث عن مقاومة التطبيع الثقافي، وتبحث عن طرق جديدة لمقاومات التطبيع لدى النضال الفلسطيني والعربي، ودور المثقف العربي في المقاومة المضاعفة، في طرح أسئلة كبيرة حول السينما العربية ودورها في التوعية بقضية القدس المحتلة. كمدينة الأنبياء والتسامح وما تحمله من رموز ثقافية ودينية وتاريخية، تحاول دولة الاحتلال الإسرائيلي تهويدها بأساطير مزيفة من التوراة، وطمس هويتها العربية بشقيها الإسلامي والمسيحي. وامتلاك مخزونها الثقافي والحضاري، وتحويل الصراع إلى صراع ديني، يتماشى مع مصالحها في إثبات أن المدينة جزء من تاريخها لوحدها دون أصولها العربية.

الكتاب يستعرض بفصوله الأربعة عشرة الصراع العربي/ الصهيوني على مدينة القدس سينمائيا (القدس في السينما العالمية، سينما الإخوان لوميير/ في أفلام العهد القديم/ الإنجيل والتوراة/ في سينما المستوطنين/ في السينما الفلسطينية/ في السينما التاريخية العربية والأجنبية/ المهرجانات السينمائية العربية والقدس/ الهوية الثقافية لمدينة القدس والاحتلال الإسرائيلي/ السينما العربية وصراع الهوية في القدس/ فيلموغرافيا الأفلام العربية عن القدس وفلسطين). ويفضح أساليب السينما الاحتلالية في الكيان الصهيوني، وطبيعة الخطاب السينمائي ومضمونه في شقيه الديني والمعرفي، ومحتواه الذي ينتج ويشكل الشخصية الصهيونية، المعبأة عنصرية تجاه مدينة القدس وتاريخها العربي الإسلامي والمسيحي والإنساني عموماً.

في المقابل يقدم الكاتب القراءة المعاكسة للمرجعية السينمائية والتاريخية لمشروع السينما الصهيونية (سينما أبطال التوراة /سينما المستوطنين/ سينما إسرائيل المحتلة…) وعلاقتها بمدينة القدس المحتلة. كما يتطرق الكتاب إلى تاريخ السينما الفلسطينية في القدس منذ سنة 1935 وصولا إلى سنة 1965، حيث جاءت السينما الفلسطينية كسلاح مقاومة، نتيجة حالة الشتات، وتأسيس كيان سياسي يتبنى مشروعاً سينمائياً، وتحقق ذلك بقرار منظمة التحرير الفلسطينية، التي دعمت مشاريع سينمائية، لتقدم رواية بديلة، للرواية التي حاول الصهاينة تقديمها عن الشعب الفلسطيني لفترة طويلة، خاصةً من خلال إنكار الوجود الفلسطيني، ومحاولة تصوير الجيش الفلسطيني، بمظهر الضعيف والمستسلم و»شعب دون أرض» ومن خلال إخفاء هذا الكمّ الكبير من الصور والأفلام، التي تروي بطولات الشعب الفلسطيني. والكتاب رحلة معرفية تضع القارئ والباحث أمام دراسة أنطولوجية سينمائية لأفلام الفلسطينية الحديثة، سواء القصيرة أو الطويلة في مدينة القدس. وفيلموغرافيا السينما العربية عن مدينة القدس والقضية الفلسطينية في كل من مصر وسوريا. وتحاول كذلك ملء الفراغ الحاصل في الكتب والمرجعيات المتناولة لقضية مدينة القدس المحتلة في السينما العربية والعالمية.

وينهي الكتاب رحلته، في كيفية مواجهة صراع الهوية عربيا مع الصهاينة سينمائيا. والدور المهم للثقافة العربية، في إعادة إنتاج خطاب سينمائي جديد في ظل التحديات الصهيونية، التي تحاول تشويه تاريخ ومعالم مدينة القدس الشريف. والدور السينمائي المهم المطلوب من المثقف العربي، في المواجهة الحضارية مع المخيلة الصهيونية المريضة للتاريخ. باعتبار الثقافة السينمائية إحدى ركائز الدفاع السلمي، للتعبير عن القضية الفلسطينية، واستقطاب الدول الصديقة الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني العادلة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي