ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي يحتفي بأربعة أدباء تونسيين

متابعات الأمة برس
2022-01-23

بن سلامة والمزغني وخريف والذوادي خدموا الأدب التونسي بإخلاص (ملتقى الشارقة)الشارقة – يحلّ ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي الذي تنظمه دائرة الثقافة بالشارقة في دورته السابعة في تونس في الثامن والعشرين من يناير الجاري حيث سيكرم الملتقى أربعة أدباء تونسيين كان لهم بالغ الأثر في المدونة الأدبية التونسية والعربية، وهم الشاعر المنصف المزغنّي والكاتب بشير بن سلامة والأديبان رشيد الذوادي ومحمد خريّف.

وأول المكرمين المنصف المزغني هو كاتب وشاعر تونسي أصيل مدينة صفاقس التونسية من مواليد 1954، وقد انتقل ليستقر في العاصمة تونس منذ سبعينات القرن الماضي، حيث تنقل في العمل بين عدة مؤسسات، فقد بدأ مدرسا ثم التحق بالعمل الإداري في وزارة التربية التونسية، ليستقر به المطاف في التسعينات مديرا لبيت الشعر التونسي إلى أن غادره سنة 2012.

وللمزغني العديد من المؤلفات في الشعر نذكر منها “عناقيد الفرح الخاوي” 1981، “حصان الريح وعصفورة الحديد” (مسرحية شعرية للأطفال)، كما كتب ما يسمى الملاحم الشعرية مثل “عياش” 1982، “قوس الرياح” 1989، “حنظلة العلي” 1989.

ونال الشاعر العديد من الجوائز الشعرية بينها وسام الاستحقاق الثقافي التونسي مرتين عامي 1992 و1999، وترجمت نصوصه إلى عدة لغات عالمية.

أما البشير بن سلامة المولود عام 1931، والمتخرّج من دار المعلمين العليا /قسم اللغة والآداب العربيّة، فقد كان من أبرز المثقفين الذين ساهموا مساهمة فعّالة في بناء دولة الاستقلال. فقد تقلّد مناصب رفيعة طوال فترة حكم بورقيبة التي استمرت ثلاثين عاما. فكان مديرا للإذاعة والتلفزة. وكان نائبا في البرلمان، وعضوا في الديوان السياسي للحزب الاشتراكي الدستوري، ثم وزيرا للثقافة في حكومة الراحل محمد مزالي (1980 – 1986).

وعلى مدى ثلاثة عقود، كان بن سلامة سكرتير تحرير مجلة “الفكر” التي أسّسها مزالي في أواخر الخمسينات من القرن الماضي، اقتداء بمجلة “الفكر” الفرنسية لصاحبها إيمانويل مونييه صاحب مذهب “الشخصانيّة”.

وصدرت له العديد من المؤلفات، نذكر منها “التيارات الأدبية في تونس المعاصرة، وصدرت عن دار المعارف في سوسة، تونس 1996، و”عادل” (رواية) صدرت عن مؤسسات بن عبدالله تونس في العام 1991.

أما الأديب رشيد الذوادي (مواليد الثامن من مارس 1936) فهو كاتب أثرى المكتبة التونسية بالعديد من المؤلفات التي حاولت التأريخ للحركات الوطنية وللأدباء مثل كتابه “أدباء تونسيون”، الصادر بين تونس والقاهرة سنة 1971 و”جماعة تحت السور”، تونس 1975، “رحلة في الشعر التونسي” القاهرة 1986، كما ناقش قضايا أدبية هامة مثل ما قدمه في كتابه “بعد الشابي” الصادر في القاهرة 1993، و”الخفاجي أديبا وناقدا” 1996، وغيرها من المؤلفات.

ويكتب الأديب محمد خريف الذي عمل أستاذا للغة والآداب العربية والترجمة، في التجريب الروائي والنقدي باللغتين العربية والفرنسية. ويتراوح إنتاجه الأدبي بين التجريب الروائي والتجريب النقدي.

ومن روايات خريف نذكر “حليب العُلّيق” 1994، “بطّاح الملاّسين” 2002، “رُخامة الإسفنج” 2005، “زغب الأصداف” 2007، كما كتب في النقد العديد من المؤلفات نذكر منها “استعارة الاستعارة” 1993، “النثر والنثرية” 2008، “في النقدية العربية” 2013.

الملتقى اختار الأدباء التونسيين المكرمين نظرا إلى تجاربهم الطويلة في مجال الإبداع والأدب والثقافة، وعرفانا بما قدموه من مؤلفات في مختلف المجالات ومن خدمات للثقافة العربية

وعلاوة على تقديم شهادات التكريم للمكرمين يسعى الملتقى كذلك للإضاءة على عطاءات المكرمين وطباعة أعمالهم وتعميمها لفائدة الأجيال الحالية والمستقبلية. ويهدف الملتقى إلى تكريم الشخصيات العربية التي أسهمت في خدمة الثقافة العربية المعاصرة إيمانا بأهمية دعم المثقفين العرب.

وينتقل الملتقى في كل دورة إلى بلد عربي لتكريم عدد من مثقفيه وأدبائه وهي خطوة دأب على ترسيخها عبر احتفائه بأدباء الأردن ومصر والسودان وغيرها من الدول العربية، في وفاء لهم وتسليط الضوء على إنجازاتهم وتأثيراتهم على مر عقود في الساحة الثقافية سواء على المستوى المحلي أو العربي.

واختار الملتقى الأدباء التونسيين المكرمين نظرا إلى تجاربهم الطويلة في مجال الإبداع والأدب والثقافة، وعرفانا بما قدموه من مؤلفات في مختلف المجالات ومن خدمات للثقافة العربية.

وقال عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة “يستمر ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي في تكريم القامات الثقافية التي أثرت الساحة الأدبية العربية بنتاج إبداعي كبير وها هو اليوم يُنظم في تونس البلد العربي الشقيق للاحتفاء بأربعة من مثقفيه الكبار وللتأكيد على التعاون الثقافي المثمر بين تونس والشارقة والمتمثل في كثير من المجالات الثقافية”.

وأشار العويس إلى أن الملتقى يعبر عن حرص الشارقة على أهمية دعم المثقفين العرب الذين ساهموا في بناء المشهد الثقافي العربي، مضيفا أن من أبرز ما يهدف إليه التكريم هو التثمين والاعتراف بالعطاء الفكري الذي بُني على مدى سنوات من العطاء ونتاجهم الأدبي إلى المكتبة العربية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي