افتراضي الفرق بين العبادة و توحيد العبادة والشرك فى العبادة

2021-12-31

محمدعبداللطيف

توحيد الالوهية - هو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة ونفي العبادة عن كل ما سوى الله، وضِدُّ ذلك هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله وهو الشرك بالله عز وجل.
فلا يجوز صرف شيء من العبادة لغير الله، ومن صرف منها شيئا لغيره؛ فقد جعل ذلك الغير شريكا له في الألوهية، وصَرْفُ شيء من أنواع العبادة لغير الله كصرف جميعها، فلا إله إلا الله، تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى، وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له.
ودين الإسلام هو الاستسلام لله وحده، والخضوع له وحده، وأن لا يُعبد بجميع أنواع العبادة سواه. وإخلاص الدين هو: صرف جميع أنواع العبادة لله تعالى وحده لا شريك له ؛ وذلك بأن لا يُدعى إلا الله، ولا يستغاث إلا بالله، ولا يذبح إلا لله، ولا يخشى ولا يرجى سواه، ولا يُرهب ولا يُرغب إلا فيما لديه، ولا يتوكل في جميع الأمور إلا عليه، وأن العبادة كلها لله تعالى، لا يصلح منها شيء لملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا غيرهما؛ وهذا هو بعينه توحيد الألوهية الذي أسس الإسلام عليه، وانفرد به المسلم عن الكافر، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله.
ولا إله إلا الله، ليست باللسان فقط، بل لابد لمن يريد أن يكون من أهلها أن يعرف معناها ويعتقده ويشهد به ويعمل وينقاد له.
وأكثر من يقول لا إله إلا الله اليوم يجهل معناها ولا يفرق بين التوحيد والشرك، فلا يعلم أن دعاء غير الله أو التوكل أو الاستعاذة أو الذبح والنذر لغير الله شرك بالله يهدم قول لا إله إلا الله ويبطله.
وكذلك لا يعلمون أن اتباع شريعة غير الله أو الحكم بها أو الرضا والمتابعة بتحكيمها شرك وكفر بالله العظيم لا ينفع معه قول لا إله إلا الله وإن قالها في اليوم ألف مرة.
فيجب على مريد النجاة من الشرك الاكبر تعلم التوحيد وما يضاده ويهدمه من الشرك؛ فإن هذا من أول الواجبات عليك، ولن تعرف الإسلام إلا إذا عرفت التوحيد الذي تدل عليه كلمة لا إله إلا الله، وعرفت ما تنفيه وما تثبته.
وليس ذلك بعسير إن شاء الله فاستعن بالله ولا تعجز.

فالتوحيد هو عبادة الله وحده، والشرك هو عبادة غير الله.
مثلا: الصلاة عبادة، فالصلاة لله وحده توحيد، والصلاة لغير الله شرك.
فالموحد هو الذي يصلي لله وحده، ومن صلى لله ولغير الله صار مشركا.
وكذلك سائر أنواع العبادة.
فإذا كان من صلى لغير الله، أو ركع لغير الله، أو سجد لغير الله، فقد أشرك في عبادة الله غيره، فكذلك من ذبح القربان لغير الله، أو دعا غير الله فقد أشرك في عبادة الله غيره.
فإذا عرفت هذا عرفت أصل الدين الذي يفرق بين المسلم والكافر وبين الإسلام والكفر وهو معنى لا إله إلا الله.
ولابد أن تعلم أنه:
• لا فرق بين عبادة وأخرى في وجوب إخلاصها لله وحده.
• وأن التوحيد لا يصح إلا إذا كانت العبادة كلها لله.
• وأن الشرك يحصل بصرف عبادة واحدة لغير الله حتى وإن لم يشرك في باقي العبادات.
• وأنه لا فرق بين صرف العبادة لملَك أو نبي أو ولي أو جن أو شيطان أو حجر أو شجر أو شيخ أو حاكم ؛ كل ذلك شرك بالله، يستوي من عبد الملائكة والأنبياء والصالحين ومن عبد الأصنام والجن والشمس والقمر؛ كل أولئك مشركون بالله.
أرأيت أن الصعوبة والمشقة ليست في معرفة التوحيد ولكن في التزامه والعمل به والموالاة والمعاداة عليه.
الإيمان بلا إله إلا الله يتحقق بثلاثة أمور:
ألا تعبد إلا الله، ولا تشرك به شيئا، وتخلع وتكفر بما يعبد من دونه. اعتقادا وقولا وعملا.

وتحقيق الأمرين الأولين في واقع الحياة على النحو التالي:
ألا تعبد بجميع أنواع العبادة إلا الله، ولا تعبد غيره بأي نوع من أنواع العبادة
فإن عبدت الله وحده ولم تعبد غيره فأنت موحد مؤمن بلا إله إلا الله
وإن عبدت الله وعبدت غيره صرت مشركا كافرا بلا إله إلا الله وإن قلتها بلسانك.
والآن لنستبدل لفظ (عَبَدَ) في الكلام السابق بأنواع العبادة التي ذكرناها
فمثلا الصلاة عبادة.
فالتوحيد ألا تصلي إلا لله ولا تصلي لغيره.
فإن صليت لله وحده ولم تصل لغيره فأنت موحد مؤمن بلا إله إلا الله.
وإن صليت لله وصليت لغير الله صِرْتَ مشركا كافرا بلا إله إلا الله وإن قلتها بلسانك.
والدعاء عبادة
فالتوحيد ألا تدعو إلا الله ولا تدعو غيره.
فإن دعوت الله وحده ولم تدعُ غيره فأنت موحد مؤمن بلا إله إلا الله.
وإن دعوت الله ودعوت غير الله صِرْتَ مشركا كافرا بلا إله إلا الله وإن قلتها بلسانك.
هل فهمت الآن؟
-
والتوكل عبادة وهو اعتماد القلب على الله في جلب الخير ودفع الشر
فالتوحيد ألا تتوكل إلا على الله ولا تتوكل على غيره.
فإن توكلت على الله وحده ولم تتوكل على غيره فأنت موحد مؤمن بلا إله إلا الله.
وإن توكلت على الله وتوكلت على غير الله صِرْتَ مشركا كافرا بلا إله إلا الله وإن قلتها بلسانك.
-
وقس على ذلك المحبة والخوف والرجاء والخشوع والخشية والذبح والطواف والاعتكاف والنذر والتوبة والإنابة وغير ذلك.


ومن العبادة أيضا: الحكم بين الناس بما أنزل الله.
فالتوحيد ألا نحكم إلا بما أنزل الله ولا نحكم بما شرع غيره.
فإن حكمنا بما أنزل الله وحده ولم نحكم بما شرع غيره فنحن على الإسلام موحدون مؤمنون بلا إله إلا الله.
فالتوحيد ألا نحتكم ولا نتحاكم في كل صغيرة وكبيرة إلا لحكم الله ورسوله ولا نحتكم ولا نتحاكم إلى غير الله ورسوله.
فإن احتكمنا وتحاكمنا إلى شريعة الله وحده ولم نحتكم أو نتحاكم إلى ما شرع غيره فنحن على الإسلام موحدون مؤمنون بلا إله إلا الله. ---قال سليمان بن عبدالله :: ﴿يَزْعُمُونَ﴾ نفي لما زعموه من الإيمان، ولهذا لم يقل: «ألم تر إلى الذين آمنوا»، فإنهم لو كانوا من أهل الإيمان حقيقة لم يريدوا أن يتحاكموا إلى غير الله تعالى ورسوله r، ولم يقل فيهم «يزعمون»، فإن هذا إنما يقال غالبًا لمن ادّعى دعوى هو فيها كاذب، أو منزل منزلة الكاذب، لمخالفته لموجبها وعمله بما ينافيها:
قال ابن كثير: والآية ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكم إلى ما سواهما من الباطل، وهو المراد بالطاغوت ههنا
ـ «لقد» حسم النبي صلى الله عليه وسلم كل وسائل، ومواد الشرك، ليبقى التوحيد خالصًا.
كذلك طاعة الله فيما أحله وفيما حرمه واتباعه فيما شرعه عبادة
فالتوحيد ألا نطيع ولا نتبع إلا ما شرعه الله وحده في التحليل والتحريم والحدود والعقوبات والمعاملات والحقوق والواجبات وغيرها ولا نطيع ولا نتبع ما شرع غيره في ذلك كله.
فإن أطعنا الله وحده واتبعنا ما شرعه في ذلك كله ، ولم نطع غيره فيما يخالفه ولم نتبع ما شرعه غيره في ذلك كله فنحن على الإسلام موحدون مؤمنون بلا إله إلا الله.
وإن أطعنا الله واتبعنا ما شرعه في جانب ، وأطعنا غيره فى التحليل والتحريم واتبعنا شريعة غيره في جانب آخر خرجنا عن الإسلام وصِرْنا مشركين كافرين بلا إله إلا الله وإن قلناها بألسنتنا.
وهكذا سائر أنواع العبادة وكل ما شرعه الله من الدين، كل ذلك يجب أن يكون خالصا لله وحده.
فمن فهم هذا فقد عرف كيف يُفرد الله بالعبادة.
هذا هو بيان قولنا: ألا تعبد إلا الله ، ولا تشرك به شيئا

عن : https://majles.alukah.net/t171077/








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي