أعمال العنف المتنقلة تعكّر صفو المتنعمين بشواطئ المكسيك

ا ف ب  
2021-11-07

 

 لقطة جوية لشاطئ تولوم في المكسيك في 28 كانون الأول/ديسمبر 2020( ف ب)

تستقطب تولوم وكانكون وأكابولكو السياح من العالم أجمع، غير أن أعمال العنف المستشرية بين عصابات تجار المخدرات في المكسيك لا توفر هذه المدن الساحلية التي بقيت مفتوحة خلال جائحة كوفيد-19.

يسأل السائح الكندي لوكاس سميث لدى رؤيته أطباء شرعيين وعسكريين على شاطئ تولوم ما إذا كان المشهد جزءا من تصوير فيلم سينمائي في هذه المدينة التي تشكل نقطة جذب سياحي رئيسية في المكسيك وتشهد حالات عنف متفرقة.

لكنّ ما رآه ليس مشهدا تمثيليا، بل خبراء فعليون في موقع شهد إطلاق نار أودى بسائحتين شابتين في المنطقة الساحلية الواقعة على الكاريبي.

فقد سقطت الألمانية جنيفر هنزولد (35 عاما) والهندية أنجالي ريوت (25 عاما) جراء تبادل لإطلاق النار بين تجار مخدرات مفترضين في 20 نشرين الأول/أكتوبر في المدينة التي شكلت مركزا لحضارة المايا.

وتم التعريف عن الهندية الشابة المقيمة في كاليفورنيا بأنها "مؤثرة" تعرض صورا من رحلاتها لمتابعيها الذين يزيد عددهم عن 42 ألفا على انستغرام. 

وفي آخر مقطع مصور لها، ظهرت ريوت بملابس بحر حمراء على أرجوحة شبكية قرب المياه الفيروزية في شبه جزيرة يوكاتان.

وفي آذار/مارس، قضت سائحة إسبانية متأثرة بجروحها بعد حادثة إطلاق نار.

والأربعاء الفائت قرب كانكون، اضطر سائحون بثياب البحر على فندق "حياة زيفا ريفييرا كانكون ريزورت" الفاخر إلى الفرار هربا من إطلاق نار أودى باثنين من صغار تجار المخدرات المفترضين، وفق السلطات.

وكتب الشاهد الأميركي مايك سينغتون عبر تويتر "روى شهود أنهم رأوا المسلحين يدخلون الشاطئ مطلقين النار"، مرفقا تغريدته بصور من الحادثة.

- "لا أريد أن أعرف شيئا!" -

وفي عز الجائحة، استضافت تولوم مهرجانا للموسيقى الإلكترونية استقطب حوالى خمسة آلاف مشارك إلى المدينة التي تعد 46 ألف نسمة.

ويؤكد رئيس اتحاد أصحاب الفنادق في تولوم دافيد أورتيز أن الاحتفالات ولّدت سوقا كبيرة لمبيع المخدرات.

ويعزو المدعي العام في ولاية كينتانا رو التي تتبع لها تولوم، أوسكار مونتيس دي أوكا العنف إلى الاتجار بالمخدرات وعمليات الابتزاز التي تمارسها عصابات الجريمة المنظمة بحق التجار.

وبعد الجريمة المزدوجة، تراجعت الحجوزات في المدينة بنسبة تقرب من 20%. كما أوصت ألمانيا مواطنيها بتجنب السفر إلى تولوم، فيما دعت إسبانيا وفرنسا رعاياهما إلى التحلي بأكبر قدر من الحذر.

غير أن هذه التحذيرات لا تثني عزيمة بعض السياح، في هذا البلد الذي تقرب مساحته من مليوني كيلومتر مربع والزاخر بالمناظر الطبيعية الخلابة والعروض الثقافية الوافرة وأعمال العنف (أكثر من 36 ألف جريمة قتل سنة 2020).

وتؤكد الإسبانية ناتاليا لوبيز (27 عاما) "أتيت إلى تولوم لأستمتع بأجوائها الصاخبة! لا أريد أن أعرف شيئا".

أما صديقتها لويزا فرناندا خيمينيث (24 عاما) فتؤكد أنها لا تشعر بالخطر، مقرة في الوقت عينه بأن زيارة المكسيك تتطلب اتخاذ "احتياطات".

وفي الجانب الآخر من البلاد، لا تقتصر شهرة أكابولكو على سواحل المحيط الهادئ، على المنحدرات الساحلية المحببة لدى الغواصين.

فقد قُتل صحافي في موقع إخباري الأسبوع الماضي في المدينة.

وفي 29 أيلول/سبتمبر، أتى حريق مفتعل على نادي "بايبي أو" الليلي الشهير الذي استقطب نجوما في عالم موسيقى الروك والسينما والرياضة بينهم رود ستيوارت وبونو وإليزابيت تايلور ومايكل جوردان.

وقال إدواردور سيزارمان أحد مالكي النادي الليلي للصحافة "ما حصل ليس وليد احتكاك كهربائي. أتى ثلاثة أشخاص كانوا يحملون عبوات مع سائل قد يكون نوعا من الوقود وأضرموا النار في المكان". وهذه الرواية تدعمها صور التقطتها كاميرات المراقبة.

ورفض الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور أن يعزو الحريق إلى عصابات "الجريمة المنظمة من دون أي أدلة، نظرا إلى أن مالك الموقع يؤكد أنه لم يتعرض يوما للابتزاز".

وأطلقت رئيسة بلدية المدينة أبيلينا لوبيز نداء لمحبي أكابولكو قالت فيه "أن نحبّ أكابولكو يعني أن نهتم بعضنا ببعض ونسعى لإعادة تحريك عجلة الاقتصاد".

وتعرضت المدينة أيضا في الأسابيع الأخيرة لهزة أرضية وإعصار.

ويمثل قطاع السياحة 8,5 % من إجمالي الناتج المحلي في المكسيك التي تحتل المرتبة السابعة على قائمة أكثر البلدان استقطابا للزوار في العالم مع 41 مليون زائر سنة 2018، وفق منظمة السياحة العالمية.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي