جزر سليمان.. عودة الهدوء إلى العاصمة بعد أعمال شغب دامية

ا ف ب – الأمة برس
2021-11-27

رجل يتفقد الأضرار في هونيارا 27 نوفمبر 2021 (ا ف ب)

هونيارا:عاد الهدوء إلى هونيارا عاصمة جزر سليمان السبت 27 نوفمبر 2021 بعد أيام من أعمال شغب أودت بثلاثة أشخاص على الأقل وحولت أجزاء من المدينة إلى انقاض متفحمة.

وبدأت محطات الوقود ومتاجر وأنشطة تجارية أخرى بإعادة فتح أبوابها وسط تهافت أهالي هونيهار على المحلات لشراء السلع الضرورية مع تراجع أعمال العنف.

وقالت أودري أواو وهي أم عاملة إن "الوضع متوتر جدا، ويمكن أن يحدث اي شيء في اي وقت" معبرة عن خشيتها من نفاد المواد الغذائية سريعا من المتاجر.

والتظاهرة المحدودة التي بدأت الاربعاء، سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف واسعة، وانضم أهالي هونيارا الفقراء إلى المحتجين المناهضين للحكومة في نهب متاجر كسرت واجهاتها أو أضرمت فيها النيران.

على مدى ثلاثة أيام نزل مثيرو شغب غاضبون إلى شوارع العاصمة الساحلية الهادئة إجمالا، للمطالبة بإقالة رئيس الوزراء ماناسيه سوغافاره.

وفاقمت إجراءات إغلاق مرتبطة بجائحة كوفيد، صعوبات الاقتصاد المنهك أساسا وزادت من مستويات البطالة والفقر بين السكان البالغ عددهم نحو 800 ألف شخص.

وفي تقديرات أولية للخسائر نشرها البنك المركزي لجزر سليمان، تعرض 56 مبنى في العاصمة للحرق والنهب، فيما يحتاج العديد من الأنشطة التجارية سنة للتعافي.

وتوقع محافظ البنك أن تبلغ كلفة الخسائر 28 مليون دولار على الأقل (24,7 مليون يورو) محذرا من أن الحسابات المالية للدولة التي تواجه صعوبة في التعافي من الجائحة، تلقت ضربة أخرى بسبب أعمال الشغب.

وستُنشر تقديرات أكثر دقة للأضرار في الأيام القادمة، وفق المحافظ.

وقال سلسون، موظف عمره 32 عاما، لوكالة فرانس برس "على رئيس الحكومة أن يستقيل ... هذا مطلب جميع مواطني جزر سليمان".

قالت الشرطة إنها بصدد تحديد هوية القتلى الثلاثة الذين عثر على جثثهم متفحمة في متجر في الحي الصيني بهونيارا الذي اضرمت فيه النيران.

وانتشرت الشرطة المدججة بالسلاح في شوارع مجاورة، فيما بدأ الأهالي عمليات التنظيف واستؤنفت خدمة الحافلات بشكل محدود.

ويبدو أن حظر تجول ليلي واستدعاء نحو 150 عنصرًا لحفظ السلام من استراليا وبابوا غينيا الجديدة، ساهما في تهدئة التوتر.

مثيرو شغب جائعون

يعتقد العديد من أهالي جزر سليمان أن حكومتهم فاسدة ومرتهنة لبكين ومصالح أجنبية أخرى.

قال كبير المسؤولين في خدمة الإسعاف سانت جون، دوغلاس كيلسون، لوكالة فرانس برس إن "غالبية الناس بالكاد يحصلون على وجبة طعام يوميا، لا يوجد سياح وهناك القليل من إجراءات التحفيز الاقتصادي".

ورأى أنه "عندما يكون الناس جياعا يقومون بأشياء لا يفعلونها عادة".

صب المتظاهرون غضبهم على سوغافاره وحكومته وحاول بعضهم إحراق البرلمان ومقر رئيس الحكومة، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وأطلقت العيارات التحذيرية.

وتم توقيف أكثر من 100 شخص في أعقاب أعمال الشغب حسبما أعلنت شرطة جزر سليمان السبت.

وقال المفوض موستين مانغاو "لا أحد فوق القانون".

تركيع الدولة

ومع تفاقم التوتر ناشد سوغافاره الدول المجاورة تقديم مساعدة عاجلة.

وفي رسالة اطلعت عليها فرانس برس قال رئيس الوزراء لنظيره في بابوا غينيا الجديدة جيمس مارابه إن "عناصر معينة" حاولت إطاحة حكومة منتخبة ديموقراطيا" ودعا لإرسال رجال لحفظ السلام "لثلاثة إلى أربعة أسابيع".

في رسالة إلى الأمة قال سوغافاره إن أعمال الشغب تسببت في "تركيع" الدولة لكنه تعهد صد الدعوات المطالبة باستقالته.

غير أن الوضع السياسي لا يزال مشحونا. فقد دعا قادة المعارضة السبت إلى طرح الثقة بحكومة سوغافاره لكنهم قد لا يحصلون على الأصوات الكافية لإزاحته وربما تتسبب خطوتهم باشعال فتيل اضطرابات أخرى.

ويقول الزعيم الموالي لبكين إن قوى أجنبية عارضت قراره في 2019 نقل الاعتراف الدبلوماسي من تايوان إلى الصين، تقف وراء الاضطرابات.

غير أن آخرين أشاروا إلى توترات بين الجزر وتفشي البطالة على نطاق واسع بين السكان الذين تقل أعمار 40 بالمئة منهم عن 14 عاما.

والدولة الأرخبيل شهدت منذ عقود توترات إتنية وسياسية.

ويشكو أبناء جزيرة مالايتا باستمرار من تهميش الحكومة المركزية لجزيرتهم وقد تفاقمت الخلافات مع اعتراف سوغافاره ببكين.

دانت الحكومة الصينية الجمعة أعمال العنف وتعهدت "ضمان سلامة المواطنين والمؤسسات الصينية وحقوقهم المشروعة ومصالحهم".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي