القاهرة: أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الخميس18نوفمبر2021، أهمية ترسيخ المؤسسات الوطنية في دول المنطقة التي تعاني من أزمات، بهدف ملء الفراغ الذي يتيح الفرصة لنمو الإرهاب وانتشاره إلى باقي دول العالم.
وأشار السيسي ، خلال استقباله وقرينته اليوم بقصر الاتحادية الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا وقرينته ، إلى أن هذه محددات تمثل في مجملها ثوابت ومبادئ سياسة مصر في التعامل مع الأزمات القائمة بالمنطقة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي ، في بيان نشره عبر موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك"، بأن الرئيس المصري رحب بولي العهد البريطاني في زيارته لمصر، طالباً نقل تحياته إلى الملكة إليزابيث" ، معرباً عن التطلع لأن تمثل هذه الزيارة محطة جديدة داعمة للعلاقات التاريخية بين البلدين، أخذاً في الاعتبار ما تمثله دوماً الزيارات الملكية البريطانية من علامات بارزة تظل ماثلة في الذاكرة السياسية والشعبية لكلٍ من مصر وبريطانيا.
من جانبه، أعرب الأمير تشارلز عن التقدير والامتنان لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي لاقاها في مصر، ناقلاً إلى الرئيس المصري تحيات الملكة "إليزابيث"، ومؤكداً سعادته بالتواجد في مصر مجدداً، وحرصه على زيارتها في إطار الجولة الرسمية الأولى له خارج البلاد بالإنابة عن الملكة منذ بدء جائحة "كورونا"، وذلك في ضوء خصوصية العلاقات التقليدية بين البلدين، بالإضافة إلى الدور المحوري والمتوازن الذي تضطلع به مصر في التعامل مع العديد من القضايا الدولية بقيادة السيد الرئيس، وكذا صون الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف المتحدث أن اللقاء شهد التباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد السيسي في هذا الصدد تضامن مصر مع بريطانيا وشعبها في مواجهة الإرهاب الأسود عقب الحادث الإرهابي الأخير الذي وقع بمدينة ليفربول، ولتكثيف التعاون المشترك لتعزيز قيم التسامح والسلام وقبول الآخر، بما يقوض من التفسيرات المتطرفة التي تتبناها جماعات الإرهاب، فضلاً عن العمل على تبني المجتمع الدولي لاستراتيجية متعددة المستويات تشمل التعامل مع كافة العناصر والأطراف الداعمة للتنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة وتعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك.
ووفق البيان ، ثمن الأمير تشارلز الجهود التي قامت بها مصر خلال السنوات الماضية على صعيد التصدي للأفكار المتطرفة ومكافحة الإرهاب، حيث أوضح الرئيس المصري في هذا السياق أن هناك نهجا فعليا ترسخ في تعامل الدولة مع حرية ممارسة الشعائر الدينية، وكذا إعلاء مبادئ المواطنة والمساواة وعدم التمييز بين المواطنين على أية أسس دينية أو طائفية أو غيرها، فضلاً عن ترسيخ ثقافة التعددية وقبول الآخر.
وأكد الأمير تشارلز اهتمام بريطانيا بتعزيز التعاون المشترك مع مصر في هذا الإطار للاستفادة من تجربتها في ترسيخ دور الأديان كحاضنة للتطور الاجتماعي الإيجابي الذي ينمي وعي الفرد بدوره وواجباته تجاه مجتمعه واستقراره وتنميته.
كما شهد اللقاء التباحث بشأن سبل تعزيز التعاون الثنائي في عدد من المجالات، خاصةً على مستوى التعليم الجامعي والصحة، بالإضافة إلى التنسيق في موضوعات تغير المناخ، في ضوء المبادرات المتعددة التي يرعاها الأمير تشارلز في هذا المجال، إلى جانب استضافة مصر عام 2022 للدورة القادمة الـ ٢٧ لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ ، وذلك بهدف تأمين تحقيق نتائج إيجابية للوصول إلى الأهداف التي وضعها المجتمع الدولي للتعامل مع هذا الملف الهام ، الذي يمس مصالح الإنسانية بأسرها، لاسيما ما يتعلق بتفعيل دور القطاع الخاص بإمكاناته الضخمة للمساهمة في الحد من الانبعاثات.
وأعرب الجانبان عن الارتياح للتطور الإيجابي الملموس الذي تشهده علاقات التعاون بين البلدين الصديقين في الفترة الحالية، والتشاور المستمر في كافة المجالات سواء على مستوى القيادة السياسية أو المستويات التنفيذية، بما في ذلك التنسيق لمواجهة التحديات المستجدة والتي تهدد الإنسانية بشكل مشترك.
ووصل الأمير تشارلز وزوجته " كاميلا " دوقة كورنوال إلى القاهرة في وقت سابق اليوم قادمين من الأردن فى زيارة لمصر تستغرق يومين.
وكان في استقبال الأمير تشارلز بمطار القاهرة وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني وجاريث بايلي سفير بريطانيا لدى مصر ، حيث تم وضع أعلام مصر وبريطانيا على أعمدة التشريفات قرب استراحة رئاسة الجمهورية بمطار القاهرة وفى طريق صلاح سالم حيث يسير موكب الأمير تشارلز .
تأتي زيارة ولي عهد بريطانيا لمصر ضمن جولته الأولي فى خارج المملكة المتحدة منذ جائحة كورونا ، كما تعد هذه الزيارة الرسمية الثانية للأمير تشارلز والدوقة كاميلا بعد زيارتهما الأولى لمصر عام 2006، حيث زارا حينها مصر في إطار جولة عالمية شملت السعودية والهند بهدف تعزيز التفاهم والتسامح بشكل أفضل بين الأديان ، ودعم مبادرات البيئة ، وتشجيع فرص العمل والتدريب المستدامة للشباب .
ووفقا للمكتب الملكى ، كلارنس هاوس، يتضمن جدول الزيارة لقاء مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للبحث والتحاور بشأن التناغم الديني، ودور الدين في الحفاظ على البيئة .