الغارديان: غرق الأكراد في بحر المانش لن يردع اليائسين في كردستان من ركوب الخطر

2021-11-26

الأخبار عن الغرق في البحر وعلى مسافة قصيرة من بريطانيا تلقّاها المواطنون بصمت مكتوم في العاصمة إربيل (أ ف ب)

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعده مراسلها في الشرق الأوسط، مارتن شولوف، قال فيه إن وفاة أكراد بعد غرق قارب المهاجرين في بحر المانش لن يبطئ عملية الخروج المستمرة من كردستان العراق.

وأضاف أن الكثيرين من أبناء المنطقة مستعدون للقيام بالرحلة المحفوفة بالمخاطر. ويتساءل عن دوافع المهاجرين من العراق قائلا: “هل دفعهم اليأس نحو الشواطئ الأوروبية المتجمدة أم أن آلاف الأكراد يقومون بالرحلة الخطيرة بحثا عن فرصة؟”.

وأجاب شولوف، أن المسؤولين في كردستان العراق يحاولون فهم الدوافع للأزمة التي أدت لمقتل أعداد من المواطنين في القنال الإنكليزي يوم الأربعاء، فهناك آلاف يحضّرون أنفسهم للقيام بالمغامرة باتجاه أوروبا. وقال شاب تخرج حديثا من جامعة السليمانية: “سأفعل ما يمكنني فعله. لو بقيت هنا فسأغرق بالديْن على أي حال”.

وأضاف الكاتب أن الأخبار عن الغرق في البحر وعلى مسافة قصيرة من بريطانيا، تلقّاها المواطنون بصمت مكتوم في العاصمة إربيل. فهذه المياه حاول عشرات الآلاف من الأكراد عبر العقود الماضية الوصول إليها. ويُعتقد أن معظم الذين توفوا في حادث الغرق جاءوا من منطقة رانيا، شمالي أربيل، حيث انتظرت العائلات بقلق الأخبار عن أبنائهم وبناتهم.

وقال رزين سليم (26 عاما): “آخر مرة اتصلت فيها مع أخي كانت يوم أمس، في الصباح. وقال: سنعبر الآن من فرنسا إلى بريطانيا، لكننا لم نسمع أية أخبار منه أو مجموعته منذ ذلك الوقت. شاهدنا بعض الصور على الإنترنت والتي تشير إلى أنهم وصلوا إلى الجانب الآخر. لكننا لم نتعرف عليهم جيدا. ونأمل أنهم في حالة جيدة، ربما ألقت الشرطة البريطانية القبض عليهم، ولهذا السبب لم يرسلوا رسائل عبر الإنترنت”.

وشكل المهاجرون من رانيا عددا غير متناسب ممن سافروا إلى بيلاروسيا في الأسابيع الماضية، على أمل اجتياز الحدود منها إلى بولندا التي ستكون منفذهم على الاتحاد الأوروبي. وقال الطالب المتخرج حديثا: “هذه الكأس المقدسة لنا. لو وصلنا إلى هناك، فسنحصل على الاحترام وسنعيش حياتنا. ولو بقينا هنا فلن نحصل على احترام أو حياة”.

وأكد رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، أن البحث عن فرصة هو سبب الهجرة وليس اليأس الإقتصادي.

وقال في مؤتمر الشرق الأوسط للسلام والأمن الذي عقد بمدينة داهوك الأسبوع الماضي: “للأسف، يبدو أن هؤلاء الناس تعرضوا لاستغلال عدد من الأشخاص، لنقل وكالات السفر، مهربي البشر ولو سمح لي القول، بعض تجار السياسة وبالطبع بعض الأشخاص من داخل بيلاروسيا أيضا”.

وأضاف: “لم يترك هؤلاء الأشخاص المنطقة نتيجة لأي ضغط ولم يكونوا ملاحقين قانونيا أو فرضت عليهم قيود السفر. ومعظمهم سافر بحرية عبر الطيران والطرق الرسمية”. وأضاف: “يريد الكثيرون منهم الذهاب إلى أوروبا بحثا عن فرصة مختلفة. هذه ليست رحلة يأس، وآمل أن يعرف العالم أن هؤلاء الناس ذهبوا إلى هناك مثل أي مهاجر في أي منطقة من العالم يريد السفر بحثا عن فرص مختلفة. ولو أرادوا العودة، فيمكنهم ذلك”.

ونظمت حكومة إقليم كردستان رحلات لإعادة المهاجرين على الخطوط الجوية العراقية، وعاد على متنها 400 كردي من بيلاروسيا في الأسبوع الماضي. وعبّر 700 آخرون عن رغبة بالعودة، في وقت أعلنت السلطات عن اعتقال 10 أصحاب وكالات سفر سهّلوا عملية خروجهم. وحاول أمن المطار منع المسافرين إلى مينسك، عاصمة بيلاروسيا، ودققوا في الأوراق ونقاط التوقف في إسطنبول أو دمشق. ولكن المصممين على الخروج يقولون إن الفرص التي يتحدث عنها المسؤولون ليست موجودة أو أنها منحصرة في قطاعات صغيرة من الاقتصاد وتعاني من مشاكل.

وقال الطالب: “طالما ظلت الأمور سيئة، فسيرغب الناس بالهجرة”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي