مواجهات بين القوات البولندية ومهاجرين على الحدود مع بيلاروس

ا ف ب
2021-11-17

مهاجرون محتشدون على حدود بيلاروس مع بولندا قرب معبر كوشنيتسا في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2021(ا ف ب)

استخدمت القوات البولندية الغاز المسيّل للدموع وخراطيم المياه الثلاثاء 16 نوفمبر 2021م ضد مهاجرين كانوا يرشقون عناصرها بالحجارة محاولين عبور الحدود من جانب بيلاروس التي اتهمت بولندا بمحاولة "تصعيد الموقف".

يحتشد حوالى أربعة آلاف مهاجر بحسب تقديرات حرس الحدود البولندي على طول الحدود مع بيلاروس في ظروف بائسة وسط تدني درجات حرارة إلى ما دون الصفر.

وغداة اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، أكد لوكاشنكو الثلاثاء أنه لا يرغب بأن تؤدي أزمة الهجرة إلى "مواجهة" مع البلدان الأوروبية المجاورة.

تتهم القوى الغربية بيلاروس بافتعال الأزمة بدعم من روسيا، من خلال استقدام مهاجرين إلى الحدود لإثارة خلافات داخل الاتحاد الأوروبي، وهو ما تنفيه مينسك وموسكو.

بدأت المواجهة عند المعبر الحدودي بين بروزغي في بيلاروس وكوشنيتسا في بولندا الأسبوع الماضي حين تجمع مئات المهاجرين سعيا للعبور إلى الاتحاد الأوروبي.

وكتبت وزارة الدفاع البولندية الثلاثاء على تويتر "مهاجرون يهاجمون جنودنا وضباطنا بالحجارة ويحاولون تدمير السياج للعبور إلى بولندا"، مرفقة التغريدة بمقطع فيديو يظهر اشتباكات عند الحدود.

وتابعت "استخدمت قواتنا الغاز المسيل للجموع لصد المهاجرين".

وأعلن مسؤولون بولنديون إصابة سبعة شرطيين، وعنصر في حرس الحدود وجندي في الصدامات، وأفادت الشرطة بأن قنابل صوتية وعبوات الغاز المسيل للدموع أطلقت على عناصرها.

من جهته قال وزير الصحة البيلاروسي إن نحو عشرين مهاجرا ممن يخيّمون عند الحدود تلقوا رعاية طبية في الأيام الأخيرة، بينهم خمسة بسبب مشاكل في الرؤية والتنفس في الساعات الأخيرة.

وأعلنت بيلاروس أنها ستقيم "مركزا لوجستيا" في منطقة غرودنو يمكن للمهاجرين أن يبيتوا فيه.

- "وقف المعاناة" -

 وزارت مفوّضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا دنيا مياتوفيتش المنطقة الثلاثاء ودعت إلى احتواء التصعيد وإلى السماح بدخول المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام إلى المنطقة من دون أي عوائق.

وقالت "علينا أن نجد سبيلا لنزع فتيل" الوضع المتأزم، وتابعت "الهدف هو حقا وقف المعاناة".

ويتّهم الاتحاد الاوروبي مينسك باستقدام المهاجرين ردا على العقوبات التي فرضها عليها لقمعها العنيف للمعارضة منذ الاحتجاجات على الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2020.

في هذا الصدد، اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس الثلاثاء أن "نظام لوكاشنكو يستغل بشكل غير إنساني ومشين تدفق المهاجرين في محاولة لزعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي وتفكيكه. إنه أمر لا يمكن التساهل معه وغير مقبول".

واعلن الاتحاد الأوروبي وواشنطن الاثنين توسيع نطاق العقوبات في الأيام المقبلة على بيلاروس.

- "التصعيد لا يخدم أي طرف" -

وجاءت تطوّرات الثلاثاء غداة مكالمة هاتفية بين لوكاشنكو والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل، اعتبرت بمثابة انتصار للرئيس البيلاروسي في وقت يقاطعه القادة الغربيون منذ إعادة انتخابه في عملية اقتراع واجهت الكثير من التنديد في آب/أغسطس 2020.

وقال لوكاشنكو إنه اتفق مع ميركل على ضرورة نزع فتيل الأزمة وقال "اتفقنا على أن التصعيد لا يخدم أي طرف، لا الاتحاد الأوروبي ولا بيلاروس".

لكنه أشار في المقابل إلى خلافات في وجهات النظر مع ميركل حول كيفية وصول المهاجرين إلى بيلاروس

وأعلن العراق أنه سيباشر تسيير رحلات "عودة طوعية" لمواطنيه العالقين عند حدود بيلاروس اعتبارا من هذا الأسبوع.

وأعلنت السفارة العراقية في موسكو الثلاثاء أنها ستعيد نحو مئتي مواطن في رحلة الخميس إلى العراق.

غير أن العديد من المهاجرين بينهم من تحدثت إليهم وكالة فرانس برس، لا ينوون العودة.

وفي هذه الأثناء، طلب الاتحاد الأوروبي وقف الرحلات إلى بيلاروس.

وقالت شركة الطيران البيلاروسية "بيلافيا" الإثنين إنه بات محظورا على السوريين والعراقيين واليمنيين والأفغان الصعود إلى رحلات متوجهة من دبي إلى بيلاروس، بعدما فرضت تركيا القيود ذاتها الأسبوع الماضي.

غير أن العديد من المهاجرين الذين اقترضوا مبالغ من المال في غالب الأحيان لدفع تكاليف الرحلة، يبدون تصميمهم على البقاء رغم صعوبة الحصول على المواد الغذائية والحاجات الأساسية.

ولقي 11 منهم على الأقل حتفهم على جانبي الحدود منذ الصيف، بحسب منظمات خيرية.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي