ميدل إيست آي: ماذا يعني الجدار الحديدي الإسرائيلي للفلسطينيين المحاصرين؟

2021-12-14

الجدار المعدني تحت الأرض سيجعل حفر الأنفاق خارج غزة صعبا للغاية (أ ف ب)

"ماذا يعني الجدار الحديدي الإسرائيلي للفلسطينيين المحاصرين؟"، بهذا العنوان جاء مقال بموقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye)، الثلاثاء 14ديسمبر2021، ليتحدث عن عشرات الهوائيات ومئات الكاميرات والرادارات المثبتة على التحصينات المحيطة بغزة.

وأشار المقال الذي أعده المحرران بالموقع البريطاني -أندريه بوبوفيتشيو ولبنى مصاروة- إلى أن الجدار والسياج الحديدي الإسرائيلي الجديد، الذي بلغت قيمته 1.1 مليار دولار ويمتد على طول الحدود بين إسرائيل والقطاع، أشيد به باعتباره "الوحيد من نوعه في العالم" عند تدشينه الثلاثاء الماضي.

وبالنسبة لإسرائيل، كان تتويجا لعمل استمر 3 سنوات ونصف السنة، وكان الأحدث في سلسلة التحصينات والإجراءات الأمنية التي عزلت غزة والضفة الغربية المحتلة وخنقت الآمال في حل الدولتين.

وأردف الكاتبان أنه بالنسبة لمليوني ونصف المليون فلسطيني يعيشون في غزة -نصفهم من الأطفال- يمثل الجدار المتطور أكثر من مجرد ابتكار تكنولوجي أو أمنى، فهو تأكيد على أنهم يعيشون في أكبر "سجن مفتوح" في العالم.

تقول رويدة أمير -وهي معلمة وصحفية من سكان غزة- "لقد ترك الجدار أثرا نفسيا هائلا على سكان غزة، وخاصة الشباب، ونشعر الآن أننا في سجن يجسده هذا الجدار الفولاذي المحيط بنا".

وأشار المقال إلى أن الحاجز الإسرائيلي الجديد -الممتد على مسافة 65 كيلومترا من الحدود المصرية حول القطاع ويطل على البحر المتوسط- مليء بأجهزة المراقبة، وشيد باستخدام 140 ألف طن من الحديد والصلب. وفوق الأرض، الحاجز عبارة عن سياج يرتفع لأكثر من 6 أمتار، وبه أيضا جدار معدني يقع على عدة أمتار تحت الأرض ومزود بأجهزة استشعار. ويضم الجدار نظام أسلحة يتحكم فيه عن بعد وحاجزا بحريا بأجهزة مراقبة يمكنها اكتشاف التوغلات عبر الطرق البحرية.

ولفت الكاتبان إلى أن الجدار المعدني تحت الأرض سيجعل حفر الأنفاق خارج غزة صعبا للغاية، حيث إنها كانت تستخدم كشريان حياة للفلسطينيين الذين خنقهم الحصار وحركة المقاومة الإسلامية حماس التي تستخدمها في التهريب وشن الهجمات.

وأضافا أن إسرائيل ليست وحدها التي تفرض حصارا على غزة منذ عام 2007 إثر سيطرة  حماس على القطاع، بل فرضت مصر هي الأخرى حصارا على غزة، ونادرا ما سمحت بفتح معبر رفح. وعام 2020، أكملت سياجا بطول 14 كيلومترا على طول حدودها مع القطاع.

وتابعا بأن حاجز غزة ليس أول جدار إسرائيلي؛ إذ يمتد جدار فصل آخر مثير للجدل لمسافة 700 كيلومتر بين إسرائيل والضفة الغربية بدأ تشييده عام 2002، ويجمع بين الجدران الخرسانية وأبراج المراقبة والسياج.

ويخترق عمق الأرض الفلسطينية، وغالبا ما يمنع الفلسطينيين من الوصول إلى ممتلكاتهم الخاصة ويعزلهم عن القدس. كما تخطط إسرائيل للبدء في بناء سياج على حدودها مع لبنان العام القادم، إضافة إلى السياج الموجود فعلا الذي يعود تاريخه إلى عام 1970.

واختتم المقال بما قالته رويدة أمير "نسمع أحيانا أن هناك جهودا تبذل من شأنها أن تجعل وصولنا إلى العالم ممكنا، لكن هذا السور الآن يهدف إلى إبقائنا في هذا السجن، والهدف هو قتل أملنا في الحياة وعزلنا عن العالم والضفة الغربية". وأضافت "بدلا من إيجاد حلول للحصار، أصبح الآن دائما. ومع ذلك، لن تتمكن إسرائيل من دفن غزة وراء هذا الجدار".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي