مسرحية "كابوس أينشتاين".. رؤية فلسفية لعلاقة الإنسان بالزمن

2021-10-17

مشهد من المسرحية

يختلط الخيال بالواقع، والحقيقة بالحلم، الذي يتحوّل إلى كابوس، وتتداخل الأزمنة وتحصل الصدمة، ليعود الجميع إلى الواقع بتداخلاته وتناقضاته.. هذا ما طرحته مسرحية ”كابوس أينشتاين“ التي عرضت مؤخرًا، في مسرح ”أوبرا تونس“ معلنة عودة الحياة إليه.

المسرحية التي أخرجها أنور الشعافي، وكتب نصّها كمال العيادي، تدور أحداثها حول سعي أينشتاين، الشخصية المحورية، إلى السفر عبر الزمن عن طريق آلة زمن صنعها خصيصًا، لتحقيق هذا الحلم، لكنه يجد نفسه ضحية خطأ في التقدير، فتحمله آلة الزمن إلى عهد الجاهلية، ليجد نفسه في مواقف متناقضة، ويتفاجأ باكتشافات لاحقة لعصره تنبّهه إلى خطر اختلاط الأزمنة وفداحة تحديه لنسق الكون، وتضعه في مواقف ساخرة وجادة، ويكتشف في النهاية، أن ما عاشه كان مجرد حلم تحوّل إلى كابوس.

المسرحية تناولٌ طريف، وفيها كثير من الضحك العميق والجاد، كما يشير إلى ذلك المخرج الشعافي، مبينًا أن ”هذا الكابوس عاشه العبقري أينشتاين الذي وجد نفسه في عهد الجاهلية مع أناس قدامى يتحدثون عن أمور معاصرة، مثل تويتر وفيسبوك، ما يحيل إلى فكرة أن العبقرية لعنة وتداخل الأزمنة لعنة، وهذا ما يدفع الإنسان إلى التسليم بسير الزمن، كما وضعه الخالق، ورتّب له، بعيدًا عن أهواء البشر“.

ويقول المخرج، إن ”نص مسرحية كابوس أينشتاين صعب، وفيه عدة شخصيات، لكنني أعدت كتابته في تسع شخصيات، وهو عدد ليس بالقليل؛ فالمسرح التونسي في السنوات الأخيرة، أصبح يكتفي بثلاثة ممثلين أو ممثل واحد، وهذا يعود إلى ظروف كثيرة. ولذلك، فمسرحية بهذا العدد من الممثلين مغامرة نوعا ما“، وفق تعبيره.

ويضيف: ”هاجسي هو الاختلاف، والأدوات الفنية التي أستعملها تختلف في كل عرض. وفي هذا العرض، أشتغل على الرياضات القصوى، بحثًا عن حساسية أخرى، وبحثا في مساحات أدائية مختلفة في فن الممثل“.

ويحاول الشعافي في هذا العمل، تطويع بعض التقنيات الرياضية مسرحيًا، وتوظيفها لفكرة العرض القائمة على الحركة، والتساؤلات التي لا تتوقف، وبذلك لا تخلو المسرحية من طرح فلسفي؛ محوره أنّ المكان، هو جوهر نظرية النسبية التي أطلقها أينشتاين.

ويؤكد الشعافي، أنه يسعى في مختلف أعماله المسرحية، إلى أن ”يكون مختلفًا عن نفسه، وعمّا هو موجود في الساحة، ويضيف: ”أحاول أن أستنطق مرجعيات جمالية وأدوات إخراجية غير معهودة، مثل تقنيات السينما داخل المسرح، وتركيب الصورة المسرحية على السينمائية، والممثل عن بعد، والانفتاح على بعض تقنيات السلك الفني وغيرها. وكابوس أينشتاين على غرار أعمالي السابقة، فيها توظيف لأداء الممثل على الخشبة، بحثًا عن إيقاع مختلف“، بحسب قوله.

 

المصدر:إرم نيوز

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي