ميدل إيست آي: كولن باول كان مصدرا لكارثة غير قابلة للتخفيف بالنسبة للعراقيين

الجزيرة
2021-10-23

الدباشي: الجنرال باول جلب المنطق العسكري إلى الجهاز الدبلوماسي لبلاده (أ ف ب)

نشر موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني  مقالا عن الجنرال الأميركي كولن باول، الذي توفي الأسبوع الماضي، واصفا إياه بأنه كان شخصية رئيسية في إعادة صياغة المنطق الإمبريالي الأميركي لتجديد الهيمنة العالمية، وستظل جميع عواقبه المرعبة إرثه الدائم.

وقال كاتب المقال أستاذ الدراسات الإيرانية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا بنيويورك حميد الدباشي إن باول كان مصدرا لكارثة غير قابلة للتخفيف بالنسبة للعراقيين، كما يشير اسمه أيضا إلى تحول مثير في سجلات الأيديولوجية الإمبريالية الأميركية، عندما أصبح العدوان العسكري الصريح والتدخل العالمي المنهجي في السيادة الوطنية للدول الأخرى حادا بشكل خاص في التاريخ المعاصر.

وأشار الكاتب إلى أن باول ربما يكون قد ندم بالفعل على دوره في المراحل التحضيرية للغزو الأميركي للعراق، لكن ندمه هذا لا يعني شيئا لشعب دمر كولن باول دولته ذات السيادة، وقد يظل يعاني من ضغوط ما بعد الصدمة سنوات طويلة عندما يسمع اسم باول.

واستمر الدباشي يقول إن باول كان شخصية عسكرية ودبلوماسية رئيسية في سياقات العصر الأميركي الذي قادته الأيديولوجيات الإمبريالية الأميركية خلال عهد الرؤساء الأميركيين رونالد ريغان وبوش الأب وبوش الابن.

أول وزير خارجية من السود

وكان باول أول وزير خارجية للولايات المتحدة من السود، وعمل في مناصب متعددة في الإدارات الجمهورية، وبصفته رجلا عسكريا ودبلوماسيا كبيرا كان حاسما في السياسة الخارجية الأميركية على مدى نصف القرن الماضي، حيث أصبحت المصالح الإمبريالية الأميركية في جميع أنحاء العالم هي الأيديولوجيا المهيمنة على السياسة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية.

وخدم باول في فيتنام مع الوحدة نفسها التي نفذت مذبحة "ماي لاي" سيئة السمعة عام 1968، ورغم ذكره لاحقا أنه وصل بعد وقوع المذبحة، بعد شكاوى من جندي في الخدمة حول المذبحة، وتم تكليفه بالتحقيق فيها، ادعى أنه "غير قادر على الكشف عن عمليات القتل غير الضرورية واسعة النطاق، أو جرائم الحرب، أو أي حقائق تتعلق بماي لاي". وخدمت "عملية التبييض" هذه الجنرال باول بشكل جيد.

فيتنام وبنما والعراق

وتقدمت مسيرة الجنرال المهنية جنبا إلى جنب مع مسيرة الإمبريالية الأميركية، حيث أصبح استخدام القوة على المسرح العالمي لصالح الدولة هو الأيديولوجيا العليا في العسكرية الأميركية. وبصفته الرئيس 12 لهيئة الأركان المشتركة فقد أشرف على غزو بنما عام 1989، وعملية عاصفة الصحراء، وهي أول حرب خليجية أميركية ضد صدام حسين بعد غزوه الكويت عام 1990. وخلال فترة ولايته، طوّر باول ما أصبح معروفا باسم "مبدأ باول"، وكان أحد المكونات الرئيسية فيه هو استخدام القوة العسكرية الساحقة.

وكجنرال أميركي سابق، بعد تقاعده من الجيش، جلب باول المنطق العسكري للغزو إلى الجهاز الدبلوماسي لبلاده، وأصبح العراقيون الهدف الأساسي لتلك الأيديولوجيا.

خطاب سيئ السمعة

وكان خطابه سيئ السمعة في الأمم المتحدة في فبراير/شباط 2003، الذي جادل فيه زورا بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، ليس فاتحا لطريق غزو العراق واحتلاله فحسب، بل معززا لأيديولوجية التدخل العسكري الأميركي في أي مكان على هذا الكوكب، ولحظة حاسمة في حقبة ما بعد حرب فيتنام، حيث أعاد صياغة المنطق العسكري الأميركي للهيمنة على العالم.

وختم الدباشي مقاله بالقول إن جميع الحدود الحالية "للشرق الأوسط" هي نتيجة اتفاقية سايكس بيكو، التي قسّمت الإمبراطورية العثمانية إلى مناطق نفوذ فرنسية وبريطانية، وكانت أهمية باول تكمن في إعادة صياغة هذا الإرث الاستعماري بشكل منهجي بشروط إمبراطورية متجددة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي