مؤتمر الناشرين في معرض الرياض يكشف مستقبل الكتاب الرقمي

2021-10-05

صناعة الكتاب ستشهد ثورة

الرياض – أطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة أعمال مؤتمر الناشرين الذي يُقام في واجهة الرياض ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، بحضور ممثلي ومستثمري قطاع النشر محليا وإقليميا ودوليا، وذلك لمناقشة مستقبل صناعة النشر.

وشدّد رئيس هيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان على أهمية الدور الذي تؤديه الحكومات والمنظمات المعنية في العالم العربي في تفعيل وتمكين قطاع النشر من خلال إيجاد حلول لضعف جاذبية الاستثمار ومصادر التمويل والنمط الاستهلاكي السلوكي للفرد العربي.

وقال في كلمته التي ألقاها في افتتاح مؤتمر الناشرين الأول الذي استمر على مدى الاثنين والثلاثاء، إن المؤتمر يأتي ضمن الجهود التي تسعى من خلالها الهيئة إلى الإسهام في رفع كفاءة وجاذبية صناعة النشر.

وأضاف علوان أن المؤتمر يهدف إلى مناقشة تحديات النشر عبر جلسات “نستشرف من خلالها الآفاق المستقبلية لصناعة النشر، وأشدد هنا على أن هذه المهمة يجب أن تُمارس بشكل تكاملي بين كل دول المنطقة، وأن تكون معارض الكتب أدوات التأثير الكبرى بوصفها منظومة متكاملة لا متنافسة بين دول المنطقة، والمستفيد منها هم الناشرون والمستثمرون والمتلقون والقطاعات غير الربحية”.

وانطلق المؤتمر بندوة بعنوان “التحوّل إلى الكتب الرقمية”، قدمها ناشرون دوليون على مسرح معرض الرياض الدولي للكتاب ضمن أعمال المؤتمر. وتحدث في الندوة كل من بن جلوفر، وشارلوت إليس، وبراد هيبل، وجوناثان كوكسل، وأدارها رندا الشيخ.

   

الكتاب الرقمي بات خيارا ضروريا، فالرقمنة والمواءمة مهمتان في كيفية تقديم المعرفة ولكن المحتوى هو الجوهر والأساس.

وجاءت البداية مع الناشر بن جلوفر الذي أوضح أن التطور قادم في صناعة النشر والحركة سريعة في التحول إلى الكتب الرقمية والإلكترونية خاصة في مناطق التجارة، مشيرا إلى أهمية وجود حاجة ملحة إلى استثمار واسع في هذا المجال، خاصة أنه ومن المعروف أن تاريخ الطباعة مرّ بتحولات كثيرة ويسهم في الاقتصاد من خلال الأعمال الرافدة لهذه الصناعة، التي تتطور وتصنع أسواقا جديدة.

أما بخصوص التحديات في التحول إلى الكتب الرقمية، أوضح جلوفر أنه بالنسبة له كناشر فإن الحقوق والتسويق والمبيعات تعدّ من أهم الاعتبارات، ولكنه يواجه كل شيء بوصفه أمام فرص استثمارية وعليه إيجاد الحلول وتأمين كل الوسائل المساعدة، منوها بأن الكتاب الرقمي ومع سهولة الوصول إليه فإنه خيار ضروري لأن هناك قيمة لتعدد أماكن تقديم المعرفة والحصول عليها.

في حين أفاد الناشر شارلوت إليس أن نشر المعرفة يسهم في شكل سوق العلم والتدريب والنماء المعرفي، إضافة لتأثيره على الثقافة والفنون وجميع القطاعات في كل المجتمعات، لذلك تكون الكتب الرقمية وسيلة مساعدة، عادّا ميزة الكتاب الرقمي بأنها مساحة للاكتشاف خاصة للقارئ المتخصص والباحث، وهذا له أثر كبير في تغذية المكتبة والتجربة بخيارات مختلفة، مشيرا إلى الاستعداد للتحوّل إلى المستقبل، ولذلك نسعى إلى نقل الخبرات العالمية إلى السعودية لأنها في مرحلة تحوّل ملهم ومحفّز.

من جانبها كشفت الناشرة والأكاديمية براد هيبل أنها بوصفها معلمة فإنه يهمها تدريب الطلاب وتعليمهم المهارات المناسبة والخبرات اللازمة لسوق العمل، ويساعد الكتاب الرقمي في تحقيق ذلك، خاصة وأن التحدي الآن في توفير جميع المحتوى المعرفي المطلوب، مبينة أن الرقمنة والموائمة مهمة في كيفية تقديم المعرفة ولكن المحتوى هو الجوهر والأساس.

بدوره أعرب الناشر جوناثان كوكسل أنه منذ 2006 وصناعة النشر تتغير وتتحول من الكتاب الورقي إلى الرقمي، وتتسع مساحة التعلم الإلكتروني، وتكشف عن الارتباط والعلاقة بين الثقافة والتعليم لأنه يحدث تبادل معلوماتي، لافتأ إلى أن جائحة كورونا أوجدت التفافا واسعا لكل التطبيقات، وتوظيفها للوصول والتواصل، خاصة وأن التغير والتكيف طبيعة الحياة ومهم أن نكون متفاعلين وفاعلين لكل ما يحدث.

وثمّن المتحدثون النهضة الثقافية التي تعيشها المملكة العربية السعودية، وأنها تشكل تجربة رائدة في توظيف التقنيات والرقمنة لخدمة الثقافة والفنون، معبّرين عن اعتزازهم بوجودهم في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يعدّ نافذة إثرائية مهمة.

ويأتي مؤتمر الناشرين ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهو أول مؤتمر من نوعه يقام في المملكة؛ لبحث تحديات صناعة النشر المحلية والإقليمية والدولية بمشاركة خبراء وقيادات في صناعة النشر من مختلف دول العالم.

وتضمن المؤتمر على مدى يومين ورش عمل وجلسات حوارية تقدمها دور النشر العربية الكبرى، وقيادات صناعة الكتاب، بمشاركة جهات رسمية ومنظمات متخصصة، وذلك لبحث تحديات النشر الراهنة، وفرص الاستفادة من الثورة الرقمية، إلى جانب استعراض أفضل الممارسات العالمية لتوزيع الكتب، ونمو تقنيات الطباعة، ومناقشة قضايا حفظ حقوق الملكية الفكرية للكاتب ولدور النشر.

ويأتي مؤتمر الناشرين ضمن جهود هيئة الأدب والنشر والترجمة لتنظيم صناعة النشر في المملكة والعالم العربي، والارتقاء بها إلى مستوى المعايير الدولية، وذلك بهدف تطوير منظومة صناعة الكتاب وتعزيز جاذبيتها للكاتب والمستثمر ودور النشر لضمان إنتاج ثقافي عربي مستمر ومتنوع ذي جودة عالية.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي