طهران تستعد لتوسيع التعاون العسكري مع موسكو

الشرق الاوسط
2021-10-20

المباحثات في موسكو تهدف إلى تنشيط التعاون العسكري بين إيران وروسيا (أ ف ب)

موسكو-رائد جبر: أطلق رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، الذي يقوم بزيارة إلى موسكو إشارات إلى عزم بلاده تنشيط التعاون العسكري مع روسيا وفتح مجالات جديدة في توقيع عقود ضخمة فور رفع القيود المفروضة من جانب مجلس الأمن.

وأجرى باقري أمس، جولة محادثات موسعة مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف تناولت هذا الملف بالإضافة إلى رزمة من القضايا الثنائية ومسائل التعاون في الملفات الإقليمية. وكان لافتا أن أجندة الزيارة التي بدأت الأحد وتستمر لأربعة أيام، اشتملت على لقاءات عدة مع أركان القيادة العسكرية الروسية بينها اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو.

وقال باقري إن مباحثاته في موسكو تهدف إلى تنشيط التعاون العسكري بين إيران وروسيا، والتحضير لتوقيع عقود عسكرية كبرى بين البلدين. كما يسعى الطرفان خلالها إلى تعزيز التعاون الثنائي في سوريا ومناقشة الملفات الإقليمية.

وتعد هذه ثاني زيارة لمسؤول إيراني بارز إلى العاصمة الروسية خلال الشهر الأخير، بعدما كان وزير الخارجية حسين عبد اللهيان قام بزيارة أخيرا سعى خلالها إلى «ضبط الساعات» مع الجانب الروسي حيال الملفات الثنائية ومسائل التعاون في الملفات الإقليمية.

وأشار باقري إلى أن «التغيرات في أفغانستان تؤثر على دول المنطقة، بما في ذلك إيران وروسيا مع جيرانها الجنوبيين»، ولفت إلى أن «الجانب الإيراني يتعاون مع روسيا الاتحادية في مجالات عدة وهذا التعاون توسع خلال السنوات الأخيرة». وذكر باقري أن موسكو وطهران وقعتا اتفاقا لتزويد إيران بطرازات حديثة من الأسلحة الروسية فور وقف سريان الحظر المفروض من قبل مجلس الأمن للأمم المتحدة، وزاد أن هذا الموضوع بين أبرز محاور زيارته الحالية.

وفي الملف السوري أشار المسؤول العسكري الرفيع إلى أن أجندة مباحثاته في موسكو تتطرق إلى «التعاون متعدد الجوانب في المجال العسكري، بما في ذلك قضايا التدريب وتنفيذ المناورات وتبادل الخبرات ومواصلة التعاون فيما يخص ضمان الأمن في سوريا». وأوضح أن التعاون العسكري بين إيران وروسيا «يستمر في منحى تصاعدي متواصل»، موضحا أن لدى إيران «رغبة أكيدة في تطوير التعاون مع القوات المسلحة الروسية».

وكانت موسكو وطهران أعلنتا خلال زيارة عبد اللهيان أخيرا، عزمهما على تنشيط الاتصالات على المستويين العسكري والدبلوماسي في إطار التحضير لتوقيع اتفاقية تعاون استراتيجي بين الطرفين تشمل كل مناحي العمل المشترك.

وفي توضيح لطبيعة المباحثات حول عقود السلاح، كتب باقري على حسابه في موقع «تويتر» أمس أن الحديث يدور عن «عقود سابقة لشراء المقاتلات والطائرات النفاثة التي تستخدم لأغراض التدريب والمروحيات العسكرية من روسيا» وزاد أنه يبحث حاليا «تفعيل هذه الصفقات».

وفي مقابل التصريحات الإيرانية النشطة حول تفعيل التعاون مع موسكو في المجالات المختلفة وخصوصا على صعيد القطاع العسكري، برزت لهجة في الإعلام الروسي تشكك بقدرة الطرفين الروسي والإيراني على تعزيز الشراكة القائمة حاليا، في عدد من الملفات وتحويلها إلى «شراكة كاملة بين موسكو وطهران». ودلت تعليقات خبراء روس إلى أن «المشكلة الأولى التي تواجهها موسكو هي فقدان الثقة بشكل كامل بالشريك الإيراني».

وكتب معلق عسكري: «تبين أن الأشهر الأخيرة في حياة جمهورية إيران الإسلامية، لم تكن على ما يرام. فمحاولات الإيرانيين إخافة أنقرة وباكو بمناورات عسكرية لم تؤد إلى أي شيء. ذلك أن (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان و(الرئيس الأذري إلهام) علييف يدركان أن الإيرانيين وحدهم لن يجرأوا على حل المشكلة القائمة في منطقة جنوب القوقاز بالقوة». وزاد المعلق أن «التطورات في العراق أيضا محزنة للغاية للإيرانيين. فلقد تعرض الحزب الرئيسي الموالي لإيران لهزيمة كبيرة، حيث انخفض تمثيله في البرلمان ثلاث مرات تقريبا». وأشار إلى أن محادثات لإحياء الاتفاق النووي، لا تسير الأمور كما ينبغي أيضا.

ووفقا لخبراء روس فإن موسكو «تتفهم الصعوبات التي تواجهها إيران وتظهر بعض التعاطف. وأول ما يخطر بالبال تقديم العون؛ ولكن النظر في المسألة يقود إلى أن المصالح المشتركة ليست الشرط الوحيد للتعاون الثنائي. فلا بد أيضا من توافر الثقة المتبادلة والإيمان بأن التعاون سيؤتي ثماره. وروسيا ليس لديها مثل هذه الثقة».

ورأى خبير في مقالة نشرتها صحيفة فيدرالية روسية أن «هناك أسبابا ذاتية وأخرى موضوعية للشعور بعدم مصداقية الإيرانيين. من الأسباب الذاتية، سلوك القيادة الإيرانية السابق، بعد رفع العقوبات عنها في عهد (الرئيس الأميركي باراك) أوباما. فتقديرا لدعم موسكو على مدى سنوات عديدة، ألغت طهران على الفور جميع، أو معظم، العقود المبرمة مع الشركات المصنعة الروسية، ومنحتها للشركات الغربية».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي