كيف نتجاوز الرفض العاطفي؟

2021-11-24

كيف يمكن تجاوز الرفض العاطفي (التواصل الاجتماعي)

شيماء عبد الله

على الأغلب لا يوجد شخص في العالم لم يمر بتجربة الرفض، أن يتم تجاهله في عمل ما أو لقاء بأصدقاء أو حتى جلسة عائلية، علاوة على أن تُرفض مرارا في إطار العلاقات العاطفية.

لكن لماذا نشعر دوما بأن الأمر أكبر من أننا رُفضنا؟ وأن الشعور بالهزيمة تجاه رافضينا لا يختلف كثيرا عن أي مرض عضوي آخر، لكنه ربما يكون أشد، فلا تصلح معه المسكنات، ولا يزول بزوال الأعراض، بل يبقى ساكنا حتى يحركه رفض جديد، فيعود الألم مضاعفا.

في دراسة أجراها باحثون بجامعة كنتاكي حول فرضية أن ألم الرفض يحاكي الألم الجسدي، أعطى الباحثون عقار "إسيتامينوفين" (Acetaminophen) للمشاركين في الدراسة، قبل حثهم على تذكر بعض مواقف الرفض المؤلمة التي تعرضوا إليها، كان الذين تناولوا العقار أقل تعرضا للألم من أولئك الذين حصلوا على عقار يحتوي على السكر.

قلل إسيتامينوفين من الشعور بألم الرفض، الذي أظهرته دراسات أميركية في عام 2001 على أنه أكثر خطرا من عنف المراهقين بفعل المخدرات والفقر أو عضوية العصابات. فبحسب الدراسات، فإن الرفض ليس مؤلما وحده كحالة فردية لشخص واحد، لكنه ألم جماعي مرتبط بشعور النبذ القديم الذي عرف بكونه عقابا مجتمعيا من قبل القبائل القديمة، فكان الشخص المخطئ يخرج خارج حدود القبيلة منبوذا وحيدا.

تطور النبذ مع تطور المجتمعات ليصبح النفي خارج حدود الوطن عقوبة شديدة الإيلام لأصحابها المنفيين من مجتمعاتهم وأوطانهم، ثم مؤخرا صار السجن الانفرادي هو سجن أكبر من الزنزانة الجماعية، كل هذا يؤكد أن حاجة الإنسان للانتماء للأسرة أو القبيلة أو المجتمع هي حاجة لا تقل في أهميتها عن احتياجاته الأخرى من طعام وشراب وسكن، والنبذ والنفي والانفرادية هي حالات من الرفض التي تصبح في مجملها أشد إيلاما من أي عقاب آخر.

للرفض أنواع أشدها ألما هو الرفض العاطفي كأن يخبرنا الشريك المحتمل بأنه لا يرغب في بناء علاقة معنا بالأساس، في أغلب الأحوال يكون هذا الرفض أمرا مدمرا، خاصة عندما تسمح لعقلك ببناء كيمياء فورية بينك وبين هذا الشريك. فقد أكدت دراسات أن الرجل أكثر تأثرا بالرفض من المرأة، خاصة أن الرجال يعتبرون أن الرفض ليس لعلاقة رومانسية لكن لعلاقة جسدية هم لم يستطيعوا أن يحصلوا فيها على رضا الطرف الآخر (المرأة)، وهي لم تنظر للعلاقة بهذا الشكل من الأساس.

كيف نتجاوز الرفض؟

من الممكن أن يكون الرفض أكثر من كونه محنة عاطفية. وللسيطرة على هذه الحالة قبل أن تصل إلى حد الأزمة النفسية، علينا أن نعرف أن الرفض شيء طبيعي، وربما يحدث مرات متعددة في الحياة، وفي أكثر من علاقة، وربما أنت نفسك تكون رافضا حينا مثلما كنت مرفوضا في حين آخر، عليك أن تعلم أن أي محاولة تفعلها لإثبات أنك الشخص الصحيح لرافضك ستأتي بنتائج عكسية، وأول ما سيخطر في بال من تتوقعه شريكا هو أنه كان على حق في رفضك.

تقول خبيرة التواصل الدكتورة سوزان وايت إن عليك في هذه الحالة التصرف بوصفك بالغا، وأن تعرف أنه إذا لم يكن باستطاعتك التحكم في آلامك، بالتأكيد يمكنك التحكم في تصرفاتك.

إذا كنت واجهت سلسلة من الرفض، فعليك أن تنظر لنفسك إذن وترى كيف تتصرف، وتقييم مواقفك أنت، وليس فقط الشعور كضحية يغتالها الجميع.

تؤكد سوزان أن عليك أن تتعلم ألا ترد على الرفض بالانتقام، وأن هذا الرفض ليس تقييما لشخصك، الرفض فعل مؤلم، لكن بتعاملك معه على أنه جريمة فهو سيكون أكثر بشاعة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي