هل الرياضة تسعدنا أكثر من المال؟ إليك ما تقوله الدراسات

2021-09-21

توصلت دراسة حديثة أجريت في جامعتي يال وأكسفورد إلى الإجابة عن أسئلة تتعلق بالرابط بين النشاط البدني وجودة الحياة، والعلاقة بين الرياضة والسعادة، وأي الأمرين يجعل الإنسان يحظى بحياة أفضل: المال أم النشاط البدني.

وتوصلت الدراسة إلى نتائج مذهلة حول حجم تأثير هذين الأمرين على جودة حياة الإنسان. إذ توصل الباحثون إلى أن ممارسة الرياضة بشكل دوري لها تأثير إيجابي مهم أكثر من الوضع الاقتصادي المريح الذي يمكن تحقيقه.

وتضيف الكاتبة لاورا رويز ميتخانا، وهي أخصائية نفسية، في مقال نشرته صحيفة "لامينتي إس ميرافيوزا" (lamenteesmaravillosa) الإسبانية، أن الدراسة التي أجريت بمشاركة باحثين من الجامعتين المذكورتين سعت لتسليط الضوء على هذا الموضوع من خلال تحليل بيانات عينة تمثلت في 1.2 مليون مشارك أميركي.

الرياضة تسعدنا أكثر من المال

تقول الكاتبة إن هذه الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة لانسيت سايكايتري، اعتمدت على تحليل مؤشرات الصحة العقلية للمشاركين، خلال الفترة بين عامي 2011 و2015.

وحاول الباحثون تحديد العلاقة بين الصحة العقلية وممارسة النشاط البدني، وقدم المشاركون البالغ عددهم 1.2 مليون معلومات دقيقة حول عدد المرات التي مروا فيها بحالة نفسية سيئة خلال الشهر السابق، بسبب التوتر أو لأسباب عاطفية.

ولوحظ أن الذين يمارسون النشاط البدني، بشكل دوري، يقل لديهم عدد المرات التي يمرون فيها بحالة نفسية سيئة، مقارنة بمن لا يمارسون الرياضة. كما أن هؤلاء شعروا بالسعادة والراحة النفسية، أكثر ممن يحصلون على دخل مادي أعلى ولكن لا يمارسون الرياضة.

وتنبه الكاتبة إلى أن نتائج هذه الدراسة بينت أيضا أن مستوى السعادة لدى الإنسان ليس مرتبطا بكثافة الرياضة التي يمارسها، رغم أن هذا الأمر يبقى له تأثير إيجابي.

كما بينت أن الرياضات الجماعية، وتلك التي تعتمد على الروابط الاجتماعية والتعاون والتفاعل مع الآخرين، يكون لها تأثير أكبر على سعادة الإنسان. وبالتالي تأتي في المرتبة الأولى الرياضات الفرقية ثم قيادة الدراجات وأنشطة الأيروبيك والذهاب لصالة الرياضة.

العلاقة بين السعادة والدخل المادي

كما توصل الباحثون إلى خلاصة أخرى، مفادها أن من يمارسون الرياضة يشعرون بنفس القدر من الراحة والرفاه الذي يشعر به أولئك الذين لا يمارسون الرياضة ولكن دخلهم السنوي يفوق 25 ألف دولار. بعبارات أخرى، فإن من يجني دخلا محترما ويعيش في مستوى مادي جيد، ولكنه لا يمارس الرياضة، يحظى بنفس القدر من السعادة والراحة مثل شخص أقل منه دخلا ولكنه رياضي.

وترى الكاتبة أن هذه النتائج تبين مدى تعقيد العلاقة بين المال والنشاط البدني من جهة، والراحة والرفاه لدى الإنسان من جهة أخرى، حيث إن هذين العاملين يؤثران على جودة حياة الإنسان بشكل يستحق الدراسة والتحليل.

أهمية ممارسة الرياضة باعتدال

من النتائج الأخرى -التي توصل إليها القائمون على هذه الدراسة بجامعتي يال وأكسفورد- أن الرياضة مفيدة لصحتنا العقلية وتمنحنا جرعة من السعادة والهناء، ولكن بشرط ممارستها بشكل متوازن، حيث إن الإفراط في النشاط البدني تكون له تبعات عكسية. فقد لاحظ الباحثون، عند فحص أجوبة المشاركين بالدراسة، أن ممارسي الرياضة بشكل مكثف جدا يشعرون بنفس القدر من التعاسة أو الإحباط مثل أولئك الذين لا يمارسون الرياضة.

وتشير الكاتبة إلى أن نسق النشاط البدني المثالي من أجل صحتنا العقلية أن نمارس التمارين بين 3 و5 مرات أسبوعيا، في شكل حصص تدوم بين 30 و60 دقيقة.

وفي نفس السياق، تضيف الكاتبة أن دراسة أخرى نشرت في مجلة كارنت بايولوجي عام 2019 توصلت إلى نفس هذه النتائج، حيث جاء فيها أن الإفراط في ممارسة النشاط البدني يسبب الإرهاق العقلي بشكل يشبه الحالة التي يسببها العمل الذهني المرهق.

الفوائد العاطفية للرياضة

وتشير الكاتبة إلى أن الرياضة مفيدة للإنسان على المستوى العقلي والعاطفي، حيث إنها:

تخفض مستويات الضغط والتوتر

تجعل الجسم في حالة استرخاء

تحسن تقدير الذات لدى الإنسان

تساعد على النظام والتزام الانضباط

تحسن التركيز والذاكرة لدى الإنسان







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي