بين الحوادث والخطف والقتل.. عمال التوصيل في مكسيكو ينشدون الحماية

ا ف ب – الأمة برس
2021-12-06

ساول غوميز مؤسس تجمع مدافع عن حقوق عمال التوصيل (ا ف ب)

مكسيكو: عشرات حوادث السير القاتلة أو الخطف أو حتى القتل... واقع مرير يعيشه عمال التوصيل في مكسيكو الذين يوحدون جهودهم بمواجهة منصات عملاقة مثل أوبر، على غرار زملاء لهم في أوروبا، مع تكثيف المساعي لمكافحة المخاطر في العاصمة المكسيكية.

وتقدم المفوضية الأوروبية الأربعاء اقتراحا لتعزيز حقوق مقدمي الخدمات المتعاقدين مع أوبر وشركات أخرى مشابهة بينها دليفرو وديدي، بحسب صحيفة "فايننشل تايمز".

وقال المفوض الأوروبي للعمل نيكولاس شميت في تصريحات أوردتها الصحيفة البريطانية المرجعية في شباط/فبراير الفائت "نريد أن يحصل العاملون على المنصات على الحقوق عينها كسائر العمال".

وفي مكسيكو، يواصل فيكتور البالغ 33 عاما العمل في توصيل الطعام رغم أنه يمشي متكئا على عصا مع ساق اصطناعية في الجهة اليسرى إثر تعرضه لحادث أدى إلى بتر ساقه من الركبة قبل عام.

ويؤكد الشاب قبل توجهه لتوصيل طلبية زبون في أحد أحياء جنوب مكسيكو "كنت أقود الدراجة النارية يوم الأحد. هذا كلّ ما أتذكره. استيقظت يوم الجمعة من دون ساق. حصل الحادث بسبب سيارة إسعاف كانت تسير عكس اتجاه السير".

ويضيف فيكتور "بعد حادثي، لم أتلق مساعدة من أحد، لا من الحكومة ولا سيارة الإسعاف التي صدمتني ولا شركة التأمين. لقد دفعتُ مع عائلتي النفقات".

رغم أن الحادث لم يحصل خلال عملية توصيل، بات فيكتور وجها إعلاميا معروفا يمثل أعضاء تجمع يحمل عنوان "ني أون ريبارتيدور مينوس" ("لن ينقص منا عامل توصيل واحد") ويطالب أعضاؤه بحقوق اجتماعية وتقديمات أخرى.

ويوضح ساول غوميز أحد مؤسسي التجمع "مطالبنا تبدأ بتأمين السلامة المرورية"، مضيفا "نتكلم عن 56 زميلا قضوا بين آذار/مارس 2020 وتشرين الثاني/نوفمبر 2021، بينهم 52 توفوا في حوادث مرورية، وأربعة قضوا قتلا أو طعنا".

وأعلن التجمع أخيرا عن ارتفاع الحصيلة إلى 57 ضحية، عبر نشره على تويتر صورة دراجة نارية انقلبت أرضا مع حقيبة ظهر على الطريق.

ويصعب التحقق رسميا من دقة هذه الأرقام من مصدر مستقل. وتُعرف مكسيكو بخطورتها على سائقي الدراجات والمشاة، رغم وجود مسارات للدراجين في الأحياء الراقية.

اعتداءات جسدية

وإضافة إلى نقص السلامة المرورية، تهدد أخطار أخرى عمال التوصيل في العاصمة المكسيكية التي تعد ما بين تسعة وعشرة ملايين نسمة، أو ضعف هذا العدد مع احتساب الضواحي الواقعة في مكسيكو الكبرى.

وتؤكد شابة في سن 34 عاما تعرف عن نفسها بأنها ممثلة عاطلة من العمل، أنها تعرضت للاحتجاز خلال عملية توصيل في حي بولانكو الراقي سنة 2020 في بداية الجائحة.

وتقول "كان الشخص غنيا وعرض علي العمل لإدخالي إلى شقته. وقلت له إني لا أريد الدخول"، مؤكدة أنها تلقت تهديدات بالقتل من الرجل المذكور.

وتقول الشابة إن "المنصة لم تفعل شيئا البتة"، منتقدة عدم وجود خاصية تتيح لعمال التوصيل الشكوى من المستخدمين الذين يستغلون موقعهم المهيمن. وتوضح "تم الإبلاغ عن بعض العناوين على التطبيق. لكن مع ذلك، لا يزال أصحابها يستخدمونه بحرية".

وتضيف المكسيكية الشابة "لم أبلغ عما حصل معي لأن السلطات في المكسيك لا تفعل شيئا. هو شخص متمول ونافذ".

ويتعذر التحقق من صحة هذه الرواية. وفي آذار/مارس 2020، في بداية الجائحة التي زادت اللجوء إلى خدمات المنصات الإلكترونية، نشرت شركة "غروبو ألفا" الخاصة للأمن بيانا تداولته صحف عدة أشارت فيه إلى أن عمال توصيل تعرضوا للاحتجاز على يد منحرفين بهدف سرقة بيانات وعناوين زبائنهم. وبات المستخدمون بذلك هدفا محتملا لاعتداءات في منازلهم بمجرد طلب عملية توصيل.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي