لوفيغارو: في حلب.. توقفت القذائف وحل مكانها الجوع والبؤس

2022-01-03

ثاني مدن سوريا تحت وطأة أزمة اقتصادية واجتماعية مريرة جعلت من نجوا من ويلات الحرب يعيشون ألوانا من الجوع والبؤس (د ب أ)

بعد أن عانت من تدمير هائل بسبب الحرب، تئن اليوم ثاني مدن سوريا تحت وطأة أزمة اقتصادية واجتماعية مريرة جعلت من نجوا من ويلات الحرب يعيشون ألوانا من الجوع والبؤس.

هذا ما خرجت به موفدة صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية إلى حلب، غويون دو مونتيو، في تقرير لها من هذه المدينة المنكوبة، حيث يقبع 90% من السكان في فقر مدقع، وحيث أصبحت وتيرة الحياة يحددها وقع نقص المواد الأساسية.

وضاعف من تلك المعاناة -حسب المراسلة- ما يفرضه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من عقوبات اقتصادية على النظام السوري شلت الواردات ومشاريع إعادة الإعمار والنظام المصرفي.

صحيح أن القصف قد توقف، لكنه خلف وراءه أكواما من الحجارة وكتلا من الطين في الشوارع لا يملك أحد القوة أو الرغبة في إزالتها، فالرجال تفرقوا في جميع أنحاء البلاد، بعضهم مات في الحرب والبعص فُقد -مثل 100 ألف سوري- ومنهم كذلك من غادر البلاد لتجربة حظه في مكان آخر، وهناك الهروب من التجنيد الذي هو إجباري على كل فتى خريج يتراوح عمره بين 18 و39 عاما، وفقا للكاتبة.

وغدت النساء -حسب الكاتبة- في الخط الأمامي لهذا السلام الغريب الذي يبدو أشبه بإطالة لا نهاية لها للحرب، وأصبح اعتمادهن في الأساس على هذا المجتمع السوري الموحد بعمق، إذ يستفدن من دعم الجيران والأقارب والأصدقاء للاعتناء بعائلاتهن.

وتوضح مديرة مدرسة عامة للمراسلة أن "الكثير من الأطفال يعيشون مع أجدادهم"، مشيرة إلى أنها تلاحظ لدى هؤلاء الأطفال شكلاً من أشكال الغضب والكراهية والعنف حين يتصرفون مع زملائهم وقت الفسحة في ساحة المدرسة، كما أنهم -وبسبب البرد ونقص التدفئة- يحتفظون بمعاطفهم على ظهورهم طوال الوقت.

وتصف المراسلة الوضع العام في حلب، فتقول: "سواء في المدارس أو المنازل، فإن الكهرباء لا تزال شحيحة، وأسعار زيت الوقود باهظة الثمن، أما النظافة فهي في حدها الأدنى والإرهاق هو سيد الموقف".

وحسب المراسلة، فإن لدى العائلات قسائم للحصول على الحليب والدقيق والسكر والخبز، مما يسمح لها بالبقاء على قيد الحياة، وقد يستغرق الانتظار في الطابور عدة ساعات أمام المخابز الرخيصة.

أما في سوق الخشب القديم في حلب، فقد التهمت نيران الحرب ما يقرب من 1550 كشكًا، يزيد عمر كل واحد منها -في الغالب- على عدة قرون، وقد ذهب معها مخزونها من التطريز والذهب والعباءات المتلألئة.

وفي ورشة لإعادة بناء سوق حلب القديم المهدم، يقوم عدد قليل من الأطفال بالمساعدة في جمع الحجارة، وسحب العربات اليدوية وتقديم الشاي للعمال، وكل ذلك بمقابل دولار واحد في اليوم، وإنهم يسهمون بذلك في الجهود الخجولة لإعادة سوق السقاطية إلى سابق عهدها، وذلك بفضل تمويل من مؤسسة الآغا خان.







شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي